السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزياء عصرية مستوحاة من دروع القرون الوسطى

أزياء عصرية مستوحاة من دروع القرون الوسطى
28 يوليو 2011 21:11
تألق المصمم الفرنسي “ كريستوف جوس” بشكل لافت في عرضه الأخير لموسمي خريف وشتاء 2012/2011، خلال أسبوع باريس لموضة “الهوت كوتور”، والذي أسدل ستائره في الشهر الماضي، حيث قدم تشكيلة راقية ومختلفة لمجموعة أزياء المساء والسهرة، أطر من خلالها رؤيته الجديدة للأناقة والجمال. أكدت عروض باريس لفنون “الخياطة الراقية” الأخيرة في معظمها على عنوان واحد، لخصت من خلاله اتجاهات الموضة الجديدة للفصلين المقبلين، حيث عبّر معظم المصممين المشاركين عن توجههم للنخبة من سيدات المجتمع، أولئك المهوسات بالأناقة والمتعلقات بترف الحياة، ليهدوا لهن تصاميم كلاسيكية استلهمت الروح الشبابية المعاصرة، مع حس المظهر الغني والمتكلف. كلاسيكية مثيرة ولم يخيب المصمم الفرنسي الواعد “Christophe Josse” ظن جمهوره ومحبيه يوما، حيث قدم لهم ولسنوات مضت باقة من الأزياء الراقية والخطوط الأنيقة التي وضعته ضمن خانة معينة ورفعته بمكانة خاصة بين المصممين، فمنذ بدايات انطلاقته في منتصف العام 2005 منفردا باسمه بأول مجموعة “هوت كوتور”، وذلك بعد أن عمل كمساعد ثم كمدير إبداعي في دار “تورنت” للأزياء لعدة أعوام، ما لبث أن حظي بدعوات متتالية من النقابة الفرنسـية لمصممي “الهوت كوتور” أو فن الخياطة الرفيعة في باريس، ليحل ضيفا عليها في 2006، وحتى مقتبل 2011 حين انتدب وبشكل رسمي كعضو دائم فيها، مما يشير وبوضوح إلى المستوى الراقي الذي يصنف به “جوس” كمصمم متميز للنخبة. ومن خلال مجموعته الشتوية الأخيرة على منصات باريس، لوحظ الطراز المترف الذي اختاره للموسمين القادمين، لتظهر تشكيلة من القطع والموديلات الأنيقة لملابس المساء والسهرة، تضمنت العديد من التايورات المتكلفة لأوقات النهار، وبعض الفساتين القصيرة التي تصل إلى حدود الركبة وتعلوها أحيانا بقليل للأمسيات، مع مجموعة فساتين أخرى طويلة “ ماكسي” تتسم بالكلاسيكية، الرقيّ، والإثارة إلى حد بعيد وتصنف بلا شك كأزياء المناسبات وحفلات الكوكتيل. الحب والحرب استلهم “ كريستوف جوس” موضوع مجموعته الجديدة من معرض الدروع، في متحف الجيش “ليه انفاليدز” في باريس، حيث اتخذ من التركيب البنائي والمفاصل القوية والدرع الذي يحتضن الجسم ويغلفه عناصر جمالية ترجمها بشكل أنثوي مغرٍ وأسلوب عصري حديث وعملي، وكأن المصمم أراد أن يستحضر استشراقات من زمن القرون الوسطى، كالقرن الخامس عشر والسادس عشر وطراز دروع الفرسان آنذاك ويقدمها بشكل جديد فيه حداثة ومعاصرة، مضمنا إياها الكثير من الألق المعدني، والخطوط المحددة للجسد، وشيئا من جلد الثعبان، وتلك القطع البراقة التي تتشبث بالصدر، مع تخريم مغوي من خامة الجبير والدانتيل، أو طبقات متعددة وهشة من قماش الأورجانزا الشنجان، ليجمع القوة مع الضعف، والتعقيد مع البساطة، والثقل مع الخفة والهشاشة، فيرسم هيكلة ذكورية بحس أنثوي سلس وناعم، في ملحمة جميلة من “الحب والحرب”. فضل “جوس” أن يستقبل خريف وشتاء 2011/ 2012 بمزاج معتدل يشوبه شيئا من الكآبة والانكفاء، حيث اختار لباقته هذه مسطرة من الألوان الكلاسيكية الأساسية، تلك التي تشي بشيء من الكياسة والترفع، لينطلق مع قتامة الأسود الحالك، ورزانة الأزرق النيلي، وحيادية الرمادي المطفي، ثم يفتح شيئا فشيئا مع برودة المعدن الفضي، بريق الذهبي الغني، عاجية البيج الكريم، مع بعض من حمرة النبيذي الملكي، وكأنها مقطوعة موسيقية تبدأ هادئة وحزينة لتعلو تصاعديا بفرح وغبطة، منفذا فكرته الألمعية بخامات وأقمشة وثيرة ومترفة، من الجلود اللامعة خاصة التمساح والثعبان، والتويد المنسوج، الحرير الطبيعي، الأورجانزا الشنجان، الجبير المخرم، مع الشيفون الرقيق، وبإضافة لمسات خفيفة من الريش هنا وهناك، أما الإكسسوارات والمجوهرات التي صاحبت المجموعة فقد ظهرت مقننة ومحدودة، فلم يشأ المصمم أن يبالغ أو يسرف بوجودها، مدركا بذكاء عدم ضرورة زخرفتها الزائدة لطرازه الأنيق والبسيط في آن واحد، فثراء الخامات وبداعة الخطوط عنده حقق له كل ما ينشده ويبتغيه. قطع منتقاة لم يزين “جوس” عارضاته الجميلات إلا بقطع منتقاة وضرورية من الإكسسوارات الجلدية، حيث ظهرت بعض من الأحزمة الجلدية المبتكرة، مع العديد من الأحذية الحريرية العالية، والجوارب السوداء الشفافة، و شيئا يسير من القلائد الناعمة والأقراط اللؤلؤية الراقية.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©