الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان خصه الله بمزايا لا تتوافر في غيره من الأشهر

رمضان خصه الله بمزايا لا تتوافر في غيره من الأشهر
28 يوليو 2011 21:07
يستعد المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها لاستقبال شهر رمضان، ونفس كل واحد منهم تعتلج بألوان شتى من المشاعر والمعاني، فمنهم من يأمل أن يعوض في شهر رمضان ما فاته من التقصير على مدار العام، ومنهم متحفز لرحلة إيمانية جديدة تضيء له طريق الهدى والخير والنور، ويأتي شهر رمضان في كل عام ويهل على الناس ببركاته وخيراته، فهو شهر الصيام والقيام، والتسابيح والتراويح، والكرم والسخاء والبذل والعطاء. ومن المعلوم أن شهر رمضان الكريم قد خصه الله سبحانه وتعالى بمزايا لا تتوافر في غيره من الأشهر لما روي أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل رمضان يقول: “أتاكم رمضان شهر بركة، فيه خير يُغشيكم الله فيه، فتنزل الرحمة، وتُحط الخطايا، ويُستجاب فيه الدعاء، فينظر الله إلى تنافسكم، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل”(أخرجه الطبراني). ويسعدنا في هذه المناسبة الكريمة أن نتقدم بأصدق التهاني والتبريكات إلى الشعب الإماراتي الشقيق والأمتين العربية والإسلامية بقرب حلول شهر رمضان المبارك، سائلين الله العلي القدير أن يجعله شهر خير وبركة على الأمتين العربية والإسلامية، ونحن هنا نقول: أهلاً بشهر رمضان، شهر القرآن، شهر السخاء والعطاء. حكم صيام شهر رمضان إن صوم رمضان واجب بالكتاب والسنة والإجماع، فأما الكتاب: فقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) “سورة البقرة: الآية 183”، وقال: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (سورة البقرة: الآية 185). وأما السنة: فقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: “بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمّداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت” (أخرجه الترمذي). وفي حديث طلحة بن عبيد الله: (أن رجلاً سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، أخبرني بما فرَض الله عَليَّ من الصيام؟ فقال: “شهر رمضان إلا أن تَّطَوَّع شيئاً”) (أخرجه البخاري). وأجمعت الأمة: على وجوب صيام رمضان، وأنه أحد أركان الإسلام، التي عُلمَت من الدين بالضرورة، وأن مُنكرِهَ كافرٌ مُرتْد عن الإسلام. على من يجب صيام شهر رمضان صيام رمضان فرض على كل مسلم عاقل بالغ قادر على الصوم، مقيم (حيث أباح الله للمسافر أن يفطر)، وطهارة النساء من الحيض والنفاس، خالٍ من الأعذار التي تبيح له الفطر، سواء أكان ذكراً أم أنثى. ولذا كان جزاء الصائمين الثواب العظيم، فإن عقاب المفطرين من دون عذر شرعي العذاب الأليم، ومن الأحاديث الشريفة التي وردت في هذا الشأن ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أفطر يوماً من رمضان من غير رخصة ولا مرض، لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صامه) (أخرجه الترمذي). متى يجب صوم رمضان يجب صوم رمضان بأحد أمرين: الأول: رؤية الهلال لما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (جاء أعرابي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني رأيت الهلال، قال: “أتشهد أن لا إله إلا الله؟ أتشهد أن محمداً رسول الله”؟ قال: نعم قال: “يا بلال؟ أذن في الناس أن يصوموا غداً”) (أخرجه الترمذي). الثاني: إكمال عدة شهر شعبان ثلاثين يوماً، لقوله - صلى الله عليه وسلم-: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين” (أخرجه البخاري). رؤية الهلال إذا ثبت هلال رمضان وتحققت رؤيته في أي بلد، فإن ثبوته ينبغي أن يلتزم به المسلمون جميعاً، ومن المخجل أن نثبته في بلد ونأبى إثباته في آخر لا يبعد عنه إلا مسافة قليلة قصيرة، فقد جاء في الحديث أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: “إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوماً” (أخرجه مسلم). ومن المعلوم أن شهادة رجل واحد تقبل برؤية هلال رمضان، فقد قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - شهادة أعرابي رأى الهلال - هلال رمضان – بعد أن سأله عن إيمانه، فلما أقر بالشهادتين وعلم الرسول - صلى الله عليه وسلم - منه العدالة قبل شهادته، وأمر بلالاً أن يعلم الناس بدخول شهر رمضان ليصوموا غداً لما روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن أعرابياً جاء إلى النبي فقال: (إني رأيت الهلال، فقال: “أتشهد أن لا إله إلا الله؟ أتشهد أن محمداً رسول الله؟” قال: نعم، قال: “يا بلال؟ أذِّن في الناس أن يصوموا غداً”) (أخرجه الترمذي). صيام يوم الشك يوم الشك هو اليوم الثلاثون من شعبان إذا لم يرَ الهلال في ليلته بسبب غيم أو نحوه كدخان فيجوز كونه من رمضان وكونه من شعبان. وقد منع الشارع من صومه لما روي عن عمار بن ياسر - رضي الله عنه - قال: “من صام اليوم الذي يشك فيه الناس، فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -” (أخرجه الترمذي). أهداف الصوم وثمراته الطيبة لشهر الصوم أهداف وثمرات طيبة منها: أنه مكفر للذنوب لما روي أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل رمضان يقول: “أتاكم رمضان شهر بركة فيه خير يُغشيكم الله فيه، فتنزل الرحمة، وتُحط الخطايا، ويُستجاب فيه الدعاء، فينظر الله إلى تنافسكم، ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل” . ومن أهدافه أيضاً أنه شهر التجارة مع المولى تبارك وتعالى، فإذا كان تجار الدنيا ينتظرون المواسم لرواج تجارتهم وبضاعتهم وزيادة أموالهم، ويتحملون في سبيل ذلك الآلام والأهوال في السفر، وقد جعل الله سبحانه وتعالى شهر رمضان موسماً عظيماً لأحبابه المؤمنين، فجعل فيه ثواب الفريضة الواحدة يعدل سبعين فريضة في غيره، وجعل ثواب النافلة يعدل ثواب الفريضة لقوله - صلى الله عليه وسلم - : “أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه” (أخرجه ابن خزيمة)، وقال في حديث آخر: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه” (أخرجه البخاري). ومن أهداف هذا الشهر كذلك التربية والمجاهدة .. فالصائم حين يشعر بالجوع يشعر بألم الفقير فيرق له ويعطف عليه، ويحسن إليه متأسياً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان جواداً وكان أكثر ما يكون جواداً في شهر رمضان، فكان أجود من الريح المرسلة، وإذا كان الصائم قد وصل إلى هذه الدرجة من الجُود والسَّخاء، فإن الواجب عليه أن يصل بجهاده إلى التربية الأخلاقية السامية، حتى يصلح أن يعيش في الحياة مع الأحياء عيشة السعداء، ومن صبر على الجوع والعطش وحبس نفسه عن الشهوات، كان جديراً به أن يصبر على أذى الناس، وحينئذ يكون قد وصل إلى أعظم هدف من أهداف الصوم وهو الصبر الذي لا غنى عنه. الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة www.yousefsalama.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©