الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم سيف تلون البخور وتكسر قاعدة الأقراص المدورة

أم سيف تلون البخور وتكسر قاعدة الأقراص المدورة
24 أكتوبر 2010 20:27
العطر وطيب البخور يسكنان ذاكرتها، كانت دائمة المراقبة لخالتها، التي كانت أول من علمها كيفية اكتشاف جودة الروائح، أحبت العطور وعشقتها فاتجهت لابتكار روائح تخلط منها العطور، وتصنع البخور والكريمات التي تمتاز بالرائحة الزكية، إنها أم سيف التي أوجدت لها خطا في عالم البخور وباتت تنتج روائحها الخاصة المستمدة من بيئتها ومحيطها الخليجي. ارتبط كثير من النساء بالعطور وأصبحن يتهافتن على صناعته وشرائه مهما غلا ثمنه وهذا ليس بجديد، فالمرأة في الإمارات عشقت العطور والبخور داخل وخارج منزلها، حتى أصبح العطر مكملا لأناقتها ومظهراً من مظاهر الترحيب بالضيوف، وتمتاز العطور المحلية بجاذبيتها وأصالتها، وهي ليست وقفاً على المرأة وحدها، فالرجال لهم عطور خاصة بهم، ويقبلون عليها لأنها نابعة من تراثهم. ومنهم من اتجه لصناعتها مثل أم سيف. بداية المشوار عشقت أم سيف الروائح الزكية ولكن بطريقتها الخاصة، عن بداياتها تقول “صناعة البخور والعطور مهنة ليست بجديدة على المرأة الإماراتية فهي تعشق هذا المجال لما يحمل الطيب والرائحة من جمال وجاذبية”. وتضيف “منذ 9 سنوات تعلمت صناعة البخور وخلطات العطور العربية والفرنسية ودمج الكريمات المعطرة مع بعضها البعض لتخرج منها روائح مستحبة تستخدم للجسم واليدين، ناهيك عن ذلك “البخور الملون” الذي تميزت به”. أقراص البخور وعن مجموعتها، تقول “الكثير من النساء يجدن عمل البخور، ولكن على شكل “أقراص” وهو الشكل التقليدي، ولأكون مميزة بعملي راودتني فكرة لم يسبق لأحد أن عمل بها وهي عمل أقراص من البخور ولكن بألوان وأشكال وقوالب مختلفة منها البنفسجي والأصفر والأحمر والأخضر والبني والذهبي”. وتعتبر أم سيف نفسها أنها أول إماراتية وضعت لها خطا مميزا في صناعة البخور المنزلي. وتتابع وهي تشير إلى مجموعة من قطع البخور “استطعت تجميع تلك الروائح لتخرج برائحة مميزة تخصني، وبأشكال تبهر العين قبل الأنف”. فن البخور وتعلمت أم سيف مع الزمن أن فن البخور لا يمنح أسراره إلا لمن يخلص له، لذلك منحته سنوات من عمرها، وعكفت على ترجمة حلمها على أرض الواقع، فبعد أن كانت تعد البخور والعطور والكريمات من المنزل وتبيعها إلى المقربين من النساء، أصبحت اليوم تملك محلا متخصصا تبيع فيه منتجاتها، وهو يضم كل مستلزمات واحتياجات المرأة الباحثة عن الجمال والروائح الجميلة حتى المباخر المصنوعة من الطين طوعتها وزينتها بشرائط ملونة منقوشة برسومات. وكل من يقترب من محلها تستقبله برائحة البخور وتودعه بمجموعة أكياس تضم كل ما قامت بتصنيعه وإعداده بيدها”. دورات تدريبية بعد سنين الخبرة في صناعة البخور المنزلي، تقول أم سيف “أستطيع أن أقول إنني حصلت على الخبرة التي مازلت أنميها وأضيف لها كل يوم الجديد”، مضيفة أن “تصنيع البخور يطابق تماما كتابة قصيدة، ففجأة تخطر فكرة في بالي لتنفيذ شكل جديد، ولا أستطيع مقاومة تدوين طريقة صنعها حتى لا تهرب مني، إنها مثل الإلهام الذي يغمرني في أي لحظة، لذلك أسارع لتسجيل ابتكاراتي المميزة”. وتضيف “أفكاري تتسرب مني كرائحة فواحة”. حين يقود الحلم إلى النجاح فهذا يعني أن ثمة طموحا يحرك صاحب الحلم ويدفعه لنتجاوز العقبات. إلى ذلك تقول أم سيف “بعد هذه الخطوات قمت بتدريب الكثير من النساء والفتيات في البيت، وجهزت ملحقا خاصا في المنزل لتلك الدورات التي تتضمن الكثير من ورش العمل حول كيفية عمل خلطات البخور والكريمات المعطرة مع كيفية دمج العطور بالكحول ليخرج العطر في نهاية الأمر بذوق المتدربة، إلى جانب ذلك هناك تدريب عملي على كيفية عمل عطور الفراش والمخمرية وأقراص البخور والعود المعطر ومعرفة معيار خلطها ووزنها وكل تلك الدورات مقابل مبلغ رمزي”. مهنة الجدات وتتابع “انضمام الكثير من الشابات من حملة الشهادات الجامعية للدورات التي أقدمها جعلني أشعر بالفخر خاصة أنها مهنة الجدات. وتشرح “لقد وجدت الكثير من التجاوب والتفاعل من قبل المشاركات. فهن بالفعل طاقات مليئة بالإبداع والذوق الرفيع في اختيارهن للعطور ودمجها مع بعضها البعض، حيث يسعين من خلال هذه الدورات إلى اكتشاف الكثير من أسرار العطور والبخور”. «الدخون» بخور النساء النساء يستخدمن نوعاً من البخـور اسمه “الدخون” ومعظمهن يتفنن في صناعة الدخون ويعرفن جيداً مكوناتها ونسب كل منها، ويصنع الدخون من عجينة مكونة من سجا العود والمسك والعنبر، تخلط معاً وتعجن، وتشكل على شكل أقراص مستديرة، توضع في الخوص وتعلق عليها الثياب لتظل الرائحة عالقة بها دائماً، حتى بعد غسلها. إلى جانب حرق البخور في البيت كل مساء.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©