أفاد مكتب مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو أمس، بأن ليبيا “ملزمة” باعتقال الزعيم الليبي معمر القذافي بعد تلميحات بأنه قد يتم السماح له بالبقاء في بلاده إذا تخلى عن السلطة. وقال أوكامبو في بيان صدر عن مكتبه في لاهاي مقر المحكمة الدولية، إن “هذه مسألة قانونية”. وأضاف “ليبيا ليست عضواً في معاهدة روما التي أنشأت بموجبها المحكمة، ولكنها عضو في الأمم المتحدة. ولذلك وطبقاً للقرار رقم 1970، فإن الحكومة الليبية ملزمة بتنفيذ مذكرات الاعتقال”. وذكر أن “أي حكومة مستقبلية ستكون ملزمة بذلك”. وفي 27 يونيو المنصرم، أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق الزعيم الليبي ونجله سيف الإسلام ورئيس الاستخبارات عبد الله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية منذ اندلاع الثورة الليبية منتصف فبراير الماضي. وألمحت بريطانيا وفرنسا إلى أن الليبيين هم من يقررون مسألة بقاء القذافي في البلاد، وسط تلميحات إلى إمكانية قبول بقائه في البلاد في حال تخلى عن السلطة.
من جهته أعلن محام أمس، أن القضاء البلجيكي سيتسلم دعوى قدمها ليبي يدعى خالد الحميدي يتهم حلف شمال الأطلسي “الناتو” بقتل زوجته وأولاده الثلاثة في قصف كان يستهدف على ما يبدو والده القريب من النظام الليبي في طرابلس. وقال غيسلين دوبوا إن “دعوى مدنية للمطالبة بتعويضات سترفع ضد الناتو من قبل موكلنا الذي فقد ابنتين في الرابعة والخامسة من العمر وصبياً في الثالثة وزوجته صفاء (34 عاماً)”. ودوبوا مكلف الدفاع عن الحميدي مع زميله الفرنسي مارسيل سيكالدي الذي رفع باسم نظام طرابلس دعوى أخرى ضد الحلف بتهمة “ارتكاب جرائم حرب” مطلع يوليو الحالي لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. وقال دوبوا إن “القضية تستند هذه المرة إلى خطأ الحلف الذي انتهك تفويض الأمم المتحدة في القرار 1973 الذي يقضي بحماية المدنيين”. وكان موسى إبراهيم المتحدث بلسان الحكومة الليبية صرح في 20 يونيو الماضي، أن 15 شخصاً بينهم 3 أطفال قتلوا في غارة شنها الناتو على مسكن الخويلدي الحميدي أحد الرفاق القدامي لمعمر القذافي في صرمان (70 كلم غرب طرابلس). وذكر مسؤول ليبي ثان إن 8 صواريخ ضربت منزل الحميدي ومنزلين مجاورين، موضحاً أن معظم القتلى من أفراد عائلة الحميدي، وبينهم اثنان من أحفاده. وكان الحميدي عضواً في مجلس قيادة الثورة الذي شكله العقيد القذافي بعد توليه السلطة عام 1969. وأكد صحفي من فرانس برس حينذاك، أن منزل الحميدي دمر بالكامل في الغارة. وقال دوبوا “كانت هناك منشأة عسكرية قرب المنزل”.
وفي شأن متصل من جهة أخرى، فشلت عائشة القذافي ابنة العقيد الليبي معمر القذافي في محاولتها رفع دعوى قضائية ضد “الناتو” في بلجيكا. وقالت متحدثة باسم الادعاء العام في بروكسل أمس، إن الادعاء رفض التحقيق لـ”عدم الاختصاص”. وكانت عائشة القذافي تقدمت مطلع يونيو الماضي بدعوى قضائية بعد أن قصفت طائرات الناتو أحد المباني، مما أسفر عن مقتل شقيقها واثنين من أبنائه بالإضافة إلى ابنتها هي. واتهمت عائشة مسؤولي الناتو بالقتل وارتكاب جرائم حرب.
عدد اليوم
