الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشركات الأميركية تعود إلى عصر الأرباح خلال 2010

الشركات الأميركية تعود إلى عصر الأرباح خلال 2010
24 أكتوبر 2010 21:56
تتعافى الشركات الأميركية سريعاً من حالة الركود التي كانت تعاني منها محققة أرباحاً غير مسبوقة نتيجة لإجراء بعض التعديلات على عملياتها التجارية لتتماشى مع العائدات المتدنية والمستقبل الذي لا تتضح معالمه. وفي تحليل أجرته “وول ستريت جورنال” وجدت أن الشركات المدرجة في مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” حققت أرباحاً خلال الربع الثاني قدرها 189 مليار دولار وذلك بزيادة بلغت نسبتها 38% مقارنة مع العام السابق. وبتحليل الشركات لنتائج الربع الثالث، من المتوقع أن يستمر النمو القوي بغض النظر عن بطء وتيرته. وتشير تقديرات وزارة التجارة الأميركية لارتفاع في أرباح الربع الثاني بعد الضرائب بمعدل سنوي بلغ نحو 1,208 تريليون دولار بارتفاع 3,9% عن الربع الأول وبنحو 26.5% مقارنة بالعام السابق. وتعتبر هذه الأرباح وكنسبة من الدخل الوطني بعد حساب الضرائب، الثالثة من حيث ارتفاعها منذ 1947 حيث تجاوزتها فقط أرباح ربعين في 2006. وتعكس البيانات الواردة أن الشركات الكبيرة تتعافى بسرعة وقوة من الركود، مقارنة بالاقتصاد ككل مما ساعد في ارتفاع أسعار الأسهم هذا العام. ولتحقيق هذا الأداء قامت الشركات بتسريح مئات آلاف العمال، وقفل وحداتها ذات الأرباح المتدنية بالإضافة إلى تحويل أعمالها للمناطق الأقل تكلفة وتبسيط عملياتها الصناعية. وقررت مثلاً شركة “تكساس إنسترومينتس” إغلاق أحد مصانعها لصناعة رقاقات الهواتف النقالة. كما خفضت “إلكترونيكس آرتس” معدل إطلاق ألعاب الفيديو للنصف تقريباً، في الوقت الذي تخلصت فيه “ستاربكس” من 648 متجرا في أميركا وحدها. كما استغلت “كوكاكولا” قوتها الشرائية لخفض أسعار الزجاجات وأغطيتها. وتنحصر زيادة الأرباح التي سجلت كلها، في المبيعات المنخفضة مقارنة بالعام 2008 قبيل اندلاع الأزمة المالية. وبالرغم من الأرباح الكبيرة التي حققتها، لا تعتزم الشركات زيادة معدلات الإنفاق في عمليات التوظيف، أو في شراء معدات ومنتجات جديدة. ويتوقع الخبراء أن يستمر خفض معدل الإنفاق لسنتين على الأقل ليعاود بعدها بوتيرة أكثر بطئاً تعويضاً عن الخسارات التي منيت بها هذه الشركات خلال الأزمة. وسجلت الشركات المدرجة في مؤشر ستاندرد آند بورز أرباحاً في الربع الثاني بلغت نسبتها 10% مقارنة بالعام 2008، مع انخفاض في العائدات نسبته 6%. وهذا يعني أن الشركات حققت أرباحاً بنحو ما يقارب 8,4 سنت في كل دولار من المبيعات، مقارنة بنحو 7 سنتات في ذات الربع من العام 2008. ومن المتوقع أن تحقق الشركات الأميركية الكبيرة التي تتحصل على الجزء الأكبر من مبيعاتها من الخارج، نمواً أسرع في عائداتها خلال العام المقبل، مقارنة بالشركات الأخرى التي تركز على النشاط المحلي وذلك لاستمرار إحجام المستهلك الأميركي عن الإنفاق. وتشكل مبيعات أميركا الشمالية 26% من عائدات شركة “كوكاكولا” في الربع الثاني. كما ذكرت الشركة أن صادراتها العالمية ارتفعت بنسبة 5%، في حين أنها لم تتجاوز 2% في أميركا. ومع ذلك، فإن ارتفاع الأرباح ليس مدفوعاً بمبيعات الشركة الخارجية، حيث كشفت “ستاندرد آند بورز” عن تراجع في المبيعات خارج أميركا مقارنة بداخلها السنة الماضية. وبما أن مدراء الشركات أحكموا قبضتهم على بند التكاليف، فلم تعد الشركات تنفق الكثير على شيء سوى الصيانة لأهميتها. ولخفض الإنفاق، قامت “إليكترونيكس آرتس” خلال السنتين الماضيتين بتقليل سعتها الإنتاجية. وبينما أطلقت في السنة المالية المنتهية في يونيو 2009 أكثر من 70 لعبة، تخطط الآن لإطلاق أقل من 40 في يونيو 2011. وبعدد ألعابها القليل على الإنترنت، خفضت الشركة من إنفاقها على عمليات البحوث والتطوير إلى 275 مليون دولار في الربع الثاني وذلك من ما كانت عليه عند 356 مليون دولار في نفس الفترة من 2008. كما سرحت 2,000 من قوتها العاملة البالغة 9,800 وتحويل بعض عامليها إلى دول مثل الصين والهند وكندا. وساعد ذلك في تحويل خسارة الشركة من 95 مليون دولار قبل سنتين، إلى تحقيق أرباح بلغت 96 مليون دولار. وفي شركة باركر هانيفين لصناعة القطع الصناعية في كليفلاند، زادت الأرباح بنحو أربعة أضعاف إلى 222,2 مليون دولار مقارنة بالسنة الماضية. لكن لم يتجاوز نمو المبيعات 25% إلى 2,8 مليار دولار. ويجدر بالذكر أن مما ساعد في تحقيق هذه الأرباح، ممارسة الخفض بكل أنواعه المتاحة. ويذكر أن موجة الأرباح هذه طالت معظم قطاعات الاقتصاد لكنها بقوة أكثر في قطاعات مثل التكنولوجيا والمال والمستهلك. وارتفعت الأرباح الكلية في مؤسسات التقنية بنحو 33% في الربع الثاني مقارنة بنفس الفترة من العام 2008 بالرغم من الزيادة التي لم تتجاوز سوى 7% في العائدات. وشهدت الأرباح الكلية في قطاع المال وشركات صناعة السيارات، تعافيا ملحوظا في ظل تعويض الشركات الكبيرة لخساراتها الباهظة. وقبل عامين، أثقل كاهل شركة “فورد” للسيارات خسارة بلغت 8,7 مليار دولار. وتبقى مبيعات هذا العام دون مستوى 2008 بنحو 15%. لكن أعلنت الشركة الأميركية من مقرها في مدينة ديربورن بولاية ميتشيجان عن أرباح للربع الخامس على التوالي وصل مجموعها لنحو 2,6 مليار دولار حيث إنها في الطريق هذا العام لتحقيق أعلى معدلات أرباحها على الإطلاق. كما كشفت شركة ستاربكس عن أكبر نسبة أرباح تشغيلية يشهدها تاريخ الشركة. ويقول مديرها التنفيذي هوارد شولتز “خلقت التغييرات التي انتهجتها الشركة خلال العامين السابقين ثقة كبيرة تعود بنمو مربح في مختلف فروعها المنتشرة حول العالم”. وقفزت أرباح السهم في الربع المنتهي في 30 سبتمبر 33% حيث تتوقع الشركة من مقرها في سياتل استمرار أرباحها في السنة المالية التي تنتهي في سبتمبر 2011. ووحدت كوكاكولا قنوات إمداداتها مع عدد من شركات التعبئة التابعة لها لتقوم مع بعضها بشراء الزجاجات وأغطيتها بكميات ضخمة مما سيوفر على الشركة نحو 500 مليون دولار بحلول 2011. ويذكر أن عائداتها للربع الثاني انخفضت بنحو 4% مقارنة بالعام 2008، مع ارتفاع في الأرباح التشغيلية بلغت نسبته 85%. ويتوقع المحللون أن تنمو أرباح الشركة في الربع الثالث 9%. وتستثنى من موجة الأرباح هذه، شركات المواد الأساسية في النفط والكيماويات والحديد والتي شهدت أرباحها انتعاشاً تاريخياً في 2008. وبالرغم من أن إكسون موبيل حققت أرباحاً قدرها 7,6 مليار دولار في الربع الثاني، إلا أن ذلك أقل من أرباح الربع الثاني من 2008 بنحو 35%. واتخذت شركات أخرى خطوات أكثر بعداً في سبيل إعادة تشكيل نفسها. وذكرت تكساس إنسترومينتس أنها ستوقف خطها لإنتاج رقاقات الهواتف النقالة الذي كان يمثل 20% من مبيعاتها. وبالرغم من ربحية هذا المصنع إلا أنه أقل ربحاً مقارنة مع مصانع الشركة الأخرى. وجعلت هذه الخطوة لأن تقوم الشركة من مقرها في مدينة دالاس بولاية تكساس، بخفض الإنفاق على البحوث والتطوير في الربع الثاني بنحو 20% إلى 392 مليون دولار. وارتفعت جراء ذلك عائداتها 4% مقارنة بالعام 2008 بالإضافة إلى قفزة في أرباحها بلغت 31% حيث من المتوقع أن تحقق أرباحها طفرة هائلة في الربع الثالث لتبلغ 64%. نقلاً عن: وول ستريت جورنال ترجمة: حسونة الطيب
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©