«القاعدة» يناصر الاحتجاجات في اليمن

أعلن ما يسمى بـ”تنظيم القاعدة في جزيرة العرب” مناصرته الحركة الاحتجاجية الشبابية المناهضة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح، فيما أمهل رجال القبائل بمحافظة أبين الجنوبية، المسلحين المتشددين 48 ساعة لمغادرة المحافظة “ما لم فإنها ستزحف باتجاه زنجبار” الواقعة تحت سيطرة التنظيم المتطرف، منذ أواخر مايو الماضي.وفيما قتل 4 من عناصر التنظيم في ابين سقط قتلى وجرحى، بينهم مدنيون، في غارات جوية استهدفت أمس موقعاً مفترضاً لـ”القاعدة”، شرقي مدينة زنجبار الساحلية. وقال “أمير” ما يسمى بتنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” ناصر الوحيشي، في رسالة صوتية بثت أمس الأول إن مناصري التنظيم، ومقره اليمن، متواجدون في مخيمات الاحتجاج الشبابية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح. وحسب وكالة فرانس برس فإن الوحيشي شن هجوما لاذعا على الأحزاب السياسية اليمنية الموالية والمعارضة، وجدد التأكيد بأن الولايات المتحدة تشن غارات على اليمن بواسطة طائرات من دون طيار، كما شن هجوما على السعودية. وقال الوحيشي “أهلنا في أرض اليمن قد تجاوزوا الأحزاب التي تريد أن تختزل نصر الأمة لصالحها وتسعى في رضا أميركا والغرب الصليبي”، معتبرا أن الأحزاب “قلة لا تمثل الشعب” ولديها “نفس التبعية للصليبيين”. وأكد مشاركة عناصر تنظيم القاعدة في الحركة الاحتجاجية الشبابية المناوئة للرئيس صالح، قائلا: “نحن المجاهدون أبناء الأمة ومنها وإليها، نشاركها أفراحها وأتراحها.. ونحن معها في ساحات التغيير وميادين الحرية ليحكم بالشريعة وتبسط الشورى ويعود الأمن ويسود العدل”. من جهتها، علقت صحيفة “الثورة” اليمنية الحكومية، في عددها الصادر أمس على الرسالة الصوتية للوحيشي بأنها جاءت “لتؤكد ما حاولت بعض قيادات أحزاب المشترك (ائتلاف المعارضة اليمنية) إنكاره عن علاقتها مع تنظيم القاعدة، ولتضيف دليلاً دامغاً على العلاقة المشبوهة بين أحزاب اللقاء المشترك وخصوصاً جماعة الإخوان المسلمين “حزب الإصلاح” والتي تسعى إلى الانقلاب على الشرعية الدستورية والاستيلاء على السلطة من خلال الفوضى والعنف والتخريب”. إلى ذلك، أقر ملتقى لقبائل محافظة أبين، عقد أمس الأربعاء بمدينة لودر (شمال)، منح مقاتلي تنظيم القاعدة مهلة 48 ساعة لمغادرة المحافظة، التي شكلت على مدار العامين الماضيين “بيئة خصبة” لانتشار مسلحي الجماعات “الجهادية”. وقال مدير عام مديرية لودر، الشيخ محمد النخعي، لـ”الاتحاد”: أقر الملتقى بأنه لا إرهاب ولا تطرف داخل أراضي المحافظة”، مشيراً إلى أن القبائل التي شاركت في الملتقى “حضرت من جميع مديريات أبين” العشر. وحضر الملتقى حوالي ألف مسلح من رجال القبائل, التي أعلنت بعضها، في 9 يوليو الجاري، حلفاً قبلياً واسعاً لمناهضة تنظيم القاعدة. وأكد المسؤول المحلي والزعيم القبلي أن القبائل أمهلت مقاتلي تنظيم القاعدة 48 ساعة لمغادرة جميع مديريات محافظة أبين “ما لم فإنها ستزحف نحو زنجبار وتنضم للقوات الحكومية في معركتها ضد المسلحين”. وسبق أن تمكنت القبائل في أبين من طرد مقاتلي تنظيم القاعدة في ثلاث مديريات هي مودية، الوضيع، لودر. ولا يزال تنظيم القاعدة يسيطر على كامل مديريتي زنجبار وخنفر، إضافة إلى أجزاء من مديريات المحفد، لحور، وجيشان وقالت مصادر محلية لـ”الاتحاد” إن مدنيا قتل وأصيب اثنان في غارة جوية استهدفت موقعا مفترضا لتنظيم القاعدة في منطقة “كمدات عسلان” شرقي مدينة زنجبار، مشيرة إلى أنه تم نقل الجرحى إلى مستشفى الرازي الحكومي بمدينة جعار، كبرى مدن محافظة أبين. وأكدت المصادر مقتل وإصابة عدد من المسلحين المتشددين في هذه الغارة.وفي وقت لاحق أمس ، قالت مصادر محلية مطلعة لـ”الاتحاد” إن أربعة مسلحين، بينهم ثلاثة من القيادات المحلية لتنظيم القاعدة ، في محافظة مأرب (شرق)، “قتلوا في غارة جوية استهدفت سيارة بمنطقة وادي حسان شرقي مدينة زنجبار” .وأوضحت المصادر أن القتيل الرابع هو نجل قيادي محلي لتنظيم القاعدة في أبين ، يدعى ناصر المرقشي.