يفورزينا سلاسكا (أ ف ب) - ابتكر متحف يفورزينا سلاسكا البولندي للقطارات طريقة فريدة تسمح بجمع الأموال لترميم القطارات البخارية قديمة وحمايتها من الصدأ والنهب، وذلك عن طريق تبنيها. وقالت كاتارزينا سزسزيربينسكا مديرة المتحف، بجنوب غرب بولندا، “إن سيدة من وارسو تبنت إحدى المقطورات وأطلقت عليها اسم ابنها ألكسندر في عيد ميلاده”. ويقدم المتبني تبرعاً حده الأدنى 1500 زلوتي (350 يورو) مقابل ضع اسمه على لوحة تعلق على إحدى المقطورات.
وتبنى يانوش بوراتينسكي الأستاذ المحاضر بمعهد علم المناعة في فروتسواف مقطورة من طراز “تي كاي إي 3” كان يستقلها في شبابه خلال إجازاته. وقال إن “المقطورة البخارية تشكل في نظري رمزا للحرية”. وسمح تبرعه المالي بشراء الطلاء لدهن المقطورة ووضع اسمه على مقطورته. وأضاف بوراتينسكي “كنت أعيش في فروتسواف بعد الحرب. وكانت الأنقاض والفئران تعم المدينة فكنت استقل هذا القطار إلى بودلشا”. لكنه يحمل في رأسه مشروعاً أكبر بكثير من مجرد تبني المقطورات. وقال الأستاذ الذي يهوى السكك الحديدية “لطالما أحببت علم الميكانيكا. والأمر لا يقتصر بالنسبة لي على طلاء المقطورات، بل ينبغي إعادة الحياة إليها لكي تعود لنقل الركاب”. ويتمنى هذا العالم تغيير نظام إمداد المقطورة بالوقود لتعمل بالديزل بدلا من الفحم. لكنها مهمة صعبة تتطلب إقناع المسؤولين في المتحف أولاً. كما تبنى زوجان أحدهما ألماني والآخر بولندي مقطورة للاحتفاء بمرور ثلاثين عاما على زواجهما. ومن المزمع إنجاز 5 عمليات تبني جديدة قريباً.
ويعرض متحف يفورزينا سلاسكا قرابة 50 قطاراً بخارياً يعود أقدمها إلى القرن التاسع عشر. وأصبحت في رعاية متطوعين يخصصون الوقت والجهد لإعادة البريق إليها. ويتطلب ترميم المقطورة قرابة ستة أشهر. ويعترف آدم كراوسزيك (22 عاما) وهو يزيل الصدأ عن مقطورة قديمة قبل طليها “لا شك في أنه ينبغي أن يكون المرء شغوفا بالمقطورات للعمل هنا”.
وأوضحت مديرة المتحف أن “المتبنين يختلفون عن بعضهم البعض بشكل ملفت ونادرا ما يكونون من الخبراء أو حتى من عمال السكك الحديدية”. ويسمح عمل المتطوعين بالحفاظ على تراث محطة يفورزينا سلاسكا “الذي كان سيعرض للنهب على أيدي تجار المعادن” بعد إغلاقها في عام.
كما أن هذه المبادرة تستقطب الزوار. وأوضح كرزيسزتوف جريزجو أحد موظف المتحف، الذي كان سائق قطار فيما مضى وقاد غالبية المقطورات المعروضة إن “30 ألف شخص زاروا المتحف العام الماضي من أوروبا كلها”.
عدد اليوم
