الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هواة الفلك يرصدون هلال رمضان ويرون معالم كوكب زحل

هواة الفلك يرصدون هلال رمضان ويرون معالم كوكب زحل
21 يوليو 2012
عاش جمهور كبير من هواة الفلك تجربة مثيرة ليلة أمس الأول من خلال المشاركة في استطلاع هلال رمضان بصحبة نزار سلام عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك ورئيس مرصد الإمارات الفلكي، وذلك في منطقة كورنيش أبوظبي. وبدأت التجربة نحو الساعة السادسة مساءً مع قيامه بتنصيب جهازي تلسكوب أحدهما آلي مزود بحاسوب مدمج موجه بدقة نحو الأجرام السماوية، والآخر يعمل بطريقة يدوية، مما أتاح للجمهور رؤية معالم كوكب زحل بشكل مباشر، علماً بأنه يبعد عن الأرض نحو 130 مليون سنة ضوئية تحلق حول رئيس مرصد الإمارات الفلكي عدد من الجمهور المهتمين بعلوم الفلك وممثلي وسائل الإعلام، من أجل خوض تلك التجربة الفريدة، حيث قام بشرح كيفية وإتمام عملية الرصد الفلكي، وكذلك كيف تتحقق الرؤية الشرعية للهلال، التي يمكن على أساسها تحديد موعد ظهور هلال رمضان ورؤيته، وبالتالي الإعلان عن بدء شهر رمضان. شروط الرؤية وضمن شروط الرؤية الصحيحة التي أشار إليها سلام، اقتران الشمس والقمر والأرض على استقامة واحدة وتحقق هذا يوم أمس الأول في الساعة الثامنة والنصف صباحاً، غياب القمر بعد غروب الشمس بحوالي نصف ساعة على الأقل كي يبتعد عن الشمس وتتم رؤيته بوضوح، يكون عمر الهلال منذ ولادته لا يقل عن 15 ساعة ويكون القمر متحركاً تجاه الشرق، وفي حال تحقق هذه الشروط مجتمعة، يمكن رؤية الهلال بالعين المجردة، ومن ثم الإعلان عن الدخول في شهر رمضان. ولفت سلام إلى أن سكان جنوب افريقيا، وأقصى جنوب قارة أميركا الجنوبية، هم أكثر من تتوافر لديهم فرصة رؤية هلال رمضان في هذا الوقت، ولكن ذلك يتم بصعوبة شديدة ومن خلال التلسكوبات. وقبل بدء عملية الرصد الفلكي الذي أذاع مجرياتها على الشبكة العنكبوتية لأول مرة، من خلال بث حي لها على الموقع الخاص بمرصد الإمارات الفلكي، قام سلام بالبحث من خلال التلسكوب عن مجموعة من الأجرام والأجسام السماوية، للتأكد من صحة توجه التلسكوب نحو موضوع وجود القمر في الأفق، ثم قام رئيس مرصد الإمارات الفلكي، بإعادة تجربة توجيه التلسكوب بنفسه تجاه القمر بشكل آلي من خلال جهاز تحكم عن بعد يقوم بتشغيل التلسكوب المرتبط بمجموعة من الأجهزة الحديثة الُموّصلة إلى الشبكة العنكبوتية. الشبكة العنكبوتية وأوضح سلام كيفية نقل عملية الرصد بشكل مباشر وآني إلى آلاف الجماهير عبر الشبكة العنكبوتية، مبيناً أنها تتم باستخدام تقنية الثري جي، لنقل الصور الملتقطة بواسطة التلسكوب، إلى الحاسوب المدمج، ومن ثم إلى الشبكة العنكبوتية، كي تتم مشاهدته من قبل الأعداد الكبيرة التي دخلت على الموقع لمتابعة هذا الحدث، والتي فاق عددها توقعات رئيس مرصد الإمارات الفلكي وهو ما سيجعله يولي اهتماماً أكبر لعملية نقل الرصد الفلكي عبر الانترنت خلال الأعوام القادمة، حسبما أكد. ثم عاد ليستعرض شروط تحقق رؤية الهلال ومدى توفرها آنذاك، وبالفعل تحقق منها شرطان وهما ولادة الهلال، وغروب الهلال بعد الشمس، غير أن الشرطين لم يكونا أقوياء. ولذلك لا يعتد بهما، وعدم قوتهما ترجع إلى أن عمر ولادة الهلال كان حوالي عشر ساعات ونصف الساعة بينما الفترة المطلوبة لا تقل عن 15 ساعة. أما الشرط الآخر فلم يتجاوز فيه وقت غروب الهلال بعد الشمس مدة ثلاث دقائق بينما مدة الغروب التي ينبغي الآخذ بها نصف ساعة على أقل تقدير. إلى ذلك أكد سلام أن عملية التأكد من الرؤية الحقيقية والشرعية للهلال من قبل أحد الشهود لا تتم إلا من خلال اللجنة التابعة لوزارة العمل عن طريق طرح بعض الأسئلة على الشاهد والتي تظهر ما إذا رأى هلال رمضان بالفعل، أم أنه رأى جسما سماويا آخر سواء كان نجماً أو كوكباً. ثم قام نزار باصطحاب الجماهير المتواجدة معه على كورنيش أبوظبي في رحلة ممتعة وفريدة، قد لا تتكرر لكثير منهم على مدى مراحل عمره إلى عالم النجوم والكواكب، حيث شاهدوا بأنفسهم عبر التلسكوب ظاهرة الكلف الشمسي المتواجدة في بعض مناطق الشمس، والتي نشاهد من خلالها بعض البقع أو الثقوب على السطح الخارجي للشمس، حيث أوضح أن هذه الأماكن تتميز بدرجة حرارة أقل من باقي مناطق الشمس بنحو ألفي درجة حيث تكون حوالي 4000 درجة بينما حرارة الشمس حوالي 6000 درجة، وهذه الثقول تتدفق منها الحرارة وبعض أنواع الغازات. زحل الجميل كما أتاح سلام لعشاق الرصد الفلكي والجمهور الذي رافقه على كورنيش أبوظبي، رؤية معالم كوكب زحل الجميل بشكل مباشر عبر التلسكوب، على الرغم من أن الكوكب يبعد عن الأرض بنحو 130 مليون سنة ضوئية، فكانت رؤيتهم لهذا الكوكب من أجمل الذكريات والمشاهد التي رصدوها بمعية الناشط الفلكي الإماراتي. ثم انتبه الجميع لدعوة سلام لمطالعة غروب الشمس قبل موعد غروبها بنحو أربع دقائق، ليتابعوا بأنفسهم إمكانية رؤية الهلال ومشاهدته بشكل مباشر بالعين المجردة بعد الغروب، وذلك بالنظر إلى المكان الصحيح لوجود القمر في اتجاه الغرب، وإذ لم تتحق هذه الرؤية للهلال، إذا لا يمكن القول برؤية هلال رمضان. وعن دور المرصد الفلكي في تحري رؤية هلال رمضان، ذكر سلام أنه بعد القيام بعملية الرصد، يقوم برفع نتيجة ما توصل إليه إلى أولي الأمر ليأخذوا بالحكم الصحيح، وذلك بعد أن يستمعوا لشهود العدل الآخرين الذين ربما رأوا الهلال. وعن سبب اختيار كورنيش أبوظبي لوضع التلسكوبين الخاصين بالمرصد الفلكي، والذي يبلغ ثمنهما حوالي 270 ألف درهم، ولهما قدرة كبيرة على البحث في عوالم النجوم والكواكب والأفلاك، بحسب نزار، قال رئيس مرصد الإمارات الفلكي المتحرك، إن اختيار المكان جاء كون الأفق الغربي هناك له مجال رؤية واسع، وليس هناك أي عوائق تعرض تحري رؤية الهلال لأي خطأ، خاصة وأن التلسكوبين موضوعان تبعاً لأحداث معينة في هذا المكان، وتم ربطهما بالأقمار الصناعية، وهي من أرقى أنواع التلسكوبات في العالم، ومخصصة لرؤية وتصوير المجرات والسدوم التي تبعد عن الأرض ملايين السنين الضوئية. وأوضح سلام أن التصوير الفلكي معقد جداً حيث إن عدسة الكاميرا ممكن أن تبقى مفتوحة 8 ساعات لالتقاط هدف واحد فقط. ومن هواة الفلك الذي جاؤوا إلى كورنيش أبوظبي لمتابعة هذا الحدث، مهندس الاتصالات مصطفى شعث، الذي ذكر أن لديه تلسكوبا خاصا به ولكن لا يضاهي ما لدى المرصد الفلكي الإماراتي، وأوضح انه يحرص على المشاركة بشكل سنوي في استطلاع رؤية هلال رمضان، التزاماً منه بالسنة في ضرورة تحري المسلمين هلال شهر رمضان وغيره من الشهور الهجرية، خاصة وأن تحري هلال رمضان له طعم خاص كون ذلك موضع اهتمام شعوب العالم الإسلامي كافة. الصخور الجليدية من جانبه قال ضياء نوفل وهو محاسب ومن هواة الفلك أيضاً، إنه يسعى دائما إلى المجيء لمشاهدة وتحري رؤية هلال رمضان وكذا الاستمتاع برؤية كوكب زحل الرائع من خلال التلسكوبات الضخمة المستخدمة في الرصد الفلكي، خاصة وأن كوكب زحل يشبه إلى حد جميل سواراً جميل التشكيل. وقدم نوفل الشكر إلى نذار سلام الذي اتاح الفرصة للجمهور والعامة ولكل عشاق الفلك لمشاركته هذا الحدث وتوفير أجهزة متقدمة تساهم في عملية الرصد الفلكي، خاصة وأنه يقوم بشرح آليات عملية الرصة واسرار الفلك والنجوم بأسلوب سهل وجذاب. عبدالله الكندي 21 سنة، أشاد بهذه التجربة التي تابعها للمرة الأولى خاصة رؤيته لكوكب زحل ذي الحلقات الجميلة المكونة من الصخور الجليدية وتقع على بعد 100 مليون ميل، وهو اخر كوكب يمكن رؤيته بالعين المجردة باستخدام التلسكوبات الفلكية. أخوه نهيان الكندي عبر عن سعادته بهذه المشاركة والتعرف على أسس ومعايير رؤية هلال رمضان، وأكثر ما أعجبه رؤية كوكب زحل لأول مرة بشكل حقيقي ومجموعات الصخور الجميلة الشكل التي حوله. الناشئة والشباب أشار نزار سلام عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك ورئيس مرصد الإمارات الفلكي إلى أن الجمهور المتابع لعمليات الرصد الفلكي يكون غالباً من الناشئة والشباب وطلاب المدارس الذين يدرسون هذه العلوم في المدارس ومن ثم يكن لديهم فضول لمعرفة عالم النجوم والفلك بشكل مباشر وحقيقي من خلال رؤيتها بواسطة التلسكوبات، لكي يكتشفوا هذا العالم المثير والمجهول ويتعلموا عنه بأنفسهم، ويدركوا مثلا أن النجوم حمراء اللون هي نجوم ذابلة وباردة وتبتعد عن الأرض وفي طريقها إلى الانفجار والموت بينما النجوم صفراء اللون حارة وساخنة وفتية وقريبة من الأرض.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©