الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصقارون الصغار: نجوم الأعالي تشمخ على سواعدنا

الصقارون الصغار: نجوم الأعالي تشمخ على سواعدنا
23 فبراير 2009 00:26
تثبت معظم المقولات التي تنبثق عن تجارب الشعوب وخبرات الإنسان صحتها، حين الاطلاع على نتائج ممارستها· فمقولة مثل ''العلم في الصغر كالنقش في الحجر'' أثبتت على مدار السنين صوابها وأهميتها للأجيال، فالعلم والمعرفة اللذان يتلقاهما الإنسان في صغره وخلال مراحله العمرية المتتالية، هما ضمن أهم العوامل التي تشكل شخصية الإنسان ووعيه، وتنمي مدركاته ومعارفه في كل المجالات، وفي مقدمتها تاريخ وتراث بلده· من هذا المنطلق، يسعى ''نادي تراث الإمارات'' في كل مهرجاناته وملتقياته وسباقاته، التي تتواصل شهرياً على مدار العام، إلى تفعيل دور التراث في بناء شخصية أطفال الإمارات، تأكيداً على أن التراث هو الإطار المرجعي الذي تركن إليه الذات وتجد فيه هويتها الوطنية والتاريخية· لذا لا تقتصر الفعاليات على مشاركة الشباب وكبار السن من الجنسين، بل تخصص إدارة النادي مجموعة أنشطة خاصة بصغار السن، تساهم في تشكيل جيل ملتزم مثقف وملم وملتزم بموروث وطنه، خلال المضي به قدماً إلى عصر التطور والنهضة· ويترجم هذا الحرص من خلال عدة برامج تحضيرية تسبق ممارسة الأنشطة والمشاركة في الفعاليات، حيث يتم بداية تعريف الصغار ''تتراوح أعمارهم بين7 إلى 17 سنة'' بالموروث الشعبي بكل أشكاله، ومن بينها الرياضات الشعبية، كالقنص والفروسية والصيد والسباقات وما إليه· من خلال مجموعة مدربين متخصصين في تلك الرياضات والألعاب، يرأس كل مجموعة مستشار تراثي مخضرم· وبعد التعريف الشفهي بأبجدية كل رياضة، يتم تعريفهم بأدواتها وتفاصيلها عملياً لتكريس المعلومات الشفهية التي تلقوها، ثم يتم تدريبهم على ممارستها في ميادين مخصصة· وتأتي رياضة تدريب الصقور وتأهيلها للقنص، وتعلم كل التفاصيل المتصلة بعالم الصقور، من أدوات تستخدم في تدريبها، وطرق الصيد المتعددة، كواحدة من أهم الفعاليات التي يخصصها النادي للطلاب المشاركين· بحيث يندر أن يقام سباق للهجن أو الخيول، دون أن يتألق مجموعة من الطلبة حملة الصقور الشامخة فوق سواعدهم، يجلسون في بيت العريش ''سعف النخل'' وصقورهم مبرقعة العيون ''خشية أن يزعجها الضجيج أو تمارس الانقضاض''، بينما أطفال من زوّار قرية ''بو ذيب'' التي تشهد سباق الخيول، يتجهون إليهم طلباً للقاء الصقور عن قرب والتقاط الصور التذكارية· ويخرج الصقارون الصغار من بيت العريش، بجوارهم أخواتهم من المشاركات الصغيرات يحملن مباخر تفوح منها رائحة العود والدخون العطِر، يتجولون في ساحة القرية التراثية المعدّة مسبقاً لاستقبال الضيوف والزوار والسياح، فيتحلق حولهم الزوار والسياح، يسألونهم عن أشهر أنواع الصقور، فيقول الأول ''هناك: الحر، والشاهين، والعقاب، والباز، والوكري، والجير، والقرموشة''· ويسألون عن أسماء صغار الصقور، فيجيب آخر ''يطلق على الصغار، أسماء: الفرخ، والقرناس، والتبع، والقوسي، والبكر''· بينما يجيب ثالثهم عن سؤال يخص ألوان الصقور، فيقول ''يوجد من الصقور عدة ألوان: الأشقر، والأبيض، والأحمر، والرمادي، والأرقط، والأشعل، وغير ذلك''· وخلال جولتهم في ساحة القرية، يرتفع التصفيق لهم، فيطالب البعض برفع البراقع عن عيون الصقور، ليحظى الزوار بأجمل المشاهد المفاجئة، حيث ترفرف الصقور بأجنحتها بعد إزالة البراقع عن عينيها، طلباً للطيران والتحليق· فتتجلى في تلك اللحظات معرفة ودراية الصقار الصغير، فيخفف من حماسة طيره برفق، ويستبقيه فوق ساعده ''المنقلة'' موثقاً بالخيط ''السبوق'' مربتاً على أجنحته مداعباً له كي يهدأ· ولا ينصرف معظم زوار قرية ''بو ذيب'' لسباقات الخيول، بعد انتهاء السباق، بل يعودون أدراجهم إلى ساحة القرية التراثية، لمشاهدة أعضاء فرق الفنون الشعبية تمارس ''العيالة'' أو ''اليولة''، تشاركهم الصقور المشاهدة، وهي تتربع على أكتاف الصقارين الصغار·
المصدر: الختم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©