الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ماريا ساند: لقب الهداف لن يخرج من خزائن العين

ماريا ساند: لقب الهداف لن يخرج من خزائن العين
24 أكتوبر 2010 22:53
في عهود سابقة لم يكن من السهولة بمكان قياس تفاعل الرأي العام مع الأخبار والتحقيقات الصحفية، ولم يكن ممكناً معرفة أيها أكثر قراءة واطلاعاً، إلا ان ثورة الإنترنت أحالت هذه الحقيقة التاريخية إلى التقاعد، فقد أصبح متاحاً وبسهولة تامة قياس وتحديد نوعية المواد الإعلامية الأكثر جاذبية، حيث تشير الإحصائيات المستقاه من المواقع الرسمية للمؤسسات الصحفية والكيانات الإعلامية عربية كانت أو عالمية إلى ان “الجانب الآخر” في حياة النجوم يكتسح وبلا منازع صدارة المواد الأكثر جاذبية، وثمة حقيقة أخرى تقول ان صحافتنا الرياضية ولأسباب تتعلق بالموروث الاجتماعي والعادات والتقاليد لا تقترب كثيراً من الحياة الخاصة للنجوم.?ومن هذا المنطلق رأت “الاتحاد” خوض غمار التجربة للكشف عن تفاصيل حياة نجوم دورينا وخاصة الأجانب خارج الملاعب.?فكيف ترى عائلة وزوجة هذا النجم أو ذاك الحياة في دولتنا؟ وكيف كانت فكرة ما قبل القدوم؟ وكيف أصبحت الآن؟ وما مدى ارتباطهم بتفاصيل المنافسات الكروية في دورينا؟ هذه التساؤلات وغيرها ستكون محوراً لاستضافة زوجات وعائلات النجوم.? في المدينة الخضراء كانت محطتنا مع مسيرة ساند الناجحة في العين التي اعادت إلى البنفسج لقب هداف الدوري بعد غياب دام 15 عاماً، ولعل استمرار تسجيل الأهداف والتألق هذا الموسم أشعل فينا الفضول لملاقاة النصف الآخر المسؤول عن هذا النجاح والداعم الدائم لمسيرة اللاعب الملفتة. كانت وقفتنا مع الارجنتيني خوسية ساند هداف دوري المحترفين في الموسم الماضي والذي يعتبره البعض من أفضل الهدافين الذين مروا على الدوري الإماراتي، صاحب الثلاثين عاماً وهداف الدوري في الموسم الماضي برصيد 20 هدفاً، حيث يشاركه الأسطورة مارادونا في هذا الرقم، تألق وأبدع في الموسم الماضي وقدم أداءً ملفتاً ومعدل تهديفي كبير جعله هداف العرب، ليبقى هذا اللقب في الإمارات للموسم الثاني على التوالي. بابتسامة عريضة وبضحكة لا تفارق الشفاه، استقبلتنا عائلة ساند المكونة من زوجته ماريا ساند وابنهم الصغير بنجامين، والذي سيكمل العامين بعد أيام قليلة، وتحدثنا إلى ماريا في كل التفاصيل في الوقت الذي امتلأ المنزل بضحكات وحوية ونشاط بنجامين الذي لم يهدأ لدقيقة فصوت ضحكاته ومداعبته المتواصلة لكرة قدم صغيرة اضفى على الحوار رونقاً آخراً. في بداية الحديث، عبرت ماريا عن سعادتها بتتويج زوجها بلقب هداف دوري المحترفين في الموسم الماضي واستعادة فريق العين هذا اللقب بعد غياب دام 15 عاماً، إلى جانب استمرار زوجها في الحصول على لقب الهداف حتى بعد احترافه خارج الارجنتين مما يوضح أنه لايزال قادراً على العطاء وزيارة شباك الخصوم باستمرار. وأوضحت أن هدفهم في هذا الموسم استمرار ساند في التهديف والحصول على اللقب للمره الثانية على التوالي، حيث قالت: “عندما لا يسجل ساند في مباراة ما، فإنه يأتي للمنزل مشدود الأعصاب ويقوم بمشاهدة المباراه مرة أخرى ويتحسر على الفرص التي أضاعها، زوجي يملك العزيمة وسيحقق اللقب في هذا الموسم أيضاً. وتضيف باسمة : “ان شاء الله”. وعن سر هدوء ساند طوال المباراة وانفجاره بعد تسجيل الهدف، ذكرت ماريا “إن زوجها هادئ الطباع ولا يحب الحديث مع الحكام أو لاعبي الفريق الخصم. فهو يسعى دائماً بأن يكون في قمة تركيزة بالملعب، وفي حالة حصول أي مضايقات من قبل أي طرف في المباراة فإنه يحاول أن يتجاهلها ويركز فقط على مساعدة فريقه في الفوز بتسجيل الأهداف، ولكن عندما يسجل الهدف فإنه يصرخ ويتحمس لتفريغ كل المشاعر التي حبسها بداخله طوال المباراة”. أوضحت ماريا سبب تخوفهم في بداية الأمر من قبول عرض العين عدم معرفتهم بمستوى كرة القدم في الإمارات، وما اذا كان ساند سيتعود على أجواء كرة القدم هنا. ولكن بعد الانخراط مع المجموعة وخوضه بعض المباريات شعرت أنه يمكنهم التأقلم والعيش في الإمارات، وأن تجربة ساند ستكون ناجحة في الإمارات وسيكون أحد أبرز اللاعبين. ذكرت ماريا بأنها مسؤولة عن الحفاظ على الروتين ذاته لزوجها قبل كل مباراة، فهي تحرص دائماً على تواجد “الكاب” الذي يتفاؤل به ساند قبل كل مباراة، كما تساعده أيضاً في المحافظة على تركيزه ولا تشغله بأي أمر عائلي بحيث تنتظر حتى انتهاء المباراة وعودته إلى المنزل. سكة الانتصارات تحرص ماريا على التواجد دائماً خلف زوجها في كل مباراة يخوضها مع فريقه العين وفي كل ملاعب الدولة، فحضورها للملعب لا يقتصر على ملعب القطارة فقط، حيث بأنها لا تتابع سوى مباريات العين ولا تشاهد الدوري الإماراتي ولا أي دوري آخر، فهي فقط تتابع مباريات الفرق التي يلعبها ساند. وأكدت بأن العين هذا الموسم أفضل من الموسم الماضي على الرغم من الإصابات والغيابات التي يعاني منها الفريق، فالروح الجماعية والعمل كفريق واحد أبرز ما يميز الفريق وهو ما نجح المدرب المواطن عبدالحميد المستكي بغرسه في نفوس اللاعبين. وعلى الرغم من نتائج العين المتواضعة في الجولات الاخيرة، تقول ماريا: “العين قادر على العودة من جديد، وهذا هو هدفنا أنا وزوجي في هذا الموسم. أنا دائماً أتحداه بأن يكون الأفضل ويقدم مستوىً مميزا ويحرز البطولة مع زملائه”. وأكدت ماريا بأن زوجها يتحمل مسؤولية أكبر في هذا الموسم، فهو الأجنبي الوحيد الذي شارك مع الفريق منذ بداية الموسم وهو أكبر لاعبي الفريق سناً. وأضافت: “في الموسم الماضي كان فالديفيا وإيميرسون يشاركون ساند مسؤولية الارتقاء بالفريق لمستويات أفضل وتحقيق الانتصارات كونهم أجانب الفريق ولكن بعد رحيلهما أصبح ساند وحيداً في تحمل المسؤولية ولكنه مستعد وقادر على ذلك. وأشادت بأداء لاعبي فريق العين الشباب في هذا الموسم. وذكرت بأن هناك العديد من المواهب المميزة التي ستسطع قريباً في سماء الكورة الإماراتية وسيرتقون بفريق العين إلى منصات التتويج. وعن أكثر موهبة لفتت نظرها، قالت ماريا: اللاعب “عموري” فهو مميز وصانع ألعاب من الطراز الرفيع، على الرغم من صغر سنه وقلة خبرته إلا أنه استطاع أن يسد الفراغ الذي تركه فالديفيا وبنحاج. صداقات عائلية لم تخف ماريا تعلقها الشديد بابنها الصغير والوحيد بنجامين، حيث ذكرت بأنها قليلة الخروج من المنزل ولا تستهويها الحياة الاجتماعية في الوقت الحالي بقدر ما يهمها أن ترعى ابنها طوال اليوم ولا تهمله لدقيقة واحده ولو كان ذلك على حساب حياتها الخاصة. وعندما تحصل ماريا على بعض الوقت للخروج مع الأصدقاء، فهناك عائلتين فقط تعرفت عليهم في الفترة الأولى من تواجدها في مدينة العين وذلك بسبب قلة متحدثي الأسبانية في الإمارات، فهناك عائلة أرجنتينية تعمل في أحد مستشفيات العين وعائلة كوبية تسكن بالقرب منهم حيث تحرص على زيارتهم أو الخروج للتسوق معهم مع مرافقة ابنها الصغير في كل تلك المشاوير. وعن البرامج التي تشاهدها في التلفاز في الفترة الطويلة التي تقضيها في المنزل، قالت ماريا ضاحكة: أنا لا أتابع سوى أفلام الكرتون مع ابني طوال اليوم، فأنا مجبورة على ذلك. مسجد زايد الكبير أذهلني العين (الاتحاد) - عبرت ماريا عن إعجابها الشديد بالإمارات ورغبتها في العيش هنا لوقت أطول، حيث أكدت أنهم يشعرون بالأمان والاستقرار أكثر مما كانوا يشعرون به في الارجنتين، فالأرجنتين غير آمنة حالياً للعيش فيها على حد قولها. وذكرت بانها قامت بزيارة مدينتي أبوظبي ودبي عدة مرات وأعجبت بهما وبالأماكن السياحية المميزة، ولكن أكثر ما أعجبها هو مسجد الشيخ زايد الكبير حيث وصفته بالمذهل. «عشق الزعامة» العين (الاتحاد) - لا يخلو بيت ساند من شالات وأعلام نادي العين، وفي كل زاوية من زوايا المنزل تجد ما يدل بأن من يقطن في هذا المنزل محب وعاشق لهذا الصرح الكبير. واكثر ما لفت نظرنا هو امتلاك الصغير بنجامين لبعض الألعاب التي تحمل شعار نادي العين، فكما يبدو ، عشق الزعيم يولد منذ الصغر. على هامش الحوار فاجأتنا ماريا عندما ذكرت أنها كانت تكره كرة القدم قبل زواجها من ساند، فهي كانت مشغولة بدراستها الجامعية وبعيدة كل البعد عن أي نوع من أنواع الرياضة. ولكن بعد زواجها من ساند أحبت اللعبة وأصبحت تشاهد إلى جانبها ألعاب أخرى ككرة الطائرة ولكنها اعترفت بأنها لا تفهم كثيراً في كرة القدم لذلك تجنبنا طرح أسئلة فنية عليها. تقضي عائلة ساند أوقات فراغها في تعلم اللغة الإنجليزية، ففور وصولهم إلى الإمارات أدركوا بأن تعلم اللغة الإنجليزية ضروري جداً للتأقلم السريع والعيش في الإمارات خاصة أن متحدثي اللغة الإسبانية في الدولة قليلون. تقضي ماريا بعضا من أوقات فراغها القليلة في التسوق والمشي في حدائق مدينة العين الكثيرة، حيث تجد ماريا مراكز التسوق في الإمارات “مذهلة” يستطيع الفرد فيها التسوق والجلوس في المقاهي المتنوعة والاستمتاع بأنواع الطعام المختلفة. منذ وصولها للإمارات، تذوقت ماريا العديد من الأصناف العربية والخليجية التي أعجبتها كثيراً خاصة تلك التي لا تحتوي على الفلفل، حيث ذكرت بأنها لا تحب الأكل الحار وتفضل المشاوي وبالأخص الشيش طاووق. العين آمنة ومن بحث في الإنترنت ليس كمن رأي العين (الاتحاد) - تحدث ماريا عن العيش في مدينة العين، فذكرت بأن العين آمنه وخالية من التعقيدات حيث يخرج ابنها بنجامين للعب خارج المنزل دون أن تقلق عليه، إضافة بأن الشعب هنا لطيف للغاية ويقدم لهم المساعدة وقتما احتاجوها ولا يتدخل في خصوصيات العائلة. أكثر الأماكن التي تقصدها ماريا هو البوادي مول لأن ابنها بنجامين يحب أن يلعب هناك. واكدت بانها تفاجأت عند وصولها للإمارات حيث لم تكن تعرف أي معلومات عن البلد ولم يسبق لأحد من معارفها أن زار الإمارات يوماً، وعلى الرغم من أنها قامت ببعض البحث عبر الانترنت إلا أن المشاهدة على الطبيعة تختلف كثيراً عن الصور. خسرنا المونديال وموعدنا كوبا أميركا العين (الاتحاد) - تابعت ماريا كأس العالم الأخيرة كغيرها من الأرجنتينيين المتلهفين لبطولة قارية غابت عنهم منذ أكثر من 18 عاماً. وعبرت عن حزنها الشديد وخيبت أملها بخسارة المنتخب الأرجنتيني “الثقيلة” من نظيره المنتخب الألماني في الدور ربع النهائي من البطولة. وقالت: “كنا طموحين جداً بالفوز لأن الفريق يقوده مارادونا أحد أفضل اللاعبين في العالم ولأن المنتخب قدم أداءً مميزاً في المباريات التي سبقت مباراة الخروج، حزنا كثيراً بعد الخروج ففريقنا يملك كل المقومات التي تأهله للحصول على البطولات”. وتؤكد ماريا ترشُح المنتخب الأرجنتيني للحصول على بطولة كوبا أميركا التي ستقام الصيف القادم في الأرجنتين، فمنتخب الأرجنتين دائماً ما يكون من أبرز المرشحين عندما يدخل أي بطولة فهو يملك أبرز اللاعبين في العالم أمثال ميسي وتيفيز. ولكن لم تؤكد ماريا أن اللقب سيذهب لراقصي التانجو، حيث قالت: “لا أستطيع أن أقول بأن اللقب سيكون من نصيبنا، فهم دائماً ما يكونون مرشحين ولا يحصلون على البطولة، إضافة إلى أن المنتخب الأرجنتيني يعاني من عدم الاستقرار حالياً”. ولم تخف ماريا إعجابها الشديد باللاعب ليونيل ميسي نجم المنتخب الأرجنتيني ونادي برشلونة الأسباني، فقد أكدت بأن ميسي سيكون أسطورة الأرجنتين القادمة بعد مارادونا، فهو لاعب مميز للغاية ويملك جميع المقومات. جمهور العين.. نهكة خاصة ومذاق مختلف امتدحت ماريا حضور جماهير العين في الملعب، حيث ذكرت أنها تسعد عندما تسمع أصوات الجماهير وهتافاتهم التي تهز أركان النادي وتضيف نكهة خاصة للمباراة، وتمنت أن يزداد عدد الحضور الجماهيري بشكل أكبر في الجولات المقبلة حتى تقدم الجماهير دافعاً معنوياً قويا للاعبين للعودة من جديد إلى سكة الانتصارات. وذكرت ماريا بأنهم كانوا متخوفين في بداية الأمر من تفاعل الجمهور معهم وكيف ستكون معاملتهم لهم، ولكن بعد فترة قليلة وجدوا بأن جمهور العين رائع حيث تفاعلوا مع ساند بصورة سريعة وأخذوا يهتفون باسمه من على المدرجات ويشجعونه باستمرار حتى ولو لم يسجل في المباراة. وأضافت قائلة: “أصبح الجمهور يعرف ساند جيداً الآن وهو يعرفهم أيضاً، وعندما نصادفهم في الأماكن العامة لا نسمع منهم سوى كل مديح وثناء”. (الاتحاد)
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©