الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مصراتة أمام «معركة» لتطهير مخلفات حرب الشوارع

27 يوليو 2011 23:57
انتهت معارك الشوارع في مصراتة ثالث أكبر المدن الليبية قبل شهر بانتصار المعارضة، لكن تلك المعارك ما زالت تسفر عن سقوط ضحايا. وفي حين يخرج مقاتلون شبان للتوجه إلى الجبهة لمحاربة قوات العقيد معمر القذافي على بعد كيلومترات عديدة خارج مصراتة، تمثل الذخيرة التي لم تنفجر وما زالت تملأ الشوارع، خطراً على سكان المدينة خاصة الصغار. وقال علي الهيش من لجنة تطهير المدينة من مخلفات المعركة “أكبر مشكلة هنا هي القنابل العنقودية. هذه القنابل العنقودية حجمها صغير ولونها براق والأطفال يرون الأشياء التي يسهل رصدها”. وتنفي حكومة القذافي اتهامات من جماعات لحقوق الإنسان بأنها استخدمت في مصراتة هذه القنابل التي تؤدي لتناثر الشظايا على مساحة كبيرة وهي محظورة في أغلب الدول. ويحمل كل شارع تقريباً آثار معارك الشوارع الضارية في المدينة وأصبح العثور على ذخيرة لم تنفجر حدثاً يومياً. ويتذكر محمد دياب البالغ 15 عاماً، عثوره على قذيفة مورتر في أبريل الماضي، والتي غيرت حياته. وقال “سمعنا قذيفة مورتر تضرب جداراً في الشارع حملتها بيدي وأخذتها إلى حديقتنا حيث انفجرت في يدي”. وأضاف “لم أتخيل أنها ستنفجر لأنها كانت قد انفجرت بالفعل في الجدار”. وتسبب الانفجار في بتر 4 أصابع ونصف راحة يد دياب اليسرى، لكنه أخرج من المستشفى بعد 5 أيام فقط لإفساح أماكن للمقاتلين الجرحى القادمين من الجبهة. وقال له الأطباء إنه قد تركب له يد صناعية بمجرد انتهاء الصراع في ليبيا وعودة مصراتة للحياة الطبيعية. ولدى الهيش كمية متنوعة من الذخيرة في حاوية طويلة في فناء مقر اللجنة التي يرأسها وهو مبنى غطت جدرانه آثار قذائف الدبابات. وقال “لدينا تنسيق وتعاون مع فرع الهلال الأحمر في مصراتة”. ومضى يقول “كثفنا توزيعنا للمنشورات ونشط الإخوة في الهلال الأحمر في إلقاء محاضرات توعية وكذلك القيام بزيارات للمدارس والمناطق السكنية”. وتوضع ملصقات للأنواع الأكثر شيوعاً من الذخيرة التي يعثر عليها في مصراتة خارج مبنى اللجنة حتى يمكن أن يتعرف السكان على أنواع الذخيرة التي عثروا عليها. ويقدر الهيش عدد الذخيرة الحية التي عثرت عليها 5 فرق من المتطوعين، بعدة آلاف. وهو يقول إن مصراتة تحتاج خبرة خارجية لإزالة مخلفات المعركة، والتي ليس لبعض متطوعيه خبرة فيها. وتقول اللجنة إن 4 أخماس القذائف والقنابل التي خلفتها معارك الشوارع أزيلت. ودار قتال ضار في المدينة طوال شهور، بينما كان القذافي يسعى للقضاء على الانتفاضة، والتي قامت احتجاجاً على حكمه المستمر منذ أكثر من 40 عاما. واستمرت المعارك طوال موسم الربيع حتى تمكن مقاتلو المعارضة بمساعدة حلف شمال الأطلسي من طرد قوات القذافي من المدينة. لكن جهود تطهير المدينة من الذخيرة الخطيرة لن تنتهي قريباً. إذ ما زالت قذائف المورتر وصواريخ جراد تقصف المدينة بشكل شبه يومي، والتي لا تنفجر بشكل كامل لدى تصادمها مع الهدف وتظل كامنة في انتظار الضحية القادمة.
المصدر: مصراتة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©