السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مراكز التسوق تعج بالمستهلكين وارتفاع الأسعار يلتهم ميزانية الأسرة

مراكز التسوق تعج بالمستهلكين وارتفاع الأسعار يلتهم ميزانية الأسرة
21 يوليو 2012
اشتكى عدد من المستهلكين من ارتفاع معدل الأسعار، في الأيام التي تسبق الشهر الفضيل، وعقب ثبوت الرؤية خاصة في محلات بيع السلع الغذائية، على الرغم من تقديمها عروض وسلات الرمضانية، تلفت انتباه المتسوقين، وتجدهم يقبلون عليها، موجهين بعض اللوم على بعض الأسر، التي لا تبالي بارتفاع أسعار السلع، وبالتالي تتعرض في نهاية المطاف إلى ارتباك واضح في ميزانيتها، تعالجه بطرق غير رشيدة، الاقتراض أحدها. وابدوا دهشتهم من زيادة معدل الاستهلاك في رمضان، لدرجة أن المتجول في الأسواق والمحال الغذائيه الكبرى يشعر أن هناك سباقاً محموماً بين مرتادي السوق لجمع أكبر عدد ممكن من الأصناف الغذائية، لتتحول الأسواق خلال هذه الأيام أشبه بـ«خلية نحل»في مشهد لا يتكرر حدوثه إلا مع اقتراب الشهر الفضيل. قال تربيون إنه خلال شهر رمضان يقع البعض في خطأ تفسير مقولة «رمضان كريم»، فرمضان كريم بالفعل، لكن هل يعنى أن نتصرف وكأن الطعام ممنوع في بقية أشهر السنة؟، فمن يزر الجمعيات ومراكز التسوق قبل شهر رمضان بأيام أو لحظة الإعلان عن ثبوت ظهور هلال الشهر، ير الزحام في كل مكان، بدءا من مواقف السيارات إلى عدم توفر بعض المواد الغذائية على الأرفف، ناهيك عن امتلاء عربات التسوق التي يجرها رب الأسرة وتعددها، أما الوضع عند صندوق الدفع، فطابور قد يصل إلى آخر رواق الجمعية أو مركز التسوق، وترتسم على وجه المستهلك ابتسامه عريضة فرحا بما اشترى، لكن يتغير حاله، بعد دفع قيمة مشترياته. ووجه بعض الأزواج الاتهام واللوم إلى الزوجة، وطالبوها بتدبير النفقات بصفتها وزيرة مالية الأسرة، واعتبروا ذلك أحد واجباتها. إلى ذلك تقول عائشة عبد الرحمن، ربة بيت، التي تفضل التسوق قبل الإعلان عن الشهر الفضيل بعدة ساعات: رغم معرفتي بالازدحام الكثير في الجمعيات ومراكز التسوق ورغم عدم توفر الكثير من المواد الغذائية على الرفوف التي تكون في الغالب خالية لحظة الإعلان عن ثبوت رؤية الهلال، إلا إنني أفضل الشراء في هذا الوقت. وتضيف: التنزيلات في هذا الوقت تدفعني للشراء أكثر، كما أن الكثير من المواد الغذائية والخضراوات والفواكه تكون موجودة بكميات كبيرة وبإمكاني أن اشتري ما أشاء، مشيرة إلى أنه رغم المشقة التي تشعر بها منذ دخولها الجمعية، حتى وقوفها في الطابور، الذي يطول ساعات طويلة، إلا إنها تستمتع بهذا المنظر الذي لا تراه إلا في السنة مرة واحدة، وهو في هذا الشهر الفضيل، مؤكدة أن ميزانيتها في عملية الشراء تتضاعف، بسبب الولائم والعزائم التي يتميز به شهر رمضان من لمة الأحباب والأهل والأصحاب. الإقبال يكون مختلفاً في شهر رمضان على المواد الغذائية بالتأكيد، وهو يختلف عن باقي الأشهر الأخرى، خاصة أن لرمضان نكهة خاصة في الطعام، هذا ما تؤكده مريم راشد التي كانت برفقة زوجها. وتتابع: بالنسبة لزوجي بعد يوم طويل من الصيام يرفض أن يأكل نوعاً واحداً من الطعام، ويكون التنوع على المائدة شرطاً أساسياً في رمضان، هذا بالإضافة إلى أنه يرفض أن يأكل الأكل نفسه في اليوم التالي، لذا عند الإعداد لشهر رمضان أقوم بشراء المواد الغذائية بشكل مضاعف، موضحة أنها لا تكتفي بالتسوق مرة واحدة، بل أكثر بثلاث مرات من الأيام العادية في الأسبوع. وتنظر مريم إلى الورقة التي دونت بها ما تحتاجه من مواد غذائية وتضيف: تنوع مائدة رمضان وزيادة عدد الأصناف يتطلب منا شراء الكثير من المواد الغذائية، فزوجي وأبنائي يطالبونني كل يوم بأصناف جديدة ومنوعة. لمة الأحباب منى قاسم «ربة منزل» التي كانت تنتظر أكثر من ساعة عند صندوق الدفع وخلفها 3 عربات محملة بكل أصناف الطعام من الدجاج واللحم والفواكه والمعلبات تحرص على شراء احتياجاتها في رمضان بما يكفي أسرتها والولائم التي تقيمها. وتقول: رمضان شهر التزاور ولمة الأهل ولابد أن تكون مائدة الفطور أو السحور متنوعة بكل أصناف الطعام من الهريس إلى المحاشي والمقبلات والأزر، لذلك لاعجب حين تكون الجمعيات بشكل يومي تعج بالمستهلكين من مختلف الأجناس يأتون ليشتروا حاجيات رمضان والتي تتميز بوجودها عن بقية الشهور الأخرى، مما يزيد ذلك من زيادة في الإسراف ولجوء البعض من العوائل إلى الاستدلانة لتغطيه نفقات ومتطلبات الأسرة في هذا الشهر بالذات، مؤكدة أن الإفطار الجماعي وما يستلزمه من تحضير وجبات غذائية بكميات كبيرة تكفى أسرتين أو ثلاثا هو السبب في الإقبال على شراء المواد الغذائية بكميات غير معتادة. بينما سالم عيسى الذي كان بصحبه زوجته، فيعلق على هذا الماراثون التسوقي وينتقد مظاهر المبالغة التي تتبعها بعض الأسر بالاستحواذ على المواد الغذائية استعداداً لشهر الصيام، مؤكداً أن مصير هذه السلع الزائدة في النهائية إلى«مكب النفايات». وقال: على ربات البيوت الحرص على عدم الاندفاع الزائد والجري وراء التسوق والاستهلاك من دون دوافع ضرورية تستدعي ذلك، متهما بعض مراكز التسوق بأنها هي التي تسبب الأزمة في شهر رمضان، بتقدم عروض تسوق للمستهلك لا يمكن مقاومتها، لذا يقوم بشراء الأشياء الرئيسية لرمضان بكميات كبيرة، كما طريقة العرض أيضاً يكون لها دور رئيسي في زيادة الإقبال على الشراء«إذ تتحكم فينا أنا وزوجتي فنشتري أكثر من حاجياتنا، وبالتالي نخرج من المركز بعد أن تكون جيوبنا قد فرغت من مبلغ لا بأس فيه». المرأة المسؤولة ويتهم سلمان حسين، رب أسرة، المرأة بأنها هي المسؤول الأول عن الإسراف في شهر رمضان، بقوله: هناك تدافع وتسابق بينهن، حتى لو كان عدد أفراد الأسرة لا يتجاوز الشخصين أو الثلاثة، وهذه الظاهرة تجعلنا نتساءل دائماً: هل هناك من يفتش مطابخنا؟ هل هناك من يسألنا ماذا اشترينا في رمضان؟ هذا هو الشيء الغريب والحقيقة هذه الظاهرة قد تكون لها مسببات، إما أنها تأتي من التقليد أو تأتي من الاعتقاد السيئ بأن شهر الخيرات هو شهر الأكل، والشيء المؤسف حقاً أن زوجاتنا يكدسن النعم والخيرات في المنازل، فيأتي الشهر وينتهي وهي لم تستخدم، بل تنتهي مدة صلاحيتها. وأكد أحمد زكي 33عاما أن الكثير من الناس يؤجلون شراء بعض الأشياء التي يحتاجونها إلى رمضان، لأنهم قد ينتظرون أن تكون هناك عروض على هذه المواد، ففي الشهر الكريم يكثر التزاور بين الزملاء والأقارب والأهل، والكل يريد أن يظهر بالمظهر المطلوب، كما أن أثاث البيت لا بد أن يكون جميلاً، والمائدة مليئة بما لذ وطاب كي تكون الوليمة مشرفة لصاحب البيت وضيوفه، «فكيف تدعو زميلاً أو قريبا ولا تبدو في مستواه». وأضاف: رغم أننا في بداية كل شهر نذهب للتسوق، إلا أن الحال يختلف في رمضان، وتشتري زوجتي أضعاف مشترياتها في الأشهر العادية، وعادة ما استعد لذلك بحيث أقوم بتوفير مبلغ خاص لشراء المواد الغذائية. أصحاب المحلات من ناحيته، أكد أصحاب المحلات المتخصصة في بيع المواد الغذائية عبد الرزاق محمد أن حجم المبيعات والإقبال على الأطعمة خلال شهر رمضان يقترب أو يعادل ما يباع خلال رمضان. ويضيف،إن الإقبال الشديد من الزبائن هو الذي يدفع إلى ظاهرة ارتفاع الأسعار، حيث ترتفع نسبة الاستهلاك خلال شهر رمضان لمعدلات تصل إلى 100% زيادة عن معدلات الاستهلاك خلال الشهور العادية، وضرب مثلا بمجموعة السوبر ماركت التي يديرها؛ فالاستهلاك في الشهور العادية يصل إلى ألفي طن من مختلف أصناف الأغذية والمأكولات وترتفع إلى 4 آلاف طن خلال شهر رمضان المبارك. بدوره أكد غانم عباس صاحب سوبر ماركات أن الضغوطات الاقتصادية لم تؤثر على عادات رمضان، مشيراً إلى أن الناس يشترون الكميات نفسها التي كانوا يشترونها العام الماضي، مضيفاً إن رمضان شهر مميز، وأن مجرد فكرة التوفير في هذا الشهر هي أمر غير وارد. ويقول: كل عام هناك سلع عليّ أن ابتاعها ربما اقتصد بعد رمضان لأعوض العجز في موازنتي، لكنني لن أغير عاداتي. عروض مغرية عن ظاهرة هوس التسوق في رمضان، قالت راية المحرزي عضوة جمعية الإمارات لحماية المستهلك: هناك أنماط وعادات استهلاكية يصاب بها الأفراد والعائلات خلال شهر رمضان دون غيره من الشهور، تدفعهم إلى اتخاذ قرارات شراء تتجاوز في كثير من الأحيان عامل السعر في مقابل الوفرة، مؤكدة أن الاسراف موجود في كل المجتمعات. وأضافت: للإعلام دور مهم في تشجيع المرأة بالذات على الاسراف، فالإعلانات التجارية عن السلع المخفضة والتي تسبق رمضان تحفز بداخلها عادة الإسراف، كما أن للعادات دوراً مهماً، إذ إن العائلات تعتمد على الولائم في شهر رمضان، لذلك تلجأ الأسر إلى الشراء بكميات كبيرة، ربما تفيض عن حاجاتها اليومية من الطعام، وهنا لا بد من الموازنة بين الإنفاق والاستهلاك فيجب على المرأة، المسؤولة الأولى عن إدارة شؤون المنزل، أن تقتصد في إنفاقها في رمضان. ولفتت إلى أن الاستهلاك للمواد الغذائية في رمضان يعادل (4-6) أشهر من الأشهر العادية في الشهر الفضيل، حيث إن أفراد الأسرة يحبذون بان تحتوي موائدهم في رمضان على مختلف الأطعمة من اللحوم والحلويات والعصائر إضافة إلى المقبلات وبكميات كبيرة، وبسبب هذه العادات تتنافس الجمعيات التعاونية ومراكز التسوق على توفير جميع المنتجات الغذائية التي تحتاجها سفرة الطعام في رمضان ،إضافة إلى أن أغلب الجمعيات تحرص على القيام بعروض ومهرجانات تسوقية خاصة بالمواد الغذائية وذلك قبل حلول الشهر الفضيل بمدة قصيرة لجذب أكبر عدد ممكن من المستهلكين. عادات استهلاكية سيئة أوضح الدكتور محمد عبد الرحمن العسومي مستشار اقتصادي أن استهلاك الأسر يزيد في رمضان للضعف وهي عادات استهلاكية سيئة مع أن شهر رمضان عملياً يجب أن يكون أقل استهلاكًا بحكم أن ثلاثة أرباع يومنا صيام. وأرجع العسومي ذلك إلى أن ظاهرة الإسراف الغذائي وتخمة الاستهلاك وعادة الصرف غير الموجّه، من العادات الخاطئة، حيث ساعد على انتشار ذلك بروز العقلية الاستهلاكية في المجتمع وشيوع الثقافة الاستهلاكية بين الأفراد، إلى جانب إغراق السوق بأصناف متنوعة والإعلان عنها بطرق مثيرة، إلى جانب غياب الوعي الاستهلاكي. وحول كيفية تحقيق التوازن الغذائي أثناء الشراء، يقول العسومي: لابد أن يكون رب الأسرة حريصا على الصرف والاستهلاك، والسبب الآخر من وجهة نظر دينية وشرعية أن رمضان الهدف منه التعود على الصبر والاقتصاد في الأمور وليس الإسراف، لذلك أول ما ينبغي مراعاته أثناء عملية الشراء هو عدم الحصول أكثر من الحاجة، أي شراء كميات الغذاء اللازمة فقط، لتجنب تلف ما يزيد على الحاجة، كما ينبغي الشراء من المحلات النظيفة، التي تتبع التعليمات الصحية في العرض والتغليف والبيع.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©