كريري: «الثرثارون» شركاء في «الإخفاق الآسيوي»

اعترف لاعب وسط المنتخب السعودي سعود كريري بأن هناك تقصيرا كبيرا من اللاعبين، وهو ما أدى إلى خروج “الأخضر” خالي الوفاض، من بطولة كأس أمم آسيا 2011 بالدوحة، وأكد أن مشاركة الأخضر في البطولة كانت كارثة لكرة القدم السعودية، خصوصاً أن المنتخب السعودي يعتبر صاحب الصولات والجولات بالملاعب الآسيوية. وقال سعود كريري بعد خروج “الأخضر” خالي الوفاض، ودون أن يحصد أي نقطة عن مجموعته في البطولة الآسيوية: فعلاً لم نقدم أي مستوى يذكر، ونحن كلاعبين نتحمل ما جرى للمنتخب في هذه البطولة، والتي نتج عنها مشاركة كارثية للأخضر على المستوى القاري، ولكن يجب في النهاية، على كافة عشاق المنتخب ومنسوبي الشارع الرياضي السعودي، قبول اعتذارنا لأننا، فعلاً نعترف بالتقصير، خصوصاً أن المرحلة الحالية لا تتطلب مزيداً من الاحتقان بقدر ما تحتاج للصبر والاعتراف بالخطأ وتصفية النية من أجل السعي لظهور منتخب جديد في المستقبل القريب، يعمل بتطلعات جديدة وبرؤية مستقبلية يحيطها الطموح في التعويض وإسعاد الشارع الرياضي السعودي، من جديد بعد أن بات حزيناً بعد الخروج الآسيوي. وأضاف: لا ألوم الجماهير الرياضية، وهي تعبر عن غضبها من المنتخب السعودي بعد مشاركته في هذه البطولة، وشخصياً كلاعب متفهم ردة الفعل الغاضبة، من الجماهير السعودية فهي لا تلام كونها كانت تنتظر من منتخبها الظهور المشرف في هذه البطولة ومقارعة منتخبات آسيا المختلفة سواء في الشرق أو الغرب قبل أن تصطدم بالكارثة التي حدثت في الدوحة، والتي أتمنى ألا تؤثر على مسيرة المنتخب السعودي في هذه البطولة، خصوصاً أن المرحلة الحالية تتطلب مزيداً من الاعتراف بالخطأ وإبداء النوايا الحسنة، لبدء خطوات التصحيح على مستوى المنتخب والذي يجب أن يظهر بشكل أكثر من رائع في تصفيات كأس العالم القادمة وغيرها من الاستحقاقات القادمة. وقال كريري: جميل جداً أن يعترف اللاعبون بالخطأ والأجمل أن يتقبل المشجع السعودي هذا الاعتراف، خاصة أن المرحلة الحرجة التي تمر بها الكرة السعودية في الوقت الحالي تتطلب الكثير من الصراحة والمزيد من تقبل الآراء من قبل الجميع.وأشار سعود كريري إلى أن كرة القدم، ليس لها أمان والدليل أن منتخبات أوروبية كثيرة خرجت من البطولات القارية كالمنتخبين الإنجليزي والإيطالي وحتى البطولات العالمية تشهد خروج منتخبات مرشحة للقب بخفي حنين، وهو ما يؤكد أن كرة القدم فوز وخسارة ولا تعترف بالترشيحات نهائياً مع تجديد الاعتراف بأننا لم نقدم أي مستوى يذكر وسجلنا أسوأ مشاركة في تاريخ المنتخبات السعودية . وأضاف: نحن اجتهدنا ولكن ليس لكل مجتهد نصيب والظروف خذلتنا كثيراً، ولذلك لم نوفق بتاتاً في هذه البطولة، وهذا هو حال كرة القدم يوماً لك وآخر عليك، وما أسوأ يومنا الآسيوي والذي سجل انتكاسة منتخب عريق، ومتمكن وصاحب أولويات وتاريخ وإنجازات آسيوية كثيرة شهد لها كل الرياضيين في مغرب القارة الصفراء ومشرقها. ووجه اللاعب السعودي الذي غاب عن المواجهة الأخيرة أمام اليابان نقداً لاذعا للإعلام الرياضي السعودي متهماً إياه بالسبب للهزة التي تعرض لها اللاعبون، مشيراً إلى أن الإعلام لا يمكن أن يكون بريئاً من الوضع الحاصل، خصوصاً وهو يواجه المنتخب بنقد لاذع جداً لا يمكن أن يقبله أي شخص منصف، وقال كريري في هذا الخصوص: لا اعلم ماذا يريد الإعلام من التصرفات التي أقدم عليها، وتهجمه الشخصي على اللاعبين، والتقليل منهم بطريقة “مقززة” جداً خصوصاً أن بعض الإعلاميين، قد تدخل في خصوصيات اللاعبين، وطالب بفرض عقوبات شديدة عليهم وصلت لحدة السعي لقطع أرزاق اللاعبين، فليس من المنطق، ولا العقل أن يطالب بعض الصحفيين والكتاب من القائمين على الكرة السعودية بقطع رزق اللاعبين، فهذا الطرح غير مقبول تماماً، ولا يوجد هنالك أي شخص يرضى به. وأضاف كريري الذي انتقل من القادسية إلى الاتحاد قبل عدة سنوات بصفقة بلغت 16 مليون ريال: ما يحصد اللاعبون من مبالغ هي أمور مستحقة لهم في عالم الاحتراف، والدول التي تطبق الاحتراف تقدم مبالغ كبيرة للاعبين ولا يجب أن يقارن إخفاق في إحدى البطولات بالمطالبة بقطع رزق اللاعبين، وأنا شخصياً كلاعب أرفض مثل هذا الطرح، ولا يمكن أن أقبل به، خصوصاً أن من يتحدث عن هذه النقطة، لا يدرك ما يتطلبه الاحتراف، وما يجب أن يحصل عليه لاعب كرة القدم مقابل عطائه بالملاعب. وقال كريري: الكثير يعتقد أن الإعلام السعودي كان منتقداً للأداء الفني، ولكن هذا الأمر غير صحيح بتاتاً فما حدث هو انتقاد للأشخاص بعيداً عن المهنية الإعلامية، ولا أريد تسمية الأشخاص بأسمائهم كونهم معروفين لدى الجميع ومن طالب بإيقاف ضخ الملايين في الكرة السعودية لا يدرك ما تتطلبه الرياضة من مبالغ كي تساير الدول المتقدمة كروياً. وعلق كريري على ما شهدته الساحة الإعلامية، مؤخراً وقال: لم استطع تقبل ما يكتب في الصحف، وما يبث على الهواء في العديد من الفضائيات الرياضية فالكثير من الإعلاميين يتحدثون عن أمور لا يدركونها، ولا يعونها جيداً فتجدهم يتحدثون كثيراً، وفي النهاية يقاتلون لقطع أرزاقنا وكأنهم هم من يدفع لنا مرتباتنا، وهذه النقطة التي وللأسف الشديد أخرت إعلامنا كثيراً وجعلته أحد المتسببين، فيما حدث لمنتخبنا، من انتكاسات عديدة، دون أن تتم الاستفادة من كل التجارب السيئة التي كان الإعلام الرياضي السعودي متسبباً فيها. وأضاف كريري: أنا لا أضع الإعلام السعودي كشماعة للخروج الآسيوي، ولكن يجب الاعتراف بأن هذا الإعلام كان المتسبب الرئيسي والشريك لنا في هذه الانتكاسة، والتي للأسف جاءت في توقيت سيء جداً، لجميع السعوديين الذين كانوا يمنون النفس بظهور متجدد للمنتخب السعودي في البطولة القارية. وفي ختام حديثه جدد كريري قوله إن ما حدث للمنتخب السعودي في هذه البطولة، يعتبر كارثة حقيقية للكرة السعودية، وإن لاعبي المنتخب السعودي قدموا أسوأ مشاركة في تاريخ المنتخبات السعودية، لكن ما يعزي النفس أن الكرة السعودية كانت ولا تزال وستظل ولادة للنجوم، والمرحلة المقبلة تشهد ظهور نجوم جدد سيكون بإمكانهم إعادة بناء ما هدمناه في هذه البطولة والمحافظة على المنجزات الكبيرة التي حققها المنتخب السعودي في مختلف الأصعدة والميادين، وبإذن الله فإن القادم سيكون أفضل بمراحل من الوضع الحالي، وإن المواهب التي تزخر بها الملاعب السعودية ستكون قادرة على تكملة المشوار وإعارة الهيبة المفقودة لكرة القدم السعودية من جديد، ولكن يجب الصبر على الجيل الجديد من الإعلام الرياضي وأن لا يتعرضون لسياط النقد المبكر، كما تعرض له الجيل الحالي، وكذلك فإن الجماهير السعودية مطالبة هي الأخرى بالصبر على الجيل الجديد، كي يظهر بشكل متألق ينال من خلاله على رضا الجميع، خاصة أن ما حدث في الآسيوية أصبح ماضياً، والكل يجب أن ينظر للأمام من أجل عودة قوية وشجاعة للأخضر السعودي في كافة الميادين العربية والآسيوية والعالمية، والوقت سيكون كفيلاً بعودة المنتخب السعودي لوضعه الطبيعي وموقعه الريادي بين المنتخبات الآسيوية الأخرى. ويحسب للسعودي كريري خروجه للإعلام والتحدث بكل صراحة وأريحية عما حدث للمنتخب في هذه البطولة، وذلك بعد أن فضل الكثير من منسوبي المنتخب الصمت.