هناك من أبناء هذا الجيل ممن استثمروا طاقاتهم استثمارا حقيقياً فاستحقوا الدعم والثناء الكبيرين· وها هي إيمان خميس الكعبي، الطالبة بمدرسة أم كلثوم للتعليم الثانوي، فتاة إماراتية من أسرة بسيطة لا يتجاوز عمرها الثامنة عشرة، يضرب بها المثل في مدرستها وبين إخوتها كمثال جيد في تحصيلها الدراسي وقدراتها على التمثيل والتحدث بالإنجليزية وغيرها من الطاقات الجميلة·
تقول الكعبي:'' منذ أن كنت في الصف الرابع بدأت أكتب الخواطر البسيطة التي تشبه الشعر، واستمريت حتى أصبحت الآن أكتب الشعر باللغتين العربية والإنجليزية، فقد كتبت في حب الوطن والأم وغيرها من المواضيع حتى أصبح رصيدي يتجاوز المائة قصيدة · وقد نشرت منها في مجلة المدرسة· وفزت بمسابقة أجمل قصيدة باللغة الإنجليزية عن مسابقة شاركت فيها في جامعة الإمارات وقد جعلت دراسة الترجمة حلمي الذي أنوي تحقيقه بإذن الله بعد الثانوية العامة''·
وتضيف:'' أنني أعشق التمثيل بالعامية والفصحى والإنجليزية، وقد شاركت كثيرا ضمن مسرحيات أقامتها المدرسة بأدوار أساسية، وفزنا بها على مستوى المنطقة، ومن شدة حبي للنص أستطيع أن أرتجل إذا نسيته أثناء العرض، كما أنني معجبة بمسرحيات شكسبير التي تمثل نصوصها عبر أفلام أجنبية أتابعها عبر شاشة التلفاز، وقد حصلت على كثير من شهادات التقدير عن تفوقي ومشاركاتي في الإذاعة والتمثيل وانضباطي والتزامي بقوانين المدرسة ولقبت كذلك ب''الطالبة الذهبية'' نتيجة لعمل تطوعي قمت به في معسكر المناصير لجمع التبرعات وكذلك لقبت بالطالبة المثالية لسنتين متواليتين في المدرسة ''
كما تعمد الكعبي إلى تعلم لغات أخرى غير الإنجليزية عبر دراستها من مواقع في شبكة الإنترنت مثل اللغة الفرنسية واليابانية، واشترت قواميس خاصة بها، وكلما وجدت لديها وقتا غير الدراسة ومتابعة دروس إخوتها فهي أكبرهم وعندما تنتهي من تدريسهم تبدأ بحفظ المصطلحات من اللغات الأخرى ومعانيها بالعربية·
وتثني الكعبي على والدها الذي يشجعها على ذلك وتقول :'' عندما أخرج مع أسرتي إلى دبي يشجعني والدي على الحديث مع الأجانب لتقوية لغتي وإثرائها، كما أنني أخصص يوما في الأسبوع بالإتفاق عليه مع والداي وإخوتي تكون فيه لغة التواصل بيننا الإنجليزية، ومن يتحدث غيرها نرفضه ونعرض عن التحدث معه''·
وتبين الكعبي مدى سعادتها عندما يأتي زائر أجنبي لمدرستها التي تتبع نظام الشراكة، حيث تواجه الطالبات صعوبة في فهم ما يقوله الزائر وتقف هي وتترجم للطالبات بالعربية ما يقوله هذا الزائر· كما وتملك الكعبي رغبة جامحة منذ ثلاث سنوات تدعوها لجمع العملات القديمة ومن مختلف الدول، وبالذات العملة الإماراتية القديمة، ولعلها بدأت ذلك منذ أن كان والدها يسافر إلى دول مختلفة فتحتفظ بالعملات التي كان يحملها·
وتفضل الكعبي أن تستثمر وقتها في العطلة الصيفية بالتسجيل في دورات تصقل شخصيتها وتنميها حيث أنها حصلت على رخصة القيادة الدولية (ICDL) للحاسوب ، ضمن دورة التحقت بها في جامعة الإمارات · كما ومثلت الكعبي مدرستها في حملة التبرعات لصالح أبناء غزة والتي كانت تحت رعاية الشيخة جواهر القاسمي، حيث تولت الكعبي عملية الإعلان عنها بالتعاون مع إدارة المدرسة ومعلماتها حيث قامت الكعبي بالإعلان عنها في الإذاعة المدرسية وإلقاء الكلمات الخطابية التي كتبتها بنفسها على مسامع الطالبات لتشجيعهن على التبرع كما وعملت جاهدة بمساعدة زميلاتها الطالبات على جمع هذه التبرعات والتي انتهت بجمع 10000درهم وهذه نتيجة لم تكن متوقعة على حد تعبير الكعبي · وتعتبر الكعبي حبها لكتابة الشعر أنه متوارث من والدها الذي كان يكتب الشعر في شبابه وكذلك جدتها·
وتعتقد الكعبي أن على كل إنسان أن ينمي نفسه وقدراته بكل الوسائل الممكنة وأن يكون إنسانا طموحا وصاحب هدف يعيش لأجل تحقيقه ·
ويوضح والدا إيمان ومريم أنهما فخوران بهما ويعملان جاهدين على تعزيزهما وتنمية مواهبهما ويسعيان لتوفير كل ما من شأنه أن يدفعهما في طريق التميز والإبداع·
عدد اليوم
