الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مختارات من الشعر الكولومبي المعاصر قصائد حب.. ترانيم موت سيأتي

مختارات من الشعر الكولومبي المعاصر قصائد حب.. ترانيم موت سيأتي
13 أغسطس 2014 20:00
إن كانت كولومبيا هي بلد الشعراء، فإنها كذلك بلد الملايين من قراء الشعر، ولعل ذلك يرجع إلى أن من أسس كولومبيا لم يكن مجرد مغامر مغمور، بل كان مثقفاً فذاً من سلمنكة. لقد أسسها الكاتب وعالم الإنسانيات الإسباني ليسنسيادو خيمينيث دي كيسادا. ومنذ أن أسس دي كيسادا العاصمة الكولومبية بوجوتا أصبحت على مر الأيام تعرف باسم: «أثينا الأميركية». لقد وضع دي كيسادا بصمته الأكاديمية على مملكة غرناطة الجديدة، وهو اسم كولومبيا عند الغزو الإسباني. والواقع أنه حتى يومنا هذا نرى ألوانا رفيعة من الحوار الفكري الذي يدور بين الشعب الكولومبي سواء علي صفحات الصحف أو في البرلمان أو النوادي الاجتماعية أو الساحات العامة. ولقد ساهم شاعر نيكاراجوا الشهير روبين داريو في تعزيز سمعة بوجوتا الثقافية حين قال إن «بوجوتا تقف على قدم المساواة مع العاصمة الإسبانية، إنها أثينا أميركا الجنوبية». وأكمل: «إنها مدينة تتدثر بقواعد النحو وترتدي على رأسها تاج الشعر الغنائي». وهنا نعرض لمختارات موجزة من شعر كولومبيا الحديث، تضم أعمالا لكل من: هيكتور روخاس هيراسو (1920-2002) وهو شاعر وصحفي ونحات شهير، ولد بمدينة تولو وتوفي بالعاصمة الكولومبية بوجوتا، وجييرمو بايان آرتشر (1921-1993) أكاديمي وسياسي، لكن شغفه الحقيقي الصحافة والشعر، كان عضواً بالأكاديمية اللغوية الكولومبية، وإيليسياس مارتان جونجورا (1920-1984) شاعر وسياسي كولومبي يعود إلى أصول أفريقية، وكارمن دي جوميز ميخيا (1916-) شاعرة وروائية من أهم أعمالها ديوان: «أسوار عالية»، وأسكار اتشيفيرى ميخيا (1918-2005) شاعر وصحفي وكاتب مقالات بعدة صحف كولومبية منها «لاربوبليكا» و«الكولومبيانو»، وإدواردو كارانسا (1913-1985) شاعر أسهم إسهاما كبيراً في حركة «صخرة وسماء» الشعرية التي ذاع صيتها في ثلاثينيات القرن الماضي، عمل ملحقا ثقافيا لكولومبيا في تشيلي وتوطدت علاقته هناك بالشاعرين بابلو نيرودا وهويدوبرو بارّا، وخيرمان باردو جارسيا (1902-1991) شاعر وروائي من أهم أعماله قصيدة «ليلة حزينة» وديوان «هناك صخور كالدموع» عام 1957، ورافائيل مايا (1897-1980) من أهم شعراء كولومبيا له عدد من الدواوين الشعرية من أشهرها «الحياة في الظل» عام 1925 و«زمن النور» عام 1945، و«إبحار ليلي» عام 1955. الصيادان ?هيكتور روخاس هيراسومثل نبات دوار الشمس في الليل يحملان مصباحهما ويبتسمان كالحلم يحملان عطرهما ويهمسان بكلمات لا صوت لها لكن البحر هو البحر وهما يعرفان ذلك. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ليل ?جييرمو بيان آرتشر من يتحدث إلينا من وراء الليل؟ من يتلو ليلاً أسماءنا ويخبرنا من نحن ومن نكون؟ التاريخ الأزلي لرحلة لا تنتهي… أحدهم ينادينا ويعرف شقاء حياتنا: يوم الجنون، يوم الغضب يوم الإحباط، ويوم الرغبة لحظة الحقيقة ولحظة الكذب والحب العذب الذي نخونه بقبلة. أحدهم ينادينا في نهاية الليل… أين يمضي قلبك وإلى أين تأخذنا المقادير؟ من يتحدث إلينا من الأبدية عندما يرتجف جسدي؟ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . إعلان حب ?كارمن دي جوميز ميخيا الطحالب والأسماك تشهد أني أكتب اسمك على الرمال. وتشهد الأشجار أني أكتب اسمك على جذوع النخيل الخضراء. ويشهد القمر والنجوم أني أكتب اسمك على السماء الزرقاء. تعرف النوارس حبي لك حين أكتب على أجنحتها الرمادية قصتي معك. أمتلك سماوات الجنوب وجزر الجنوب هي صوتي الذي يبحث عنك ليضعك في المرافئ مع السفن. مع الرياح المخاتلة مع مخلوقات المحيطات ومع الشواطئ والخلجان. أنت وحدك في البحر موجة تلملم بقايا قبلاتي أيا ميناء الحب إن لم تكن تعرف أني أحبك فإني أقولها الآن والبحر الشاسع يسمعني. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . أقنعة ?أوسكار اتشيفيري ميخيا هناك أقنعة من كل لون زرقاء، خضراء، بنفسجية، وردية. تضحك الأقنعة دائماً… رأيتها تضحك أمام جثامين الموتى وفوق الدموع رأيتها تنتحب على روحي نقدم الأقنعة لبعضنا دون أن نقول شيئاً. قناع الحياة رجل، تبدو أحلامه في المقابر وعلى صلبان اليمام. قلبه يشبه الجرس المكسور صدى صوته طبل أجوف. قناع الحياة رجل اللون خيال المشاعر يخدعنا حتى بعد الممات. ألم تلاحظ أن الموتى غير متساوين؟ من بإمكانه تغيير العالم ليصبح قناعا واحداً . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قتل في الظلام ?إيلسياس مارتان جونجورا أنا من قتلوه في الظلام تشكل الموت بطول وعرض جسدي. أنا أكثر سواداً من الليل أسكن مكاناً غير معلوم على وجه الأرض، أكثر غموضاً من موتي. أنا من قتلوه في الظلام. لا أحد يعرف اسمي، فحتى أنا نسيته. لن يضعوا أبداً زهرة على قبري فما من مكان يتسع لعظامي. لن يبكي أحد على فراقي لأنه ما من أحد يدري أني أحيا أنا من قتلوه في الظلام. لن تقرع الأجراس لموتي لن يكون لي شاهد قبر ولن يكتب اسمي عليه لأنه لو كان لي اسم لكان قد محي منذ زمن بعيد. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . قصيدة باستثناء واحد ?إدواردو كارانساكل شيء على ما يرام: المروج خضراء، وللهواء حفيف الألماس، وأغصان الأشجار تتمايل في الهواء، والنخل يعانق الضوء. كل شيء على ما يرام: الوجه الذي ينتظرني، خرير المياه، وشفاه العاشق الحمراء، وعلم البلاد يهتز تحت الريح. ما أجمل ذلك! ما أجمل أحلام الأطفال، شهر يناير أزرق وقد أشرع في الغناء. جميلة تلك الزهرة على قمة الجبل. ما أجمل أن يحيا الإنسان ويموت. الشمس، والقمر، والعالم بأسره على ما يرام. وحدها روحي ليست كذلك! . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . عاصفة ?خيرمان باردو جارسياكل يوم تلمس أصابعي العاصفة في أزهار الماجنوليا الجميلة وفي براءتك المتناهية. أسمع في الأمسيات الجميلة صوت العاصفة في الصخور تتوسط المياه في روحك الصافية. أتكهن بالعاصفة حيث أسترخي بسلام تحت أغصان الأشجار التي تمد أغصانها كالمارد في عيون كل المخلوقات في كل ما هو عدم تواجه روحي العاصفة سيأتي السكون المطبق يوماً ما سوف يهبط من كل مكان، لكن وسط الغبار سوف أسمع صوت العاصفة. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . يوماً ما يأتي الموت ?رافائيل مايايوماً ما يأتي الموت من حيث لا أدري. سأكون نائماً ويخبرني الموت: لا أريد أن أوقظك. يأتي بهدوء كالأم تداعب طفلها المريض عند سريره. سأغلق عينَيّ، وأضع يدَيّ على صدري. سوف ينادونني: استيقظ! لقد حان الوقت لتبدأ يومك قلبك مستعد لاستقبال الفجر، لأن كل يوم جديد هو يوم عطلة ألا تسمع صوت من بالمنزل ألا تسمع خرير الماء بالنبع. ألا تسمعهم يضعون الخبز على الطاولة المتواضعة؟ أناس بسطاء وصحون سعيدة كما لو أن اليوم يوم عرسك. وأنت نائم! هيا استيقظ! لا تغلق عينيك أمام الليل المخاتل استيقظ واجثم على ركبتيك واتلُ الصلوات العتيقة التي تعلمتها على ضوء ذلك المصباح امضٍ إلى العالم الذي ينتظرك إلى الضوء على التل حيث تنطفئ النجوم وتنبسط المروج. لتتركْ مكانك الضيق هذا حيث الحر المحموم. لم تمت طفولتك فمازال بإمكانك أن تشم عطر الأشياء بم تفكر بعناد تحت ضوء ذلك المصباح؟ لو كان للريح أن تفسر الأشياء. سوف ينطفئ صوتك ليحل على روحك السلام والآن في المساء سوف يحملونني إلى مقبرة القرية حيث تنام الأيادي الصدئة تحت ظل شجرة الصفصاف العتيقة!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©