الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

··· والسعادة أيضا

··· والسعادة أيضا
23 فبراير 2009 00:28
سألتني: لو خيروك ما بين الثروة والنجاح والحب فأيهم تختار؟ ذكرتني الإجابة، التي حضرتني، على السؤال، ببرنامج ''قال الفيلسوف'' الإذاعي المصري الشهير، الذي كنت أحرص على متابعته يوميا قبل ثلاثة عقود، وهو عبارة عن حوار بين فتاة تسأل و''فيلسوف'' يجيب، ينقلنا إلى عالم مثير من غرائب اللغة العربية وطرائف الأدب وروائعه، وكان ''الفيلسوف الإذاعي'' يستهل الإجابة على معظم الأسئلة بعبارة ''في قصتي إجابتي فاسمعيها يا بنيتي''·· وهي نفس العبارة التي أبدأ بها اجابتي، رغم كوني لا أمت الى الفلسفة بصلة، رغم أنني كنت أكره الفلسفة كراهة التحريم طوال سنوات الدراسة الجامعية· تقول القصة، التي أترجمها نقلا عن رسالة وصلتني بالبريد الاليكتروني، إن سيدة رأت أمام منزلها ثلاثة رجال مسنين، بلحى بيضاء مسترسلة، فأشفقت عليهم ودعتهم الى الدخول لتناول الطعام والحصول على قسط من الراحة· وهنا قدم لها أحدهم نفسه قائلا إن اسمه ''ثروة''، وأشار الى أحد زميليه ''وهذا نجاح''، وإلى الآخر ''وهذا حب''، و''نحن لا ندخل بيتا معا·· عليك يا سيدتي ان تختاري أحدنا''· قصت السيدة تفاصيل ما حدث على زوجها الذي أبدى دهشته ''مادام الأمر كذلك فلندعو ثروة''·· ولكن الزوجة اقترحت دعوة نجاح ''فالنجاح يجلب الثروة والعكس ليس صحيحا''·· وهنا تدخلت ابنتهما التي كانت تتابع الحوار ''أليس من الأفضل أن نوجه الدعوة الى حب·· لو حدث ذلك فسوف يملأ الحب بيتنا''· وافق الزوجان على اقتراح الابنة، وخرجت الزوجة لتعلن رغبة الأسرة في استضافة ''السيد حب''· نهض ''حب'' وبدأ يخطو نحو البيت، ونهض زميلاه ''ثروة'' و''نجاح'' ليتبعاه، في مفاجأة ادهشت صاحبة الدعوة ''ألم تخبروني بأنكم لا تدخلون بيتا معا؟''، وهنا أجاب الثلاثة ''لو وجهتم الدعوة إلى نجاح أو ثروة، كان الآخران سيبقيان في الخارج، ولكن بما انكم وجهتم الدعوة إلى حب، فإنه أينما يذهب نذهب معه·· فحب عندما يتواجد في أي مكان يتواجد معه النجاح والثروة''· قلت لصاحبة السؤال ''وأنا أضيف إلى ما جاء في القصة ما هو أهم من الثروة والنجاح··· السعادة'' صلاح الحفناوي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©