رسالة صلالة: إبراهيم العسم
يستأنف فريق الجزيرة ممثل كرة القدم الإماراتية منافسات المجموعة الثانية لبطولة مجلس التعاون الـ22 للأندية أبطال الدوري والكأس التي تستضيفها صلالة حتى 30 أغسطس الحالي، حيث يواجه الاتفاق السعودي الساعة الخامسة عصر اليوم في الجولة الثانية من منافسات المجموعة، وهي المواجهة التي اعتبرها الجميع بمثابة نهائي مبكر للبطولة باعتبار أن الفائز سيقطع أكثر من نصف المشوار نحو اقتناص ورقة التأهل الوحيدة إلى الدور قبل النهائي للبطولة·
ويأمل الجزراوية من خلال مباراة اليوم أن يضربوا عصفورين بحجر واحد من خلال تحقيق فوز آخر في البطولة على حساب فريق بوزن الاتفاق السعودي يؤكد قوة استعدادهم للموسم، ويساهم في نفس الوقت في اقتراب الفريق من التأهل، لاسيما وأنه يتمتع بالهمة العالية والحماس الكبير بعد تجاوز مضيف البطولة فريق النصر في أولي المواجهات أمس الأول·
وتحدد مباراة الجزيرة والاتفاق بشكل كبير مسار الفرق في المجموعة بشكل عام بعد النتائج التي انتهت عليها مباريات الجولة الأولى ورجحت كفة الفريقين على حساب النصر العماني وقطر القطري الجريحين اللذين يتواجهان اليوم معاً في مباراة صعبة لا تقبل القسمة على اثنين لإنقاذ ما يمكن إنقاذه·
وكان الجزيرة قد حقق ما هو أفضل من النقاط الثلاث عندما تمكن من تحقيق الفوز على فريق النصر العماني مضيف البطولة صاحب الأرض والجمهور بهدف سجله يوسف عبد العزيز في الوقت القاتل من زمن المباراة عبر بصدق عن مدى الجاهزية البدنية والذهنية والنفسية التي يعيشها الفريق في هذه الفترة بقيادة فيرسلاين الذي واصل مع الفريق نجاحاته التي بدأت مع آخر 8 مباريات من الموسم الماضي، وإذا ما اعتبرنا أن الناحية الفنية في الأداء قد تأثرت بفعل أرضية الملعب التي لا تصلح لإقامة مباريات بحجم منافسات هذه البطولة، فإن العوامل الأخرى مثل الإعداد الذهني والنفسي والبدني للفريق لعبت دورا كبيرا في الفوز الأول الذي حققه ممثل الإمارات الذي لم يفقد تركيزه ولا لياقته البدنية ولا حماسه وروحه المعنوية بالرغم من ضغط المباريات الأولى التي تعصف في غالب الأحيان بالكثير من العوامل المساعدة بفعل حمى البداية، وبالرغم من الظروف الصعبة والمعاكسة والنقص العددي الذي واجهه العنكبوت في النصف الثاني من زمن المباراة عندما خرج إبراهيم دياكية وسالم مسعود من المباراة لحصولهما على الإنذار الثاني·
ولعل النتائج التي آلت اليها الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية جاءت معبرة بشكل كبير عن الواقع الفني للفرق، حيث تمكن الاتفاق السعودي من تجاوز قطر القطري بنتيجة 2 / صفر في المباراة الأولى بعد أن فرض السعوديون سيطرتهم على المباراة، فيما حقق الجزيرة فوزا دراماتيكيا على حساب صاحب الأرض والجمهور بهدف مقابل لا شيء·
وقبل أن يجف عرق المباراة الأولى ستخوض الفرق من خلال مباراة اليوم تحديا من نوع آخر فالجزيرة والاتفاق يسعيان إلى الفوز كي ينطلقا نحو الأمام ولهذا فإن مباراتهما ستكون مواجهة حامية جدا، فيما ستحمل مباراة النصر العماني وقطر القطري شعار ''الفرصة الأخيرة'' نظرا لخسارة كل منهما في الجولة الأولى· وقد أكد فيرسلاين أن المباراة ستكون صعبة جدا باعتبار أن رغبة الفريقين كبيرة في تحقيق الفوز وأشار إلى أن الجزيرة سيخوض المباراة بكل قوة وحماس من أجل النتيجة الإيجابية، وأنه يمتلك البديل الجاهز لسد الفراغ الذي خلفه طرد دياكية ومسعود·
أفرزت منافسات الجولة الأولى للمجموعة الثانية العديد من الجوانب الخفية التي رجحت الفرق الفائزة على حساب الفرق الخاسرة، ففي اللقاء الأول الذي جمع فريقي الاتفاق وقطر كان الإعداد الذهني للفريق السعودي أفضل من فريق قطر القطري حيث أنشغل ممثل الكرة القطرية بأرضية الملعب كثيرا ولم يعرف كيف يتعامل مع الظروف التي تعيشها جميع الفرق باستثناء النصر العماني الذي تعود على هذا الملعب، وبالتالي فقد تركيزه أثناء سير المباراة وتجلى هذا واضحا في تمريراته غير المتقنة للكرة وعدم ظهور تكتيك واضح وبالتالي كان طبيعيا أن يخسر اللقاء، على عكس الاتفاق الذي لعب بكل تركيز وهدوء وتمكن من تنويع تكتيكاته وطريقته في الهجوم، فتارة عن طريق الكرات العرضية وتارة أخرى عن طريق المراوغة والدخول في العمق وبالتالي سجل هدفين كسب بهما الجولة الأولى·
أما اللقاء الثاني الذي جمع فريق الجزيرة ممثل الكرة الإماراتية والنصر العماني مضيف البطولة فقد كان للإعداد البدني ومن ثم النفسي والذهني كلمته في المباراة حيث ظل الجزيرة ثابتا في المباراة بالرغم من أن ظروف الملعب والمباراة والحكم في كثير من قراراته لم تكن لصالحه إلا أن اللياقة البدنية رجحت كفته وهي التي وقفت عائقا في وجه الهجمات والسيطرة شبه المطلقة للخصم في اللقاء، كما أن التحضير الذهني والنفسي لأبناء الجزيرة كان واضحا في اللقاء من خلال الروح المعنوية والحماس الكبيرين لدى جميع أفراد الفريق وهو ما تجلى بوضوح في الدقائق التي تعرض خلالها العنكبوت لظروف لا يحسد عليها عندما لعب بـ 9 لاعبين بعد طرد دياكية وسالم مسعود·
ونعتقد بأن هذه العوامل ستكون حاضره بقوة في مباراة الجزيرة والاتفاق في افتتاح مباريات الجولة الثانية التي تعتبر جولة محورية ومفصلية في المجموعة باعتبار أن فوز أي من الفريقين يعتبر بطولة فيما سيؤجل التعادل موقف الفريقين حتى الجولة الأخيرة، بينما يختلف الأمر في المباراة الثانية التي ستجمع قطر القطري والنصر العماني وهو ''لقاء الجريحين'' كما أطلق عليه باعتبار أن الفائز سيجدد أمله فيما سيودع الخاسر، حيث أن المباراة لا تقبل القسمة على اثنين وقد تطيح بالفريقين من البطولة·
عدد اليوم
