السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مساع عربية للمصالحة بين إسلاميي السودان

20 يوليو 2012
الخرطوم (الاتحاد) - أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان بزعامة رئيس البلاد عمر البشير عن مساعٍ إقليمية وعربية للم شمله مع حزب المؤتمر الشعبي المنشق عنه بقيادة الزعيم الإسلامي، السياسي المخضرم، حسن الترابي. وأكد حزب البشير أن المبادرة أتت عقب مبادرات وحراك داخلي بين الحزبين. وقال إن الدول المبادرة لمساعي المصالحة بين الإسلاميين في السودان هي دول صعدت إلى قيادتها أحزاب إسلامية، خاصة مصر التي رأت أهمية إيجاد حل جذري للخلاف بين الحزبين السودانيين المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي. وقال الأمين السياسي للحزب الحاكم في ولاية الخرطوم نزار خالد في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية (اس ام سي)، القريب جداً من الأجهزة الحكومية خصوصاً الأمنية: إن كل من مصر وتونس وليبيا تقود مبادرة إقليمية وعربية للم الشمل بين حزبي المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي. وقال إن المبادرة التي التي تقودها الدول الثلاث “تأتي لحل الخلافات الإسلامية والسياسية والفكرية “وأضاف قائلاً: “هذه الدول وجدت أن حل الأزمة الداخلية لا يتم إلا بحل خلافات الحزبين الكبيرين بجانب تجديد الفكر السياسي الإسلامي”. وقال المسؤول في الحزب الحاكم نزار خالد إن “المبادرة العربية الإسلامية الإقليمية تعد امتداداً لحراك داخلي بين الحزبين، أبرزها المبادرات التي قدمها شباب الحزبين في وقت سابق” ، في إشارة إلى لقاء تم مساء السبت الماضي في الخرطوم، ضم أكثر من 500 “مجاهد من مجاهدي الحركة الإسلامية”، من أبرز الذين قاتلوا في الجنوب، ومن تياراتهم الرئيسية الثلاثة، تيار الذين انضموا للمؤتمر الشعبي، والذين ظلوا في المؤتمر الوطني، وأولئك الذين قاطعوا الطرفين، وهم الأغلبية. وذكرت مصادر صحفية أن مناخ اللقاء كان مشحونا بالمشاعر، ورافضا للأوضاع التي آلت إليها البلاد من فساد وتخريب تحت ظل سلطة الإنقاذ. وقرر المجتمعون عقد لقاء آخر بعد شهر يضم “المجاهدين” من الولايات، ويبلور موقفا سياسيا مشتركا. وقال المسؤول في حزب البشير إن “سيطرة الحركات الإسلامية في تونس وليبيا ومصر أعادت أشواق الإسلاميين بالسودان للعودة مجدداً إلى الوحدة”. غير أن مساعدا مقربا من الترابي وقياديا في حزبه شن بالتزامن مع هذه التصريحات، هجوما عنيفا على نظام البشير وحمله مسؤولية “دفع البلاد إلى حافة الهاوية”، حسب تعبيره. وقال مسؤول العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الشعبي المعارض، المحبوب عبد السلام، إن “المشهد السوداني هو تلخيص مسار طويل من التراكم والسلوك والاجتهاد الخاطئ، وأن ما يحدث هو نتاج 23 عامًا من الحكم الذي استمر طوال هذه المدة من دون أن يمتلك المقومات اللازمة لإدارة البلاد، وافتقر خلالها إلى البرنامج الصحيح، والرؤية الواضحة ممّا انتهى به إلى تقسيم السودان الذي فَقَدَ ربع مساحته؛ بسبب سياسات الإنقاذ الفاشلة”. وقال عبد السلام، وهو مساعد مقرب من الترابي، في تصريحات إلى صحيفة المدينة: “نظام الإنقاذ قاد السودان إلى حروب مستمرة، ودفع بأبناء الوطن إلى حمل السلاح من أجل الحصول على نصيب من السلطة والثورة”. وأضاف المحبوب أن حكم الإنقاذ قاد إلى انهيار اقتصادي شامل، وانهارت حتى المشروعات الاقتصادية التي خلّفها الإنجليز مثل مشروع الجزيرة، وأهدر حكم الإنقاذ 60 مليار دولار قيمة عائدات النفط من دون تحويلها إلى تنمية حقيقية لأقاليم السودان، وحتى مشروعات البنية التحية التي جرت في حكم الإنقاذ تمت بقروض خارجية، وأوقعت السودان في مأزق الديون”. وقال إن “السودان الآن على حافة الهاوية، وألسنة اللهب مسّت المواطن العادي؛ ممّا دفعته إلى الثورة على هذه الأوضاع المقلقة، ويتحرك الآن في شوارع السودان مدفوعًا بزخم الثورات في دول الجوار، وحركة الشارع تتداعى مع حركة النخبة السودانية التي حققت درجات غير مسبوقة من النضج السياسي”. ويأتي الحديث عن هذه المبادرة في ظل تكهنات بانتقال ما يسمى بـ”الربيع العربي” إلى السودان بعد تصاعد تظاهرات متفرِّقة ضد غلاء المعيشة والإجراءات التقشفية لمحاربة الأزمة الاقتصادية، لكن الرئيس السوداني سخر من هذه الآمال، وأكد أن الربيع لا مكان له، وأن دولته تعيش صيفاً حارقاً سيمتد لهبه ليحرق الأعداء. ويذكر أن الترابي هو العقل المدبر للانقلاب العسكري الذي أتى بالرئيس الحالي عمر البشير إلى سدة الحكم في نهاية يونيو عام 1989، لكن خلافات وصراعات دبت بين الرجلين انتهت بإقصاء الترابي من الحكم عام 1999، وتبعا لذلك انشطرت الحركة الإسلامية إلى حزبين، يتزعمهما الحليفان السابقان، وفي تداعيات فصول الخلاف بينهما زج البشير بالترابي في السجن أكثر من مرة ولمدد متفاوتة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©