الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أهلا بكم

أهلا بكم
23 فبراير 2009 00:31
تلقيت كثيراً من ردود الأفعال والتعليقات التي لا تخلو من النقد، والغضب، والكلمات الساخرة أيضاً ولا سيما من الزملاء والزميلات ، قبل كلمات الإطراء حول تناول مضمون بعض الأقوال الشائعة والأمثال الشهيرة في بعض الثقافات الغربية، في تحقيقات صحافية نستهدف منها إلقاء الضوء على دلالات هذه الأمثال، وإلى أي حد نتفق أو نختلف معها، ومدى وجودها أو انطباقها على مجتمعاتنا وحياتنا اليومية، وإستثارة اهتمام القارىء، وإثارة الجدل حول ظاهرة أو مشكلة ما بشكل صحفي مقبول · كثير من النساء أثنين عند تناول ''عطاء المرأة'' في المثل الهولندي القائل'' إن المرأة مثل الإبرة تكسو غيرها وهي عارية''، والبعض هاجمني بحدة قبل أن يتمعنوا التفاصيل عندما قرأ على غلاف الإثنين الماضي المثل الصيني:'' المرأة كالبساط تحتاج إلى نفض الغبار العالق عليها من حين لآخر''· ومع رفضنا للتعميمات المطلقة، فمن المؤكد أن تناولنا لهذه الأمثال أو الأقوال المأثورة، لايعني تبنينا أو تأييدنا لما تذهب إليه، فالحياد المهني يفرض نفسه، دون أن نتخلى عن إدانة ما نراه سلبياً ولا يتفق ومنظومة القيم التي ننتمي إليها بطبيعة الحال· إن الأمثال عامة عبارة فنية موجزة تصاغ لتصور موقفًا أو حادثة معينة ، وتستخلص خبرة إنسانية يمكن إستعادتها في حالات أخرى مشابهة لها، ويجب أن يجتمع فيها إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكناية· وقد ارتبطت الأمثال بالاستدلال واستخلاص الحكمة والعظة حيث تحمل إحدى خبرات الحياة وتمتد من جيل لآخر· والمثل نتاج ثقافة معينة، لذلك تعد الأمثال من أقدم وأعرق أنواع الأدب لدى كل الشعوب تقريبًا· وفيها تتمثل روح الشعب وينعكس فيها الشعور والتفكير وطرائق التعبير، كما تحمل في طياتها صورة عن المجتمع بعاداته وتقاليده ومعتقداته· ومن البديهي ألا تتطابق الرؤى حول دلالات الأمثلة، فكل شخص يتعاطى مع المثل وفق شخصيته وتجاربه وثقافته وخبراته الحياتية والبيئة الاجتماعية التي احتضنته، أي أن الموقف من الأمثال يعكس اتجاهات الشخصية بشكل دقيق، وتستعين مراكز الأبحاث التنموية، ومراكز دراسات الشخصية، ودوائر المخابرات في كثير من الدول المتقدمة باتجاهات الأفراد نحو أمثلة وأقوال معينة كما هي''النكتة''، التي شغلت أجهزة مخابرات دول كثيرة بهدف قياس الرأي العام السائد هنا أو هناك· على أية حال ···· إن إختلاف الرأي يجب ألا يفسد للود قضية ''مثلاً'' ! المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©