يعتقد جيراردو مارتينو أن ترشيحا من مواطنه ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم لعب دوراً في تعيينه المفاجئ كمدرب لبرشلونة بطل دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم الاثنين الماضي.
وقال مارتينو مدرب منتخب باراجواي سابقا في مؤتمر صحفي في روساريو: “لا علم لي بتفاصيل الموقف وتطوره (لكن) لا شك لدي في أن خورخي (والد ميسي) وليونيل كان لهما بعض التأثير”. وأضاف المدرب البالغ من العمر 50 عاما والذي ينتمي لمدينة روساريو مثل ميسي: “أنا واثق أنه تم طلب رأيهما ووصلنا لهذه النتيجة”. وتابع مارتينو الذي قاد نيويلز أولد بويز للقب المرحلة الثانية من الدوري الأرجنتيني الشهر الماضي: “كنت أتوقع بعض العروض، لكن لا يمكنني أن أقول إني توقعت هذا”. واستطرد مارتينو الذي استقال من العمل في نيويلز بعد الهزيمة في قبل نهائي كأس ليبرتادوريس لأندية أميركا الجنوبية: “كان الموقف غير متوقع وبالتأكيد سبب لي مفاجأة”.
وسعى برشلونة إلى تعيين مدرب جديد بعدما أجبر المرض مدربه السابق تيتو فيلانوفا على الاستقالة. وقال مارتينو: “إنها فرصة مهمة جداً تحققت بسبب أمر يؤسف له (مرض فيلانوفا)”. وأضاف: “أنا سعيد ان (برشلونة) فكر في الاستعانة بي والجهاز الفني المعاون لي، اللاعبون الرائعون في صفوف برشلونة ومنهم ميسي هم ما يرغب فيه أي مدرب”.
وأكد مارتينو الذي سوف يسافر إلى برشلونة اليوم انه يأمل أن يرتقي إلى مستوى المهمة بوصفه مدرباً لواحد من أفضل أندية كرة القدم في العالم. وقال: “برشلونة مؤسسة ذات أسلوب حياة، سوف ندخل إلى هذا العالم”. وسوف تكون أول مباراة لبرشلونة تحت قيادة مارتينو أمام فريق فولرينا النرويجي في أوسلو يوم السبت المقبل.
ولم يوقع على العقد رسميا حتى الآن، ولكن المدرب مارتين المدير الفني الجديد لبرشلونة يدرك جيدا أول وأكبر التحديات المباشرة التي سيواجهها في مهمته الجديدة وهو كسب ثقة الجماهير، وكذلك بث الثقة في كل الأجواء المحيطة بالفريق. ويبدو الاطلاع على ما ذكرته الصحف الإسبانية أمس الأول بشأن هذا الاتفاق كافيا للتعرف على العقبة الهائلة التي يواجهها مارتينو في بداية عمله مع الفريق.
وكان التشكيك هو العامل المشترك بين النقاد في كاتالونيا بشأن مستوى مارتينو وقدرته على قيادة الفريق بعد عقد من الزمان خضع فيه الفريق لقيادة الهولندي فرانك ريكارد وجوسيب جوارديولا وتيتو فيلانوفا الذين يتمتعون جميعا بالخبرة الجيدة بالكرة الإسبانية والأوروبية على عكس مارتينو.
واعترفت صحيفة “سبورت” الرياضية الإسبانية: “على عكس ما حدث في اليوم الذي صفقنا فيه لقرار إسناد مسؤولية الفريق لتيتو فيلانوفا بعد رحيل جوارديولا، نجد اليوم صعوبة في تفهم أن هذا المدرب الأرجنتيني هو الأنسب والأفضل لمواصلة نموذج وأسلوب لعب برشلونة”.
ويتضح هذا التشكك في قدرة مارتينو على قيادة الفريق رغم خبرته السابقة مع الأندية التي حقق معها بعض النجاح مثل ليبرتاد وسيرو بورتينو في باراجواي ونيولز أولد بويز الأرجنتيني إضافة لأندية أخرى كما شكل بعض المشاكل لمنتخب إسبانيا عندما كان مدربا لباراجواي حيث التقى الفريقان في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
وذكرت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية الرياضية أن مارتينو يواجه تحديا صعبا ومثيرا لأنه يحتاج إلى نيل ثقة الأغلبية التي ترى أن فرصته هزيلة. كما أشارت الصحيفة إلى أن مارتينو يفتقد للخبرة بكل من الدوري الإسباني والكرة الأوروبية رغم أنهما المجال الأساسي في مسيرة برشلونة.
ويضاعف من صعوبة المهمة على مارتينو الظروف الصعبة التي تولى فيها قيادة الفريق حيث اتفق مع برشلونة قبل أسابيع قليلة من بداية الموسم الجديد وبعد اضطرار فيلانوفا للرحيل من أجل التركيز في معركته ضد مرض السرطان بعدما عاوده المرض مجددا. إضافة لهذا، ساندت الصحف الكاتالونية فكرة إسناد مهمة الفريق للمدرب لويس إنريكي المدير الفني الحالي لسلتا فيجو الإسباني واللاعب والمدرب السابق في نادي برشلونة بخلاف الترشيحات التي ذهبت للمدرب الأرجنتيني الآخر مارسيلو بييلسا.
وتتشابه عدم شعبية مارتينو كثيراً مع ما حدث في ريال مدريد قبل أسابيع قليلة عندما كان الإيطالي كارلو أنشيلوتي في مؤخرة المدربين المرشحين لتولي مسؤولية الريال وذلك في استطلاعات الرأي ولكن النادي تعاقد في النهاية مع أنشيلوتي ونجح في غضون وقت قصير في تخفيف حدة الانتقادات الموجهة إليه. وهذا هو التحدي الذي ينتظر مارتينو في برشلونة حيث يحتاج في غضون وقت قصير للغاية إلى نيل ثقة الجميع ليكون هذا دافعا جيدا له في مسيرته بالموسم الجديد.
عدد اليوم
