الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

سكان شرق أوكرانيا يكافحون من أجل حياة طبيعية

23 يوليو 2015 23:32
دونستك (رويترز) تخرج المواطنة الأوكرانية «ناتليا برازنيكوفا» لبيع الخبز كل يوم في أحد الأسواق المحترقة في ضواحي دونستك، شرق أوكرانيا رغم خطر القصف وإطلاق النار. وبعد أن فقد زوجها وظيفته عندما أغلق منجم فحم محلي أبوابه بسبب القتال بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا، باتت أسرتها تعتمد على الأموال التي تجنيها من أجل البقاء. وفرّ كثير من السكان الآخرين من منطقة «أوكتيابرسكي» شمال شرق منطقة «دونستيك» التي يسيطر عليها الانفصاليون، بينما يكافح السكان المتبقون من أجل العيش، رغم وقف إطلاق النار المتفق في شرق أوكرانيا في فبراير الماضي. وتعتبر «برازنيكوفا»، الأربعينية، نفسها محظوظة لأنها نجت أثناء وقوفها بالقرب من محطة حافلات لم يتم تدميرها عندما تعرض السوق للقصف وإطلاق النار. وأضافت: «النوافذ هشمت، وتوجد ثقوب نتيجة الرصاص، ولكن من الجيد أنني تمكنت من تفادي النيران»، لافتة إلى أن الناس اعتادوا على التسوق في أماكن انتظار الحافلات، وبات أمراً مألوفاً. وينتقل الركاب على متن حافلة تعود إلى العصر السوفيتي، من وسط دونستك إلى السوق، وبالقرب منه يتراكم حطام المباني التي تعرضت للقصف، بينما أصيبت مباني وطرق أخرى بأضرار بسبب القذائف والرصاص. ويحاول سكان دونستك، المدينة الصناعية التي تضم أكثر من مليون نسمة في وقت السلم، الاستفادة بأكبر قدر ممكن من وقف إطلاق النار الذي بدأ قبل خمسة أشهر، ليتنفسوا الصعداء خلال صراع مستمر منذ 15 شهراً، أسفر عن مصرع أكثر من 6500 شخص. ولكن حتى عندما يجلسون في المنتزهات، أو يذهبون إلى السينما، أو يحتسون القهوة في أحد المقاهي أو يتنزهون بالقرب من نهر «كالميوس»، يضعون في أذهانهم دائماً مكانا أقرب ملجأ من القنابل في حالة احتاجوا إلى غطاء. وتقع خسائر يومية في أنحاء أوكرانيا، بينما ضربت قذائف وسط دونستك يوم السبت الماضي للمرة الأولى منذ الاتفاق على الهدنة، وسقط مدني واحد على الأقل. وبينما تتهم روسيا والمتمردون قادة أوكرانيا بسبب عدم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بحذافيره، وتُلقي كييف ودول الغرب اللوم بشأن ضعف الهدنة على موسكو والمتمردين، يبدو التوصل إلى اتفاق سلم أمرا صعبا. وأخفقت الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها فرنسا وألمانيا في إحداث تأثير كبير. وتتضمن خطوات الاتفاق المكون من 13 بنداً ولم يتم تطبيقه بشكل كامل منذ تم التوصل إليه في العاصمة البلاروسية مينسك، سحب الأسلحة الثقيلة وإجراءات لمنح المناطق التي يهيمن عليها المتمردون مزيداً من الحكم الذاتي. ويبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين راض، على الأقل في الوقت الراهن عن بقاء الصراع «مجمدا» عند الحد الأدنى من القتال رغم استمرار فرض العقوبات الاقتصادية على بلاده بسبب دورها في الأزمة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©