السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غدا في وجهات نظر: تحرير عدن.. ومستقبل اليمن

غدا في وجهات نظر: تحرير عدن.. ومستقبل اليمن
24 يوليو 2015 18:56

تحرير عدن.. ومستقبل اليمن
يقول د. صالح عبدالرحمن المانع: الجهد الحربي يحتاج إلى جهد سياسي وحملات توعية مبرمجة لمنع دعم بعض اليمنيين لحركة الحوثي، ومن ضمن ذلك توجيه رسائل موجهة خاصة للشباب اليمني. لاشكّ أن الأخبار الجميلة القادمة من اليمن في يوم العيد قد أفرحت الجميع، فقد تضافرت جهود قوات المقاومة الشعبية في اليمن، وكذلك قوات التحالف الجوية والبحرية والبرية، لتحرير الأجزاء الرئيسية من مدينة عدن، بما في ذلك مطارها الجوي، وميناؤها البحري، عبر عملية «السهم الذهبي»، ما سهّل عودة جزئية لبعض وزراء الحكومة اليمنية من المنفى.
والحقيقة أن الحرب ضد المليشيات الحوثية وقوات علي عبدلله صالح في اليمن قد أنهكت تلك القوات، ولكن ذلك قد لا يعني أنها على وشك السقوط. وما يُوجع هذه القوات هو حرمانها من ميناء عدن الاستراتيجي، وكذلك تحرير المناطق النفطية في مأرب وشبوة وشبام. ومثل هذا التحرير القادم، إن شاء الله، سيحرم قوات علي صالح وكذلك الحوثي من مصادر الطاقة، وأيضاً مصادر تمويل آلة الحرب التي يديرونها من صنعاء. وسيحاول الحوثي التوصّل إلى هدنة مؤقتة ووقف لإطلاق النار لتخفيف الضغط على جنوده ومقاتليه. وذلك هو ديدنه منذ حروبه الطويلة في صعدة، ضد القبائل اليمنية التي وقفت في وجهه.

مجلس التعاون.. أسس التكامل المستقبلي
يرى د.عبدالله جمعة الحاج أنه في المراحل الأولى لقيام مجلس التعاون الخليجي تمت الموافقة على وجود حاجة مشتركة للاهتمام بالتفاعلات الخاصة بالسيادة والمصالح الوطنية المنفصلة لكل دولة لضمان قيام مجلس ناجح.. لذلك لم تتواجد نوايا للاندماج السريع، لقد كان منهج منشأ المجلس هو الاعتراف بوجود التنوع الداخلي بين دولة على صعيد التقاليد المحلية والموارد الاقتصادية والظروف الموضوعية الأخرى.
كان ذلك النهج يهدف إلى التنسيق بين سياسات الأعضاء ومواقفهم بالنسبة للقضايا المهمة، ومن دون ذلك النوع من المرونة وقتها كان ثمة شك في إمكانية قيام المجلس أصلاً، وبالتأكيد أنه توجد اختلافات مهمة بالنسبة لقضايا الحدود الإقليمية والجوانب الاقتصادية والتنافس التجاري التي سهل بعض منها من عمليات التكامل لاحقاً، كما أنه توجد اختلافات أخرى تعود جذورها إلى تقاليد وعوامل تاريخية مختلفة أو إلى ظروف أفضت إلى تبطئة قوة الاندفاع نحو المزيد من الدمج الموسع.
وعلى ضوء ذلك ليس من العجب ملاحظة وجود اختلافات في وجهات النظر بين الأعضاء، ومن ثم فقد نتج عن الاختلافات المتعلقة بأسس الكثافة السكانية ومستويات التعليم والعوامل الأخرى ذات العلاقة بالإمكانيات الكامنة للتنمية توجهات خاصة تتعلق بالاهتمامات الداخلية والأولويات الوطنية.
لكن يجب الاستدراك بأن التنافس والاختلاف حول قضايا معينة وحول المصالح الخاصة بكل دولة ليست من الضخامة والعمق، الذي يمكن أن يؤدي إلى عرقلة القوة الدافعة نحو المزيد من التعاون والترابط، فالكثير من عناصر الغزو التاريخي مازالت تخلق أجواء مشجعة، إن تلك العناصر المشتركة تعتبر عوامل ذات نفوذ قوي في خلق مناخ من الشعور بالجماعية يعتبر ضرورياً لإيجاد منهج مشترك لمواجهة التحديات القائمة وعدم التيقن المستقبلي، وتوفر المساحة الإجمالية لدول المجلس شعوراً بالهوية الجماعية بنفس القدر الذي يوفره تاريخ أعضائه من نظرة جماعية في مواجهة العالم الخارجي.

أوباما وبوتين و«النووي» الإيراني
يقول غازي العريضي : بعد الإعلان عن الاتفاق بين إيران ومجموعة الـ 5 + 1، سارع الرئيس الأميركي إلى عقد مؤتمر صحافي مع بداية صباح ذلك اليوم ليشرح مضمون وأبعاد الاتفاق، ثم أعطى مقابلة للصحافي توماس فريدمان، وعقد لاحقاً مؤتمراً صحافياً ثانياً بعد اطلاعه على ردود الفعل العالمية على الاتفاق، وأجرى سلسلة من الاتصالات بقادة الدول المعنية بالاتفاق وتداعياته، شارحاً موقفه، مقدماً ضمانات حيث يجب، ومطمئناً البعض الآخر حيث ثمة قلق، ومؤكداً ثوابته في ما قام به ويخطط لاستكماله.
في ما يخص روسيا، بالرغم من الخلاف العميق معها بعد أحداث أوكرانيا، والضغوطات التي تمارسها الإدارة الأميركية وأوروبا عليها، والعقوبات المشدّدة التي استهدفتها، تعاملت روسيا وتتعامل بحزم معها وإصرار على مواجهتها دون أن تنكفئ عن تأكيد التزاماتها وتعاونها على المستوى الدولي. ففي الملف النووي الإيراني، لروسيا دور كبير في بناء وتطور مفاعلاته الإيرانية وفي معالجة الأزمة. وصوتها أساسي في مجلس الأمن، ولذلك كانت شريكة أساسية في الوصول إلى الاتفاق. على هذا الأساس شكرها الرئيس أوباما متحدثاً عن إمكانية حصول انفراجات معها بالرغم من مشكلة أوكرانيا. وقال: «ثمة إمكانية لحديث جدي مع بوتين بشأن مصير الأسد ومحاولة تخطي الأزمة السياسية بين واشنطن وموسكو بعد انتهاء الحرب الباردة»! إذاً، استكمال تعاون على الخط الإيراني واستعداد لإمكانية تعاون على الخط السوري. وروسيا على الخطين، ويأتي هذا الكلام بعد التهديدات الأميركية التي وجهت إلى روسيا والتي انطلقت من القناعة بأن هذه الدولة الكبرى تشكل خطراً وجودياً على أميركا!

الصفقة الإيرانية.. تكرار الصفقة الكورية الشمالية!
يتساءل ماكس بوت: هل يمكن القول إن إيران أكثر شبهاً بكوريا الشمالية أم بليبيا (في عهد القذافي)؟.
هذا هو السؤال الذي يجدر بالسياسيين والعامّة طرحه على أنفسهم عندما يحاولون إجراء مطالعة متأنية ومعمّقة لصفقة أوباما النووية. تنطوي القصة الليبية على واحد من أندر الأمثلة وأكثرها وضوحاً على نجاح المفاوضات المتعلقة بنزع الأسلحة الخطيرة. ففي تاريخ 19 ديسمبر من عام 2003، وعقب تسعة أشهر من المحادثات السرّية مع فريق مفاوض من الولايات المتحدة وبريطانيا، وافق «القذّافي» على التخلّي عن كل ترسانته من أسلحة الدمار الشامل. وكان مصير تلك الأسلحة إما التدمير أو النقل إلى خارج ليبيا.
وبعد هذه الواقعة بوقت قصير لا يتعدى بضعة شهور، كان في وسع المسؤولين الأميركيين أن يقوموا بعرض التجهيزات والمعدات والمواد النووية المصادرة من ليبيا في بلدة «أوك ريدج» بولاية تينيسي. وهناك، تم تدمير أطنان الأسلحة الكيميائية وأجهزة استخدامها. كما أن «القذافي» عمد طوعاً إلى تسليم الولايات المتحدة خمسة صواريخ من طراز «سكود- سي» بعيدة المدى كتعبير عن حسن النيّة والالتزام بنصوص الاتفاقية التي تحظر عليه امتلاك صواريخ يزيد مداها عن 300 كيلومتر. وكان قد بادر قبل توقيع الاتفاقية إلى الإعلان عن عدم ممارسة الأعمال الإرهابية، ووافق على صرف
تعويضات بلغت 2.7 مليار دولار لعائلات ضحايا تفجير طائرة «بان أميركان» فوق مدينة «لوكربي» الاسكوتلندية عام 1988، والذي أدى إلى مصرع كل ركابها.

أوباما واستراتيجية نيكسون
استنتج تشارلز لين أنه سواء أكان الرئيس أوباما قد تفاوض بشأن صفقة واقعية قابلة للتنفيذ لمنع إيران من امتلاك قنبلة نووية أم لا، فقد أكد إرثه في التاريخ باعتباره صاحب الرحيل الأكثر دراماتيكية في السياسة الخارجية الأميركية منذ زيارة الرئيس ريتشارد نيكسون للصين عام 1972. وكما هو الحال مع نيكسون، الذي خلف «ليندون جونسون» على وعد بإنهاء الحرب في فيتنام، فقد تسلم أوباما السلطة من بوش، الذي كان يلقي عليه باللوم في إهدار سمعة وموارد الولايات المتحدة على المغامرات العسكرية في الشرق الأوسط. وكان نيكسون أيضاً يرى فيتنام، كما يرى أوباما العراق، كرمز للعيوب المفاهيمية الكبرى في استراتيجية الولايات المتحدة.
وقد اعتقد نيكسون وأوباما أن بإمكانهما تحقيق وضع أميركي عالمي أكثر مرونة، ومن ثم أكثر استدامة، من خلال تعديل الالتزامات والتحالفات السياسية الراسخة، بينما يحاولان التوصل لأرضية مشتركة مع أعداء مريرين منذ أمد بعيد. وقد استطاع كل منهما أن ينحّي جانباً الصرخات والاتهامات بالخيانة من الأصدقاء القدامى، سواء تعلق الأمر بتايوان في حالة نيكسون وإسرائيل في حالة أوباما.
كما أقنعا نفسيهما أيضاً، وحاولا إقناع الرأي العام، بأن السياسة الواقعية قد تؤدي إلى تعاون حقيقي وسلام دائم حقاً، بمجرد أن تثبت الولايات المتحدة للطرف الآخر أن نواياها حميدة وأن مصالحها على المدى البعيد تتسق مع مصالحهم.
وفي عام 1967، وأثناء الاستعداد لدخول البيت الأبيض، كتب نيكسون عن «سحب الصين مرة أخرى إلى المجتمع الدولي- ولكن كدولة عظيمة ومتقدمة، وليس كمركز لثورة عالمية». وقد ذكر أوباما أن إيران قد تكون «قوة إقليمية ناجحة للغاية، وتلتزم أيضاً بالمعايير والقواعد الدولية، وهذا من شأنه أن يكون جيداً للجميع». وهكذا ينضم أوباما لنيكسون في قائمة من الرؤساء «المتقشفين»، باستخدام عبارة صاغها من قبل السفير الأميركي السابق «ستيفين سيستانوفيتش»، وهو الآن أستاذ بجامعة كولومبيا.
وتماماً كما يتحدث أوباما عن الفوز بـ«موافقة» إيران على التسوية السورية، وإقناعها بالمساعدة في تهدئة العراق، فإن أحد أهداف نيكسون على المدى القصير كان يتمثل أيضاً في ضمان مساعدة بكين في تهدئة جنوب شرق آسيا. ولم ينجح هذا المسعى تماماً.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©