السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد منتصر: ثقافتنا الجنسية بدائية جداً

خالد منتصر: ثقافتنا الجنسية بدائية جداً
23 فبراير 2009 00:39
حقق شهرة واسعة كإعلامي ومقدم برامج تليفزيونية، وككاتب تتسم كتاباته ومؤلفاته وآراؤه بالجرأة، وأثارت طروحاته كثيراً من الجدل، وفرضت العديد من علامات الاستفهام، وكيلت له الاتهامات بالعلمانية والإباحية لاهتمامه وتركيزه على تناول ونشر الثقافة الجنسية، ونسيَ هؤلاء أنه طبيب متخصص في الأمراض التناسلية· الدكتور خالد منتصر مقدم برامج، ورئيس قسم الأمراض الجلدية والتناسلية بمستشفى هيئة قناة السويس بالإسماعيلية في مصر، التقيناه على هامش زيارته لتليفزيون أبوظبي مؤخراً، واستهل حواره مع ''الاتحاد'' بتوضيح أسباب توجهه نحو التركيز على تناول الثقافة الجنسية، ومدى احتياج مجتمعنا العربي لنشر هذه الثقافة بالقول: ''لم تشبع دراستي للطب نهمي وشغفي بالدراسات النفسية والاجتماعية، والثقافة الجنسية ليست ثقافة طبية بقدر ما هي مشكلة نفسية واجتماعية، ولعل هناك اتفاقا على ما أجمعت عليه البحوث والدراسات الاجتماعية وهو أن غالبية مشاكل الأسرة العربية أساسها غير المعلن هو سوء حالة التوافق الزواجي قبل سوء حالة التوافق الزوجي، وأن هذا التوافق أهم دعائم الاستقرار والتفاهم الأسري، أما إلى أي مدى يحتاج مجتمعنا العربي إلى هذا النوع من الثقافة؟ علينا أن نفك أولاً الاشتباك بين المفهوم العلمي للثقافة الجنسية، والمفهوم العربي الضيق لها، وهذا هو دور أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية· مسؤولية من؟ يوضح الدكتور منتصر: ''إن الثقافة الجنسية ليست هي اللقاء الجنسي، كما أنها ليست هي مهمة المعلم في المدرسة فقط، إنما هي مسؤولية البيت والمدرسة والمؤسسات الدينية والإعلامية، وعلينا أن نبدأ منذ البداية أن نعد المعلم الذي يكون قادراً عى تناول المفاهيم الجنسية بشكل صحيح حتى يستطيع أن ينقل ويعلم الطفل المعلومة بشكل سليم وغير مغلوط أو مشوه''· ويضيف: ''الطفل العربي يتعلم ويحفظ خريطة أوروبا أو أستراليا أو أميركا، ولا يعرف خريطة جسده، ويحفظ أو يعلم كيف دخل المحتلون على امتداد سنوات التاريخ الأراضي العربية واحتلوها، وكيف خرجوا منها، لكنه لا يعرف هو كيف يدخل مرحلة المراهقة؟ ولا كيف يتعامل مع خصوصيتها، ومشاكلها، ولأن كثيراً من الآباء والأمهات يفتقدون أو يجهلون كل هذه الجوانب، وهي كارثة تربوية دون شك''، فثقافتنا الجنسية بدائية جداً، فالجنس والحياة الجنسية مفهوم أشمل وأوسع من مجرد دقائق معدودة تجمع بين شريكي اللقاء، أو أنه مجرد لقاء ميكانيكي بحت، هناك جهل كبير بما يعرف بثقافة اللقاء، وهذه الثقافة تحتاج إلى إعادة النظر ومراجعة شاملة لأنماط تفكيرنا وتعاطينا مع مفاهيم الجنس والثقافة الجنسية''· ويبرر الدكتور منتصر تعارض ما يطرحه مع رؤية علماء الدين بشأن تناول القضايا والمشاكل الجنسية قائلاً: ''سألني أحد علماء الدين في برنامج تليفزيوني، لماذا تطالب بتدريس الثقافة الجنسية ونحن لدينا كتب الفقه الإسلامي التي تتناول كل شيء؟ أجبته بأن هناك اختلافات كثيرة بين الفقهاء والمفسرين، وهناك كثير من المفاهيم المغلوطة، وأننا لسنا مضطرين لتبني أي منها والموافقة عليها لمجرد أنها كتبت أو جاءت في كتب فقهية، إن العلم تطور كثيراً، والآن هناك علم مستقل اسمه ''السكسولوجي''، أي علم الجنس مثل أي علم طبي كالأمراض الباطنية أو طب العيون، وطب الجراحة··· الخ''· حجر عثرة عن التأثيرات السلبية للثقافات الجامدة أو المختلفة التي تقف حجر عثرة أمام الفهم الصحيح للحياة الجنسية يقول الدكتور منتصر: ''مما لا شك فيه أن هناك مفاهيم مغلوطة كثيرة، بل وأساطير نعتنقها لمجرد أنها كانت مقبولة منذ القدم، أو لأنها مقبولة اجتماعياً، أو لأنها منتشرة بين الناس، ومنها على سبيل المثال: ''أن الفحولة أو الكفاءة الجنسية ترتبط بشيء معين، أو بفهم خاطئ للحقائق التشريحية للأجهزة التناسلية في الذكر والأنثى، أو أن الرجل هو الطرف الفاعل، وأن الأنثى محصورة فقط بماذا يريد الرجل، أو ''الختان'' يزيد ويحافظ على عفة الأنثى، وغير ذلك من مفاهيم وأساطير ترتبط بالثقافة الذكورية المتخلفة، وهي مفاهيم تدمر أي علاقة حميمية بين الطرفين''· وعن كيفية نشر الثقافة الجنسية السليمة في المجتمع، يؤكد الدكتور منتصر:''أنها مسؤولية المجتمع بكل مؤسساته، البيت والمدرسة، والجامعة وأجهزة الإعلام، والأطباء، ورجال الدين، ومناهج دراسية، ومن ثم علينا أن نعيد النظر في مناهجنا وطرق تناولنا لأي مشكلة، ولا سبيل سوى الموضوعية وعلمية الطرح والتناول ومراجعة شاملة لثقافتنا الجنسية على أساس تغيير المفاهيم البالية، وتخلي الرجل العربي عن دور ''شهريار''· ويؤكد الدكتور منتصر: ''نحن نحتاج إلى ثورة في إتاحة قاعدة معلوماتية وبحثية أمام الطلاب والباحثين في مجال العلاقات الإنسانية، والثقافة الجنسية والأمراض الجنسية، واستحداث أقسام علاجية في كليات الطب كالتي بادرت بها جامعة القاهرة، واستحدثت أول مركز من نوعه في الشرق الأوسط متخصص في هذا النوع من الدراسة، ونتمنى أن نواصل المشوار الذي بدأناه''·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©