الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علماء ومتخصصون: «معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية» المرجع العلمي الأهم في العالم الإسلامي

علماء ومتخصصون: «معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية» المرجع العلمي الأهم في العالم الإسلامي
25 يوليو 2013 00:10
إبراهيم سليم (أبوظبي) - نظمت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية مساء أمس الأول الثلاثاء ندوة علمية رمضانية بعنوان “أضواء على معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية والتي استغرق إنجازها 15 عاماً، واستهدفت الندوة استعراض هذه المعلمة وأهدافها . تحدث في الندوة التي أقيمت برعاية سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس الأمناء كل من أحمد بن شبيب الظاهري، مدير عام المؤسسة، وسماحة السيد علي الهاشمي، مستشار الشؤون الدينية والقضائية بوزارة شؤون الرئاسة، والدكتور فاروق حمادة، المستشار الديني بديوان سمو ولي عهد أبوظبي. وأكد المشاركون في الندوة أن “معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية” تعد المرجع العلمي الأهم في العالم الإسلامي الآن ، وهي بمثابة أبرز مراجع العصر الحديث في الفقه والتي استغرق إنجازها 15 عاماً واهتمت بالتقريب بين المذاهب “ وقال أحمد بن شبيب الظاهري في كلمة المؤسسة: “في هذه الأيام الطيبة من شهر رمضان المبارك، تحرص الدولة على تعزيز العمل الإنساني والخيري”. وأشاد بقرار مجلس الوزراء الأخير باعتبار ذكرى المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه هو يوم العمل الإنساني هو تقدير للعمل الخيري والإنسانية لهذا القائد العظيم الذي عمل لخدمة وطنه وأمته والإنسانية جمعاء. وأضاف قائلاً : “ تسعى المؤسسة تحت شعار “زايد المعلم” على أن تقدم ما قدمه المغفور له في مجال العلم والركيزة الأولى هي قواعد الفقه والمعلمة، على أمل أن نختار كل سنة شعارا معينا والعام المقبل يصادف مرور 10 سنوات على رحيل المغفور له، حيث سيتم تنفيذ برنامج حافل يليق بمآثر صاحب الذكرى “ . وتحدث السيد علي الهاشمي حول معلمة زايد، حيث استحضر روح المغفور له القائد المؤسس ، والذي قام بأعمال جليلة من بينها إنشاء هذه المؤسسة التي تتبنى العمل الخيري وما أكثر وجوه الخير التي فعلها الرجل المؤمن حيث كان ينفق بسخاء ويتلذذ بالعطاء دون انتظار الشكر، والنهاية أتت بأن الجميع أحب المغفور له. وقال إن محبة الناس الكبيرة التي كانت وما زالت في قلوب الجميع داخل وخارج الدولة للمغفور له الوالد المؤسس، جاءت من محبة الله له “رحمه الله “، كما تقدم بالشكر لسالم عبيد الظاهري، المدير العام السابق لمؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، الذي سعى دائماً لتنفيذ تطلعات المغفور له في أفريقيا وآسيا. وأوضح السيد علي الهاشمي أن “المعلمة” التي أسس لها المغفور له الشيخ زايد ليست كتاباً فقط يتم قراءته ، لكن “المعلمة” تسعى لتحقيق نهضة في تطبيق شريعة الله في ميادين الحياة المختلفة، وقال إن الأمة الإسلامية ليس لها نجاة إلا من خلال كتاب الله، ولو أن الأمة اهتمت بذلك كما اهتم المغفور له الشيخ زايد لما خرجت إلينا الأفكار غير السوية. وأضاف أن المعلمة الذي استكمل تنفيذها سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، واستغرق إنجازها 15 عاماً هي عنوان لمن يريد تطبيق شرع الله، حيث راعت الفروقات في الشريعة دون تشدد، وقال الهاشمي إن ديننا الإسلامي عظيم لمن يعرفه ويتبصر به. وأشار إلى أن المعلمة ضمت 8 مذاهب، وهو ما يعني التقريب بين المذاهب، وكان الشيخ زايد “رحمه الله” قد فرح فرحاً شديداً بالمشروع في إطار اهتمام فقيد الأمة الشديد بالشريعة و أحكامها ، وقال إن على الدعاة ومن في حكمهم عليهم الإطلاع على هذه المعلمة، والتي تبين ما اتسمت به الشريعة السمحاء من اليسر، وأن جميع المذاهب اتفقت على الحلال والحرام والاختلاف فقط هو في فضائل الأعمال. ودعا السيد الهاشمي الأمة الإسلامية إلى الاستفادة من المعلمة والتي بدأت العمل فيها من جانب الدكتور الراحل عز الدين إبراهيم ، والإمارات طبقت الشريعة الإسلامية وتطبقها في هدوء ودون ضجيج. وأضاف أن الإمارات كانت أول دولة تشرع لقوانين البحار في المنطقة، وكان زايد يحض على الألفة والوحدة وكان يهتم بأمر المسلمين،وفي نهاية كلمته، رفع التهنئة إلى دولة الإمارات قيادة وشعباً بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك. ثم تحدث الدكتور فاروق حمادة، حيث شرح للتطور الذي شهده الفقه الإسلامي عبر العصور حتى الآن، وأضاف أن الأحداث البشرية العلمية التي مرت منذ خلق الله متعددة إلى أن أبرزها هو القرآن الكريم. وقال إن القرآن الكريم ضم أحداث ما قبل خلق البشرية، وأشار إلى وجود مدارس علمية بعيدة عن الكتب السماوية كالحضارات اليونانية وغيرها، ومهم جداً أن يتم دراسة هذه الحضارات وما أنتجته من فكر إنساني . وأشار إلى أن تاريخ الفلسفة شهد إنتاج أشياء غير معقولة لا يقبلها العقل، وكل فيلسوف كان يدحض فكر غيره، إلا القرآن الكريم الذي يستند إلى نص حيث نزل مفصلاً على حاجة الإنسان بكلام موجز ومعجز، ونزول القرآن الكريم هو أكبر حدث في تاريخ البشرية ، ?والرسول فقط من أسس المدينة الفاضلة وفق ضوابط، والسنة كانت تزيد في توضيح القرآن الكريم. وواجه المسلمون أول مشكلة بعد وفاة الرسول وهي ضبط النص القرآني، والذي ضبط في عصر رسول الله، وانتقل المسلمون إلى ضبط السنة النبوية وأصبح المجتمع يستند إلى ركيزتين فقط هي القرآن الكريم، والسنة النبوية، وحدث بعد ذلك التوسع الإسلامي، وتعددت المسائل فظهر الفقه الإسلامي. وفي القرن الثالث الهجري ثبت الفقه بضوابط علمية، وفق حجج مقنعة، ووصل في القرن الثالث إلى القمة، وفي القرن الرابع ومع ظهور الإمام أبو حنيفة ومدرسته توسع الفقه الإسلامي حتى وصل القرن الخامس، والذي نشأت فيه كتب أصول الفقه، وكتب القواعد الفقهية. وقال الدكتور فاروق حمادة إن آلاف الكتب الفقهية توفرت لنا وهناك 12 ألف مسألة اجتمع عليها الفقهاء، واختلاف الآراء الفقهية رحمة بالأمة، وفي فترة من ضعف المجتمع الإسلامي ضعف الإنتاج الفقهي، ونشطت خلال الفترة الماضية منذ 50 سنة مرت ثم توفير ثروة فقهية، ففي الكويت تم وضع أكثر من 40 مجلداً في المسائل الفقهية، من خلال أهل الاختصاص. ومع التأكيد على أن القرآن الكريم مضبوط والسنة محفوظة بإذن الله، وكتب الفقه وأصوله مضبوطة لكن هذه القواعد كانت تحتاج إلى رابط يربط بينها، وادخر الله ذلك للشيخ زايد حيث كانت هناك حاجة لمعرفة القواعد الفقهية والتعرف على الفكر الفقهي الإسلامي، وما أبدعه الفكر الإسلامي. وأضاف: “نحن نواجه قضايا مهمة يحتاجها جميع الناس، والمعلمة جعلت المعرفة الإسلامية مكتملة وقال إن الفقه الإسلامي يختلف عن القانون الوضعي حيث ينتج من خلال ركائز وهي حاجة الإنسان في ثوابته الإنسانية “. وقال الدكتور فاروق حمادة إن المعلمة تستند إلى حاجة بشرية، ويحق للوطن ولكل مسلم وكل طالب علم وكل باحث وفقيه أن يعتز بهذا العمل، وأن زايد أسس لمحطة مهمة في تاريخ الفكر الإسلامي. «معلمة زايد الفقهية» «معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية»، التي أنجزتها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية تعتبر مرجعاً علمياً مهماً، ومن أهم الإصدارات في العالم الإسلامي، وإنجازاً علمياً كبيراً في مجال مد الجسور بين المجتهدين من الفقهاء والمفتين، حيث تستحق التوقف عندها والاطلاع عليها للنهل من العلوم التي تتضمنها. وتعد«معلمة زايد الفقهية» من أهم المراجع الفقهية في العالم الإسلامي، وتضم 41 مجلداً، جمعت آلاف القواعد الفقهية وعلى المذاهب الثمانية الموجودة في منطقة الخليج العربي، لتكون دليلاً علمياً للعلماء ينهلون منها أدلتهم الفقهية المعتمدة على إجماع العلماء الأجلاء والباحثين المجدين. وأشار الظاهري إلى أن العلماء والباحثين بذلوا جهداً مكثفاً استغرق 15 عاماً لإنجاز هذه المعلمة الضخمة، وراجعها رهط من كبار المرجعيات الدينية العلمية في العالم الإسلامي، تضم 41 مجلداً. وتتضمن القواعد المقاصدية والفقهية والضوابط والقواعد الأصولية، وصدرت منها طبعة إلكترونية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©