السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

كارل لويس ملك جديد لسباقات السرعة والوثب الطويل بأسلوب خاص

كارل لويس ملك جديد لسباقات السرعة والوثب الطويل بأسلوب خاص
20 يوليو 2012
نيقوسيا (ا ف ب) - استعرض الأميركي كارل لويس موهبته في الكوليزيوم واستحق ميدالياته الذهبيات الأربع في دورة لوس أنجلوس، واستعاد الجميع ذكريات جيسي اوينز (برلين 1936)، إذ حصد لويس مثله 4 ذهبيات في سباقات 100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م والوثب الطويل، وكانت بداية مسلسل جمعه الميداليات الأولمبية التي بلغت 9 ذهبيات حتى دورة أتلانتا 1996. الفصل الأول من الاستعراض حققه لويس في سباق 100 م، ولا تزال ماثلة في الأذهان صورة بول تراكور الذي كان جالساً في الصف الثاني من القسم 27 في المدرجات وبجانبه ابنه (12 عاماً)، فما أن اجتاز لويس خط النهاية مسجلاً 99 :9 ثانية متقدماً على مواطنه سام جرادي (19 :10ث) والكندي بن جونسون (22 :10ث)، حتى أخرج تراكور القادم من نيو اورليانز علماً أميركياً حمله في حقيبة، وراح يلوح به، وشاهده لويس خلال جولة حول حول المضمار محيياً المتفرجين، فعاد أدراجه واتجه نحوه، وأخذ العلم من تراكور وراح يحتفل على طريقته والجميع يشاركه فرحته رقصاً. كان لويس يوصف بـ”مايكل جاكسون ألعاب القوى”، ويعتبر صاحب أسلوب خاص في سباق 100م، ولما انتهى لويس من احتفاله توجه إلى حيث يجلس جون كارلوس “الكبير” صاحب برونزية 200 م في دورة مكسيكو عام 1968، فارتمى بين ذراعيه. وكارلوس هو أحد ابطال “القبضات السود” في “مكسيكو 1968” مناهضة للتمييز العنصري في الولايات المتحدة، وحين شارك في الأولمبياد كان لويس في السابعة من عمره يقيم في نيوجرسي وتابع سباق كارلوس و”حركته” عبر الشاشة الصغيرة، وحلم بأن يخوض الألعاب الأولمبية يوماً ويعتلي منصة التتويج. وأصدر لويس بعد ساعات من حصده ذهبية 100 م بياناً ذكر فيه أنه حقق 60 في المئة من برنامجه باعتبار هذا السباق “أصعب مسافة والمفاجآت واردة دائماً”، وأوضح “انه كان متأثراً جداً عند الفوز”، مضيفاً “أنا أؤمن بقدراتي، وطريقة أدائي في الأمتار الأخيرة تخولني النجاح، لما بلغت 80 م أدركت أن الانتصار في متناولي لكني بقيت حذراً”، تقدم لويس على جرادي بفارق 20 جزءاً من الثانية، وهو الأكبر منذ فوز مواطنهما بوب هايز في دورة طوكيو عام 1964. كان جرادي يردد أن لويس في متناوله، وعلل خسارته السباق الأولمبي بأن منافسه كان في أفضل حالاته يومها، وفي رده اعتبر البطل الأولمبي أن كل ما يستشفه من تصريحات لمنافسيه وإبدائهم الرغبة في الفوز عليه، يزيده تصميماً ويقوي عزيمته، مؤكداً انه يصعب عليهم تحقيق هذه الأمنية في المدى القريب. عقب تتويجه بالذهبية الرابعة بعد مساهمته بتحقيق المركز الأول في سباق التتابع (مع رون براون وجرادي وكالفن سميث)، عنونت صحف: رهان “جيسي لويس” تحقق، وهي قصدت مقارنة كارل لويس بجيسي اوينز، لكن “البطل الاستثنائي” رفض هذه المقارنة، لأن: “اوينز أسطورة لكنه إنسان، وأنا فخور بمعادلتي إنجازه، لكن لا تجوز المقارنة مطلقاً، هو يبقى جيسي اوينز وأنا كارل لويس، فنحن من عصرين مختلفين”. سجل لويس 54 .8 م في الوثب الطويل و80 :19 ث في سباق 200 م، وكان العداء الرابع في سباق التتابع وانهى المسافة بزمن 62 :37 ث، فحمل بالوناً على شكل قلب وطاف به المضمار شاكراً المتفرجين كما شكر عائلته وأصدقاءه وكل من دعمه وآمن بموهبته، خصوصاً مدربه توم تيليز ومدير أعماله جو دوجلاس (مؤسس فريق “سانتا مونيكا تراكس” الذي ضم لويس). وقال: “أنا سعيد لكني متعب، هذا الفوز ثمرة وحدتنا، كنا خمسة في سباق التتابع، قوة الله وإرادته ونحن العدائين الأربعة، أشكر الله الذي منحني القوة لأركض وأسابق وافوز بـ 4 ذهبيات لا تقدر بثمن”. وجاء اختيار فريديريك كارلتون ماكينلي لويس “كارل لويس” المولود في الأول من يوليو 1961 والابن الثالث لعائلة رياضية من أربعة أفراد، أفضل عداء في القرن الـ 20 في رياضة “أم الألعاب” عن جدارة. وكان أوينز القدوة والمثل الأعلى للويس الذي لم يتحمل الجهود البدنية المكثفة لكنه أدرك بعد ذلك ضرورتها لبلوغ النجومية، ولم تكن أرقام كارل لويس في الوثب الطويل تنبئ ببروز بطل، لكن كل شيء تغير عام 1978 وكان عمره آنذاك 16 عاماً، حيث توج بطلاً لمنطقته بقفزه 76 .7 م، وبمجرد شيوع الخبر بدأت مجموعة الجامعات تبدي اهتمامها بكارل وقدمت له عروضاً مغرية، لكنه واتباعاً لنصائح والديه رفضها كلها وفضل الانضمام إلى جامعة هيوستن، حيث أشرف على تدريبه المدرب تيليز. كان اختيار كارل موفقاً إذ نجح في تخطي حاجز الـ 8 أمتار، واضطر مدربه إلى تكثيف تمارينه والاعتماد على الجانب البدني لتحسين بنيته الكبيرة 88 .1 م، ورأى ضرورة امتلاكه سرعة هائلة لتجاوز حاجز الـ 8 أمتار، فكانت المفاجأة في إحدى الحصص التدربية عندما تفوق على مواطنه ستيف وليامس في سباق 100 م، ومنذ ذلك الوقت تنبأ تيليز بان يكون كارل أحد أقوى العدائين في سباقات السرعة، على رغم تفضيل هذه “الموهبة” مسابقات الوثب الطويل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©