الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

على أوتار الآلات الشعبية القديمة دقت أهازيج الفرح

على أوتار الآلات الشعبية القديمة دقت أهازيج الفرح
23 فبراير 2009 00:31
صارت التقاليد التشريفية المتمثلة في رقصات الاحتفالات الشعبية والأناشيد والشعر جزءاً لا يتجزأ من الثقافة العربية الحديثة، تمتد أصول هذا التقليد الشعبي إلى الماضي، وقد تأثر بعدة عوامل صارت متداخلة عبر الوقت، لعبت كل من الثقافة المحلية والقيم الشعبية والعلاقات الاجتماعية والموقع ونمط الحياة دوراً مهماً في التشكيل الداخلي للفنون· احتضن الفن الشعبي المحلي الفنون الشعبية القادمة من الثقافات الأخري نظراً للتفاعل والتداخل الناشئين عن التجارة بين البلاد، وقسمت هذه الفنون الشعبية في الماضي إلى فن البحر الشعبي، وفن الصحاري أو الفنون البدوية· ترجع أهمية التجمع في الاحتفالات مثل حفلات الزفاف، والأعياد والمناسبات القومية إلى الحفاظ على تماسك روح المجتمع، وتنمية مفهوم الولاء القبلي، وكذلك تعزيز آليات تواصل العائلات الكبيرة، لذلك كان من أهم معالم الاحتفالات هو الغناء والرقص المصحوبان بالآلات الموسيقية المنحوتة يدوياً بواسطة حرفيين مهرة، وقد كان الخشب في الماضي سلعة ثمينة مفضلة الاستخدام للأغراض الاحتفالية· حول الأدوات الموسيقية القديمة واستخداماتها تحدثنا مني المخشب ـ أمينة متحف الشارقة للتراث ـ عن ذلك قائلة: من أهم الأدوات التي كانت تستخدم في القدم هي'' الطبول'' التي تتكون من أغشية من جلد الماعز بأشكال وأحجام مختلفة، وكانت تستخدم هذه الطبول لإخراج أصوات مختلفة وأداء وظائف متنوعة، يتم الضرب على هذه الطبول باليد حسب ما هو شائع، أو بواسطة عصا مصنوعة من جريد النخيل، والطبل هو كبير الحجم وهو العقل المدبر للأداء ويشبه في شكله الرأس حيث يستخدمه مقدم العيالة ''المايسترو'' الذي يتوسط جموع العازفين، وبحركته واتجاهاته تتحرك الجموع· تصاحب بعض الرقصات أنواعاً معينة من الطبول ''الكاسر'' وهذا الآخر عبارة عن طبل صغير الحجم يستخدم في رقصة الليوة، وأطلق عليها هذا الاسم نظراً لوظيفتها المعنية بكسر حدة تواصل النغمات والأصوات الإيقاعية، كما يستخدم نوع آخر من الطبول ''الشيندو'' في هذه الرقصة أيضاً· والشيندو كما تُعرفه منى المخشب هو عبارة عن طبل كبير الحجم ثقيل الوزن، وله قاعدة خشبية مجوفة في نهايتها أرجل لوقوف الطبل، ويغطي هذا النوع من الطبل بجلد الثور حيث يمكن شده في حال الارتخاء أو التمزق· أما ''البيب'' فهو عبارة عن علبة معدنية متوسطة الحجم يضعها العازف أمامه ويضرب عليها بعصا تصدر صوتاً حاداً، وهناك نوع آخر أيضا وهو ''الرحمانيان'' وعادة يزين بألوان على شكل حلقات الأسطوانات الخشبية، وعند الأداء تعلق الآلة على كتف الضارب، وتستخدم لرقصة العيالة· كذلك يوجد ''الطوس'' الذي هو أداة إيقاع مكونة من قطعتين من النحاس، وتعتبر أداة شعبية، وكذلك ''الهبان'' الشبيهة بأداة عزف المزمار الاسكتلندي على شكل كيس مصنوع من الجلد مزود بمبسم وفتحتين في جسم المزمار، وهناك أيضاً ''الربابة'' أو ''الشنة''، وهي أداة بدوية بمقبض خشبي مزخرف طويل وقاعدة مستطيلة مغطاة بالجلد، مع وجود شعرة طويلة ''خيط الوتر'' من ذيل الحصان ويعزف عليها بالقوس، هناك أيضا أداة وترية أخرى هى ''العود'' الذي يصدر صوتاً تصاعدياً صافياً ومتواصلاً يداعب النفس ويقطنها، ويصنع في أماكن حيث يستورد من بلاد الشام، وتقع ''الطنبورة'' أيضا ضمن عائلة الآلات الوترية ويرجع أصلها إلى صحراء النوبة في أفريقيا، ولها صندوق جوفي مغطى بالجدل ومتصل بعمودين جانبيين متوازنين يلتقيان بقضيب أفقي مستقيم تُشد عليه الأوتار المصنوعة من أمعاء الحيوانات·
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©