الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

12 قتيلاً ومئات المعتقلين بمداهمات تطال ريف دمشق

12 قتيلاً ومئات المعتقلين بمداهمات تطال ريف دمشق
27 يوليو 2011 23:41
أكد نشطاء حقوقيون أن جنوداً سوريين وقوات أمن مدعومة بدبابات، قتلوا 11 مدنياً أمس أثناء مداهمة أمنية لبلدة كناكر الواقعة على بعد 50 كيلومتراً غرب دمشق، فيما لقي شاب مصرعه مساء أمس الأول، على أحد الحواجز الأمنية بمدينة حرستا في محيط العاصمة السورية، في وقت استمرت فيه الحملات الأمنية في عدد من مدن ريف دمشق، وتم اعتقال مئات فيها. بموازاة ذلك، اعتصم مئات المحامين أمس، داخل منتدى نقابتهم في القصر العدلي بحلب للتأكيد على حرمة الدم السوري والمطالبة باستقلالية نقابة المحامين، حسبما أفادت مصادر حقوقية أيضاً، هاتفين بقولهم “النقابة حرة حرة.. الشبيحة تطلع برة”، في إشارة للميليشيات الموالية للنظام الحاكم. وفي السياق، بدأ حوالي مئتي ناشط سوري جاءوا من سوريا ودول في المنطقة إضافة إلى الولايات المتحدة وأوروبا أمس اجتماعاً في اسطنبول، وهو الأول من نوعه لشبكة الناشطين في الاحتجاجات، يستمر 4 أيام ويرمي لتنسيق الحركة الاحتجاجية المناهضة للنظام في دمشق و”تأسيس سوريا الجديدة”. وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي إن “الأمن العسكري نفذ عند الساعة 2,20 أمس (23,20 تج مساء الثلاثاء)، عمليات مداهمة في مدينة كناكر قتل خلالها 11 شخصاً واعتقل 300 آخرين”. وأورد قربي لائحة بأسماء القتلى، مؤكداً أن “العملية الأمنية التي تمت في كناكر (25 ألف نسمة)، تقدمتها جرافة ترافق دبابات من الجيش واستهدفت الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و40 عاماً”. وأوضح الناشط أن “نحو 11 حافلة قامت بنقل المعتقلين” من البلدة التي “قطع عنها التيار الكهربائي والمياه والانترنت”. من جهته، أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن لائحة بأسماء 8 قتلى في البلدة نفسها، وقال المرصد إن “قوات الأمن والجيش التي كانت في محيط الكسوة، اتجهت فجراً نحو كناكر وقامت بدهم المدينة مع إطلاق نار كثيف”، وأضاف “أهالي كناكر قاوموا الدبابات بالحجارة وإحراق الإطارات والتكبير”. كما أشار إلى “وجود 7 دبابات على الجهة الغربية من البلدة و7 أخرى عند مدخل البلدة و4 دبابات من الجهة الشرقية دخلت البلدة تتقدمها جرافة كبيرة”. وأكد أن “4 دبابات تراجعت حتى مدخل البلدة الشرقي تحت وابل الحجارة الذي انهمر عليها من الثوار الذين أعادوا وضع الحواجز التي أزالتها الجرافة”. وقال المرصد إن “مساجد البلدة تحولت إلى مستشفيات ميدانية”. وأكد قربي من جهته أن “عملية المداهمة جرت في كناكر كرد انتقامي لأنها قامت بتزويد مدينة درعا بالمؤن”، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل عن “تنسيقية تجمع أحرار دمشق وريفها للتغيير السلمي” أن “شابا من مدينة حرستا بريف دمشق، قتل مساء أمس الأول على أحد الحواجز في المدينة ثم تم نقله إلى مشفى حرستا العسكري”. وبالتوازي، أشار المرصد السوري إلى أن “حملة أمنية بدأت فجر أمس في حي برزة بدمشق حيث انتشرت قوات من الأمن والجيش في كافة شوارع الحي”. وأوضح أن “حوالي 14 حافلة خضراء اللون مليئة بعناصر مدججة بالسلاح وسيارات فيها عناصر مسلحة بأسلحة رشاشة شوهدت في الشارع العام”، معرباً عن “تخوف من بدء حملة مداهمات للبيوت واعتقالات”. من جهته، أكد رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي “اعتقال نحو 300 شخص يومي الاثنين والثلاثاء في مدينة السيدة زينب والمئات في مدينة الحجر الأسود بريف دمشق”، كما لفت إلى “استمرار حملات الاعتقالات في حي برزة بدمشق وفي الزبداني”. وأشار المرصد إلى “توجه العديد من سيارات الأمن والجيش من الصبورة (ريف دمشق) نحو الزبداني التي شهدت خروج مظاهرة مسائية أمس الأول”، وأضاف “كانت هناك سيارات أمن وجيش تسير في الشوارع ترافقت مع حملة اعتقالات للناس من الشوارع والحواجز ومصادرة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة مع ازدياد ملحوظ في عدد الحواجز الأمنية المنتشرة في المدينة”. ولفت إلى أن مدينة درعا (جنوب) معقل الاحتجاجات ضد النظام السوري، “تخضع منذ السبت الماضي، لحظر تجول يومي يمتد من الساعة 12,00 (9,00 تغ) وحتى الساعة 4,00 مع تشديد الإجراءات الأمنية على مداخل المدينة وانتشار حواجز للجيش”. وأكد أن “المدينة في حالة غليان”. وذكر ناشط حقوقي من حلب فضل عدم الكشف عن اسمه أن “مئات المحامين قاموا بالاعتصام داخل منتدى النقابة في قصر العدل في حلب”. وأضاف الناشط أن “المحامين اعتصموا للمطالبة باستقلالية النقابة والتأكيد على حرمة الدم السوري وهم يهتفون. وأشار الناشط إلى أن “أمين فرع النقابة قرر إغلاق المنتدى لأجل غير مسمى داعياً المحامين إلى فض الاعتصام”. وأدى قمع السلطة للاحتجاجات منذ منتصف مارس الماضي، إلى مقتل حوالي 1500 مدني واعتقال أكثر من 12 ألفاً ونزوح الآلاف، وفق منظمات حقوق الإنسان. وتتهم دمشق “جماعات إرهابية مسلحة” بقتل المتظاهرين ورجال الأمن والقيام بعمليات تخريبية وأعمال عنف أخرى. إلى ذلك، شهدت اسطنبول أمس افتتاح المنتدى التنسيقي الأول للمشاركين مباشرة في الاحتجاجات ضد النظام، لبحث التنسيق والاستراتيجية كـ”سوريا الجديدة” بحسب ما أسموها. يناقش المشاركون دور المجتمع المدني ومفهوم العلمانية وأيضاً مكانة الأحزاب السياسية التقليدية في “الثورة السورية”. ودعا الدكتور عماد الدين رشيد أحد قادة حركة الاحتجاج في سوريا والذي وصل مؤخراً إلى تركيا، الشبان الناشطين إلى “بناء مجتمع مدني يتخطى الانقسامات الايديولوجية والعشائرية والدينية، ويكون شفافاً ومستقلاً”. ويضم الاجتماع عشرات الناشطين القادمين من سوريا، (نحو 40) بحسب مصدر مشارك، وأكد جمال الوادي المتحدث باسم تنسيقية الثورة في درعا “في سوريا نريد إنشاء لجان تمثيلية في كل مدينة تترأسها جميعها لجنة وطنية. نريد الاستفادة من التدريبات المقترحة لتحديد سبل بلوغ هدفنا”. وتمنى الوادي أيضاً أن يسمح هذا الاجتماع بـ”ردم الهوة” بين الناشطين في سوريا وأولئك الموجودين في الخارج الذين “لا يدركون تماماً مستوى المعاناة التي يعيشها الشعب في الداخل”.
المصدر: دمشق، اسطنبول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©