الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الثرثرة عدوى نسائية قد تصيب الرجال!

الثرثرة عدوى نسائية قد تصيب الرجال!
23 فبراير 2009 00:24
لعل أن صفة حب الكلام والقدرة عليه من أهم الصفات التي التصقت بالمرأة منذ القدم، وقيل وكتب عنها العديد من الأقوال والأمثال والقصص والحكايات الساخرة عبر مختلف الأزمنة والثقافات، ومن ثم خرجت الدراسات والتأويلات التي تحاول أن تستند إلى نظريات علمية، أو منطق موضوعي، دون أن تخلو من الاجتهادات، ويمكن الجزم بأنها كانت أسيرة لثقافة معينة، أو لتجارب ذاتية تفتقر إلى الموضوعية، وقيل إنها إفرازات ونتاج للثقافة الذكورية التي أمعنت في الانحياز الأعمى لجنس على حساب آخر، إلى أن جاءت دراسة علمية منشورة، قام بها فريق بحث علمي أميركي من جامعة أريزونا عام ،2007 لتنسف جميع النظريات السابقة حول ثرثرة المرأة، ولتزيل جميع مظاهر الضيم والظلم عن المرأة، حيث أكدت أن الرجال أكثر استعمالا للغة مقارنة بالنساء، وقد توصل الفريق بعد سلسة من التجارب والإحصائيات قام فيها بوضع ميكروفونات لـ 396 شخصا على مدى فترات تمتد من يومين إلى 10 أيام، وسجلت النساء 16215 كلمة، بينما سجل الرجال 15669 كلمة، أي أن الفرق في عدد الكلمات بينهم كان 546 كلمة فقط، وهو ما يشير إلى أن النساء لا يعتبرن أكثر ثرثرة من الرجال وإنما أكثر كلاما فقط! هل كان ''بزرجمهر'' وزير كسرى محقاً عندما قال قبل إعدامه: ''صارعت الوحوش فصرعتهم، وجالدت الشجعان فغلبتهم، ولم ترهبنى إلا المرأة السليطة اللسان''؟ ولماذا قال جان جاك روسو : ''الحرب قيدت كل شىء··· إلا لسان زوجتي''؟ سلاح المرأة تقول البتول حيدر ''طالبة'': إن فهم هذا المثل يخضع لكيفية استخدام المرأة للسانها، وطريقة تعاملها مع من حولها، وأسلوبها في التعامل، فإن كانت سليطة اللسان، ومؤذية للآخرين، يفهم المثل على أن لسانها سلاح لإيذاء الغير، ومن ثم عليها ألا تدعه يصدأ من عدم الاستعمال، وبالتالي فإنها تعمد أو شيء إلى الآخرين بلسانها عن سوء قصد، أو بشكل لا شعوري وفق طبيعتها''· وتضيف أسمهان أنور مدرسة اللغة العربية: ''أما إذا فسر المثل من الجانب الايجابي، إنه يعني أن المرأة لا تترك لسانها يهمل إذا كانت في حاجة إليه لتدافع عن حق من حقوقها، أو عند عجزها، عندها سيكون لسانها سلاحا حادا يستخدم عند اللزوم، هذا إلى جانب عدم إهمال ما ورد في الحديث الشريف عن الرسول الكريم ''صلى الله عليه وسلم'' عندما قال: ''قل خيراً أو لتصمت''، أو ما يقال: ''خير الكلام ما قل ودل''، وهي معانٍ يستدل منها ألا يتحدث الإنسان إلا عند الضرورة، ولقد عرف في أدبيات العرب أن ''وقار المرأة في قلة كلامها'' لذا على المرأة والرجل ألا يستخدما لسانهما إلا عند اللزوم، لتقليل الوقوع في المعاصي''· أما مها عبدالجار ''طالبة'' تشير إلى أن المثال يدل على أن المرأة تعتمد على لسانها في حياتها، وتدافع به عن نفسها، لكن هذا الدفاع لا يكن مقبولاً إلا إذا كان الكلام متزناً، ويأتي في حدود، وأهم هذه الحدود التعبير عن الرأي، والدفاع عن الحق، وقول الحق، والابتعاد عن ''الثرثرة'' لتجنب سلبياتها، وعدم الوقوع في الخطأ أو المعاصي، ومما لاشك فيه أن لسان المرأة يعني كلامها، والكلام وسيلة مهمة وأساسية للتعبير عن ثقافة الشخص، وتربيته وتنشئته وتعليمه وشخصيته، أي أن الكلام وسيلة من وسائل التعبير عن النفس، ويجسد أبعاد الشخصية وثقافتها، ومن ثم فإن استعمال المرأة للسانها، واعتمادها عليه ليس به ما يشوبه من سلبيات إن كان كلامها في الإطار الذي أشرت إليه، ومن الأهمية أن تتمسك المرأة بالتعبير عن رأيها في حياء وحرية وحشمة واتزان ووقار''· من جانب آخر يرى عبدالله أدهم أن سلاح المرأة ''دموعها'' وليس لسانها، ويقول: ''المرأة إن أرادت الحصول على شيء مستعص، فإنها تستخدم دموعها، وتعتمد على البكاء لاستمالة عواطف الآخرين، أما إذا استخدمت لسانها، فإنها ستخسر الرجل وتستميل عداءه، ويقف ضدها، فالدموع أكثر تأثيراً من اللسان، إلا إذا استخدمت لسانها بشكل عاقل ومتزن وحكيم وواع''· مغايرة الحقيقة تشير الاستشارية الأسرية في العين إنعام المنصوري إلى مغايرة المثال للحقيقة، ومغايرته أيضاً للحكمة القائلة ''لسانك حصانك·· إن صنته صانك''، وربما يصبح لسان المرأة سلاحها عندما تتعرض للقهر والظلم، فالصراحة أحياناً تصبح غير مرغوبة أو غير مطلوبة، وليس من غير المنطق أن تعتمد المرأة على سلاح آخر عندما تواجه المظالم والضغوط، فهي لا تملك إلا لسانها لدفع القهر والتهميش، وربما لأن المرأة أيضاً لا تستطيع كتمان الحق أو السكوت عنه، ولغة الكلام ما هي إلا ''أضعف الايمان'' إن أرادت التغيير، لكن أن نتعاطى مع المثل بسلبيته هذه، فإنه لا يصلح للتعميم بطبيعة الحال، وإذا كان البعض يعزي الجانب السلبي من المثل إلى صفات الفضول ونقل الكلام، والوشاية والتملق، ولصقها بالمرأة، فإن الإدانة هنا يجب أن توجه لمن يشجع مثل هذه الأساليب السلبية المدانة، وأظن أن الصفات التي لصقت بالمرأة من حب للثرثرة والكلام دون هدف، أو الوشاية أو الكيد، إنما هي نتاج ثقافة ذكورية عفى عليها الزمن، ولم يعد لها وجود الآن بعد أن نجحت المرأة وتفوقت على نظيرها الرجل في كثير من المجتمعات''· إساءة للمرأة لا يوافق الدكتور محمد سلمان العبودي نائب المدير الأكاديمي لجامعة السوربون - أبوظبي، على منطوق المثل الفرنسي، ويقول: ''إن إطلاق هذا الكلام على علاته غير موضوعي، وغير صحيح، ويتضمن إساءة للمرأة، وقد ينطبق على المرأة التي لا تمتلك عقلاً أو فكراً أو دوراً في الحياة، فدور المرأة الآن تنامى وتعاظم، وصورتها النمطية قد تغيرت كثيراً، واختلفت معها نظرة المجتمع إلى حقيقتها ودورها وتأثيرها، فالمرأة تتحمل أضعاف ما يتحمله الرجل من آلام ومتاعب ومشاكل وهموم، ورغم ذلك يعول عليها مسؤولية بناء المجتمعات أكثر من الرجل، لاسيما فيما يتعلق بالمسؤوليات الأسرية والاجتماعية، ولم يعد للمرأة وقت للثرثرة والكلام الفارغ، وربما قيل هذا المثل قديماً، ويرتبط بثقافة محددة، أما الآن فكل شيء في العالم قد تغير، ولم يعد للصورة النمطية أو الهزلية عن المرأة أي وجود، لاسيما في مجتمع وثقافة تحترم المرأة وتعطيها قيمتها الحقيقية''· من الطرائف كان أحد الأزواج يسرع بسيارته، بينما تجلس بجانبه زوجته، وفجأة رأى في المرآة شرطي مرور يلاحقه ويؤشر له بالوقوف، فامتثل لطلبه وسأله:''إيش'' المشكلة ؟ الشرطي: أنت كنت مسرعاً فوق الـ 180كيلو في الساعة، وهذا الطريق سرعته القصوى ماتتعدى ،80 أنت تستحق المخالفة· الزوج: لا·· ''معليش''·· أنا تعديت الـ60 بشوي! زوجته: لا أنت كنت ماشي على الأقل على ،160 فنظر الزوج الى زوجته نظرة غضب· الشرطي: بأعطيك مخالفة أخرى بسبب الضوء الخلفي المكسور الزوج متسائلاً: مكسور؟؟ أنا ماكنت أدري أنه مكسور، كيف إنكسر؟ الزوجة ''بنبرة واثقة'': أيوه ·· أنت كنت عارف أن اللمبة مكسورة من أسبوع· الشرطي: إذن باعطيك مخالفة أخرى بسبب عدم ربط حزام الأمان· الزوج : ''ليش''·· أنا فكيته لما وقفت بالسيارة لما أشرت لنا الزوجة: لا ··لا··لا·· أنت ماعمرك ربطت حزام الأمان! التفت الزوج إلى زوجته وقال لها في غضب: أنت ماتعرفي تسكتي أبداً؟ سألها الشرطي: لو سمحتِ ··هل هو دائم ''الصراخ'' عليك هكذا؟ الزوجة: لا·· هو يصرخ فقط عندما يكون سكراناً· الشرطي: سكران··؟! قال الزوج: لا··لا تصدقها·· تكذب! قالت الزوجة: ما عليك منه، القارورة مازالت في السيارة من يوم ما سرقناها! الشرطي: يعني السيارة مسروقة؟ الزوج: مسروقة إيش الله يهديك، لا يهمك من هذه الحرمة· والتفت إليها صارخاً:'' لا تخليني أطلقك الحين''! الشرطي للزوجة: عسى ماهو دائماً يهددك كذا بالطلاق؟ الزوجة: نعم! الشرطي للزوج: أنت الآن مقبوض عليك لكل هذه التهم· هنا صرخ الزوج في وجه زوجته: روحي أنتِ طالق·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©