باريس - وكالات الانباء: حذر الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس من استئناف العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل ما لم تكن هناك تسوية سياسية دائمة بين الطرفين·
وقال شيراك خلال اجتماع مع سفراء فرنسا ''إن البديل هو إما استئناف العمليات العسكرية التي ستوجد فجوة لا يمكن اجتيازها بين الشعبين الجارين وإما الخيار السياسي لتسوية شاملة ودائمة''· وواصل حديثه قائلا إن قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 يوفر ''إطارا لحل دائم يقوم على أمن إسرائيل وسيادة لبنان على كامل أراضيه''· وقال شيراك ''وضعت كل جهة الان امام مسؤولياتها: فالخيار هو اما استئناف المعارك وهذا امر سيؤدي الى زيادة الهوة بين شعبين جارين او اللجوء الى حل سياسي للتوصل الى تسوية شاملة ودائمة''·
واضاف ان ''القرار يرسم نهجا سيؤدي الى نزع سلاح الميليشيات وتسوية المشاكل المتعلقة بالحدود بما في ذلك مزارع شبعا'' الواقعة عند الحدود بين لبنان وسوريا واسرائيل، والتي هي مصدر توتر بين الدول الثلاث· كما جدد الرئيس الفرنسي دعوته الى رفع الحصار الاسرائيلي عن لبنان الذي ''يحول دون التقدم في اتجاه اعادة الوضع الى طبيعته''· وطلب شيراك من اسرائيل انهاء حصارها البحري والجوي الذي فرضته منذ شهر ونصف الشهر لعزل حزب الله اللبناني· وقال شيراك: ''أدعو اسرائيل الى رفع الحصار الذي يضر بشدة بالاقتصاد اللبناني ويحول دون التقدم في اتجاه اعادة الوضع الى طبيعته''· ودعا شيراك الى عقد مؤتمر دولي للتعبير عن ''حركة تضامن واسعة'' مع لبنان ·
وقال: ''ادعو الى حركة تضامن واسعة مع لبنان في اطار مؤتمر دولي تعمل فرنسا من اجل عقده''·
الى ذلك، شدد شيراك على ان فرنسا ''تحملت مسؤولياتها'' عندما قررت ارسال الفي جندي لتعزيز قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفل)· وأشار الى وجود فرق فرنسية حاليا في لبنان ''تقوم على لارض باصلاح البنى التحتية الاساسية والاضرار البيئية اضافة الى المساعدة الانسانية''·
من جهة اخرى دعا شيراك الى ''اجتماع سريع للجنة الرباعية'' الدولية حول الشرق الاوسط لاحياء عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين المتوقفة حاليا·
وقال شيراك: ''الاكتفاء بالوضع القائم هو المخاطرة بحصول دوامة عنف تفلت من أي سيطرة''·
واشار الى حق اسرائيل بالعيش بأمان وحق الفلسطينيين بالعيش ضمن دولة لها حدود امنة وقابلة للاستمرار مشددا على ان ''ضمان حقوق الفلسطينيين المشروعة لا يمكن ان يبرر حرمان اسرائيل من حقها في الوجود وهو امر غير مقبول ولا اللجوء الى الارهاب''· واضاف ''في ظل هذه الظروف فان احياء العملية الدبلوماسية فورا امر يفرض نفسه· وفي هذا الاطار ادعو الى اجتماع سريع للجنة الرباعية'' التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة· وشدد شيراك على ان ''الاطراف يجب ان تحدد اطر تسوية· لكن المفتاح هنا هو التزام المجتمع الدولي، علينا مساعدتهم على تجاوز العراقيل عبر ان نكون ضامنين للسلام''·
ودعا شيراك أيضا سوريا بأن تصبح عامل مساعد في التسوية السياسية وأن تخرج من منطقها الانعزالي''·
وقال الرئيس الفرنسي ''إن الشرق الاوسط يحتاج إلى سوريا فاعلة في خدمة السلام والاستقرار الاقليميين''·
ووصف شيراك ايران بأنها ''دولة عظيمة'' وحثها على التفاوض مع القوى العالمية بشأن طموحاتها النووية·
وأضاف ''مرة أخرى أحث طهران على إرسال الإشارات اللازمة لخلق ظروف الثقة· هناك مساحة دوما للحوار''·
عدد اليوم
