الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

تعرف على سر طول أعمار سكان جبال باكستان

تعرف على سر طول أعمار سكان جبال باكستان
13 أغسطس 2014 17:59
يتمتع عدد كبير من سكان وادي نيلوم الواقع بين جبال كشمير النائية في باكستان، بمعدل أعمار مرتفع. يمتاز الوادي بمناظره الخلابة الممتدة على مئتي كيلومتر، على ضفاف نهر غزير صاف. ومع أن باكستان تعيش على وقع الاضطرابات والحرب ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة منذ 2001، ورغم تصنيف الأمم المتحدة البلد على أنه من أسوأ دول العالم على المسنين، جراء العنف وانعدام الأمن والممارسات الإقطاعية، إلا أن هذه المنطقة تبدو استثناء عن القاعدة. يجاوز حفيظ الله أعوامه المئة، لكن ذلك لا يحول دون توجهه يوميا إلى العمل، على غرار عشرات من أقرانه الذين الذين يعيشون في الوادي. ويواصل هذا العجوز ذو اللحية البيضاء عمله في حقول وادي نليوم الباكستاني الخلاب، على السفوح الجنوبية لجبال الهملايا، منذ سنوات شبابه، إبان حقبة الاستعمار البريطاني، قبل أن تنال البلاد استقلالها في العام 1947. يقول حفيظ الله إنه في عامه الثاني والثلاثين بعد المئة. وإن صح ذلك، يكون هذا الرجل عميد المسنين في العالم، علما أن عمره -بحسب السجلات الرسمية- لا يزيد عن 107 أعوام. ويبوح حفيظ الله بسر عمره الطويل، نظام طعام صحي قوامه منتجات طازجة وقليل من اللحوم. يستذكر هذا الرجل أيام شبابه، ويقول "كنا نأكل الخضار والفواكه المجففة، وكنا ندفن الخضار المجففة في الأرض شتاء لنأكلها صيفا". وتشكل التربة في تلك المنطقة ثلاجة طبيعية في موسم الشتاء. تزوج حفيظ الله تباعا من ثلاث سيدات توفين، ثم تزوج من سيدة رابعة تدعى ايسيم جان ما زالت ترافقه في عمره المتقدم. وتقول هذه السيدة ذات السبعين عاما "أفعل ما في وسعي من أجله، أساعده بشكل متواصل، وأسأل الله أن يأجرني على ذلك". تقع قرية شاتاه على ارتفاع ألفي متر، وهي جزء من منطقة واسعة تعزلها الثلوج عن العالم قرابة ستة أشهر من كل عام. ويتمتع سكانها بصحة قوية يعززها ارتفاع نسبة الكريات الحمر في الدم، ونقاء الهواء، بخلاف المدن الباكستانية الكبرى ذات الأجواء الملوثة. وما زالت الطبيعة بحالها الأول في وادي نيلوم، رغم أنه بات مقصدا للسياح، وما زال سكانه يعملون في الزراعة بوسائلها الأولى، مستخدمين الثيران لحرث الأرض، ومعرضين عن استخدام المبيدات. ويقول زعيم القرية عبد الخالق، وهو "شاب" نسبيا في الخامسة والسبعين من عمره، إن الرجال والنساء يستيقظون عادة عند الرابعة فجرا، ويعملون في قطع الحطب وبناء المنازل ورعاية الماشية حتى غروب الشمس، وهي وتيرة صارمة إلا أنها تعد واحدا من أسباب ارتفاع أعمار السكان. وبحسب محمد سابال خان المسؤول في دوائر السجلات المدنية، فإن 60 % من السكان فقط يدخلون في التعداد الرسمي، مؤكدا وجود عشرات الأشخاص فوق سن التسعين أو المئة في كل قرية من قرى الوادي. وهو أمر فريد في بلد لا يزيد متوسط الأعمار فيه عن 64 سنة لدى الرجال، و66 لدى النساء، بحسب منظمة الصحة العالمية، ويعد من أسوأ ثلاث بلدان لكبار السن بسبب انعدام الأمن وصعوبة تحركهم. يؤكد سابال خان أن عمره مئة وعامان، علما أنه بحسب السجلات الرسمية في الثانية والتسعين. ويفسر طول عمره بنمط الحياة الصحية في الوادي، ويقول "إنها نعمة من الله..لقد عشت طويلا ولم أعرف المرض في حياتي".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©