السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زوجتي لا تهتم بنفسها !

24 أكتوبر 2010 20:39
المشكلة عزيزي الدكتور: أنا شاب عمري 28 سنة تزوجت منذ سنتين ونصف، كنت دائما أطمح في زوجة تدرك حقوقها وواجباتها من وازع الدين لا تجتاح للاقناع فيما هو واجب عليها. وتقدمت لفتاة من الأقارب. وعندما رأيتها حسب الشريعة كانت تتحلى باللين في التعامل وكانت كلمتي عندها كالذهب. عانيت قليلا من أهلها حيث إنني بعد عقد القران، فكلما زرتها يجلس أخوها معنا وينغص علي فرصة التعارف عليها جيداً، وكنت أستغرب من عدم ثقة أهلها فأيضا أمها وأبوها يجلسون معنا فترة طويلة ولا يقدرون حقي في الجلوس معها. إحدى المرات زرتها واستغربت من عدم جلوس أحد معنا وكان السبب أنهم راحت عليهم نومة والوقت تأخر. وعندما أفاق الأب دخل المجلس وكأنه يريد أن يخلع الباب وقال: أما زلت هنا ! وكأنه يطردني وكأنني غريب بطريقة فيها عدم ثقة. والعجيب أنني معروف لدى العائلة والأقارب برجاحة العقل والالتزام. ويبدو أن ما حدث سبب لي نفورا من أهلها. وبالطبع لم أقصر وجهزت بيت الزوجية بأفضل الأثاث، وعاملتها كأميرة. وتكشفت أمورا كنت اغفل عنها، فهي ترفض الانضباط في الحفاظ على المنزل ونظافته والطبخ لي. بل إنها تهمل كثيرا نفسها في جانب الجمال والنظافة ولا تهتم بمظهرها، حتى انني شعرت أنني خدعت. وتطلب مني الكثير حتى لو علمت أنني أمر بضائقة مالية. وهي لا تهتم بالتواصل مع أهلي وكثيرا ولاسيما مع والدتي التي تسكن في نفس المبنى، وحدث بيننا الكثير من المشاكل، لكنني انسان طيب ومتسامح وأنسى، وكثيرا ما حدثت نفسي بطلاقها وامتنعت واستعذت بالله من الشيطان تاركا للذكرى الجميلة حقا بيننا ولاسيما بعد أن رزقنا الله طفلاً جميلاً. احترت وأشعر أنني غرر بي، فتلك الفتاة تزينت فقط لتتزوج فلما تحقق الزواج تكاسلت ولم تسع للتغيير للأفضل بل للأسوأ فلا أرى فيها الجمال والأنوثة كما كان في السابق. إنني أوفيها حقها تماماً، وعندما حدثتها وصارحتها بما في خاطري وطلبت منها أن تفعل ما يسعدني وأفعل ما يسعدها لكنها لم تستمر فهي تحاول وتجتهد لفترة ثم ترجع «حليمة لعاداتها القديمة»، وووصلت لمرحلة أنني دائما أصبحت مشدود الأعصاب فكثيرا مع العلم أنني كثيرا ما أساعدها فلو دعوت أي أحد من أهلي للطعام وجب علي الطبيخ معها. ولا تعمل الشيء من قلبها فتطالبني بالمقابل ومرات ترفض الانصياع. ما زاد الأمر سوءا أنني وصلت لمرحلة فقدان المحبة التدريجية فهي لا تعلم ولا تدرك أنني يوما بعد يوم أشعر أنني لا أحبها كما في السابق. وما يزيد الأمر أنني تربيت وتعودت على النظام والالتزام والنظافة، وللأسف حاولت مرارا عدم التفكير لكن لا أستطيع، لو عاد الزمن للوراء لما كنت اخترتها ولا اخترت أهلها لأناسبهم. فهم لم يعرفوا كيف يربوا ابنتهم كي تعامل زوجها وأهله هداهم الله. احترت في الحل، وأرفض فكرة الطلاق، فما رأيكم؟ ساري س.س النصيحة أقدر تماماً معاناتك مع زوجتك، فاختلاف الطباع مشكلة حقيقية دون شك، فالإنسان يعيش أسير خبرات حياتية سابقة تتعلق بظروف وعوامل التنشئة الاجتماعية والثقافة الأسرية والبيئية التي تربى فيها، وكبر عليها، لكن لا أنصحك بتذكر ما فات مع أهل زوجتك مما ينغص عليك حياتك. إنس كل ذكريات الخطوبة المزعجة لك، وتذكر أنك في بداية حياتك، وأن لك طفلاً، وحاول أن تعودها على النظام والانضباط من جديد، وأشعرها مباشرة بأن من واجبها أن تهتم بنفسها أولا ثم ببيتها وولدها. وحاول أن تتوقف معها عند كل صغيرة وكبيرة بهدوء وعدم انفعال حتى تتعلم، وعليها أن تدرك أنك تحرص على مصلحتها، وأنك تفعل ذلك لتحتفظ بها، ولتستمر الصورة الجميلة في ذهنك عنها. لا تيأس، واصبر واجتهد في إكسابها ما تحب من صفات وأفعال وخصال حميدة. قد يكون الأمر صعباً، لكنه ليس مستحيلاً. وربنا معك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©