الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

متمردو الكونجو··· نتائج محدودة لـ العملية المشتركة

متمردو الكونجو··· نتائج محدودة لـ العملية المشتركة
23 فبراير 2009 00:43
يود المحارب ''جوزيف كاريجي'' تسليم سلاحه والعودة إلى رواندا قبل وقتٍ كافٍ من ارتداد بندقيته إلى نحره ورفاقه المحاربين في صفوف مليشيات قبيلة الهوتو· وحتى الأسبوع الماضي ظل ''كاريجي'' من المنضوين تحت لواء ''القوات الديمقراطية لتحرير رواندا''، وهي مليشيات الهوتو المتهمة بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، التي شهدت فيها رواندا مصرع ما يزيد على 800 ألف من أفراد قبيلة التوتسي، إلى جانب ضحايا الهوتو المعتدلين عام ·1994 وبمجرد انتهاء المجازر الجماعية فر آلاف ''الهوتو'' إلى جمهورية الكونجو الديمقراطية المجاورة خوفاً من حملات الثأر التي ربما تطالهم· واختبأ هؤلاء في مناطق الغابات الكثيفة التي يصعب اختراقها في جمهورية الكونجو منذ ذلك الوقت· غير أن رواندا -التي لا تزال ترى في تلك الجماعات الهاربة مهدداً وجودياً أمنياً لها- أعلنت الشهر الماضي عن إرسالها لعدد من قواتها إلى الكونجو بهدف القضاء على متمردي الهوتو مرة واحدة وإلى الأبد· وشنت القوات الرواندية والكونجولية معاً هجوماً عسكرياً مشتركاً ضد مليشيات ''القوات الديمقراطية لتحرير رواندا''، على أمل إرغام مقاتلي الهوتو المتبقين، الذين يبلغ عددهم نحو 6 آلاف، على الخروج من الغابات الكثيفة، في طريق العودة مرة أخرى إلى رواندا، حيث تعدهم الحكومية الرواندية التي تسيطر عليها عرقية التوتسي، بفرص عادلة كي يعيشوا حياة جديدة أفضل· ومع اقتراب نهاية العمليات العسكرية المشتركة، صرح المسؤولون الكونجوليون بأنه قد حان للجنود الروانديين أن يعودوا إلى بلادهم بحلول الثامن والعشرين من شهر فبراير الجاري· وبالنظر إلى ما حققته هذه العمليات من أهداف عسكرية، فربما يمكن الحكم إيجاباً بجدواها· وما يرجح صحة هذا الحكم، تزايد عدد المستسلمين من متمردي الهوتو· فمنذ بدء الهجوم العسكري المشترك في 20 من يناير المنصرم وحتى الآن، استسلم ما يزيد على 320 من هؤلاء المتمردين، حسب الإحصاءات الصادرة عن مهمة الأمم المتحدة في الكونجو، المعروفة باختصارات اسمها الفرنسي ''مونوك''· ويمثل هذا الرقم نصف عدد الذين هجروا صفوف مليشيات الهوتو المتمردة خلال العام الماضي· وكان قد أرسلت عائلات حوالي 620 مقاتلاً من صفوف المتمردين إلى رواندا· أما كاريجي، فقد كان من أوائل الذين غادروا صفوف التمرد· ويؤكد كاريجي أن المزيد من المتمردين يلقون أسلحتهم ويستسلمون، إلا إن ذلك ليس خوفاً من العملية المشتركة التي نفذتها القوات الرواندية والكونجولية· وحسب تفسير كاريجي، فإن استسلام وعودة هؤلاء المتمردين، إنما سببهما أن العملية العسكرية المشتركة خلقت حالة من الفوضى، أتاحت لمقاتلي التمرد فرصة للهرب من تلك المليشيات، التي ظلت تهدد مقاتليها بالقتل فيما لو حاولوا الهرب· وعن نفسه يقول ''كاريجي''، فلم أهرب بسبب الرصاص الذي تطلقه القوات الرواندية والكونجولية علينا· فقد كنت أنوي العودة إلى رواندا منذ عدة سنوات· ولكن خوفي كان أن يقبض علي أثناء محاولتي الهروب· وعندها فإن المصير الوحيد الذي تلقاه هو إطلاق النار عليك· وعليه فقد وفرت لنا العملية العسكرية المشتركة هذه، فرصة للمناورة والهروب الآمن· وكان ''كاريجي'' واحداً بين أول 44 عائداً من صفوف المتمردين إلى رواندا في الأسبوع الماضي· وكان هؤلاء قد شحنوا الحافلة التي أقلتهم من معسكر ''موتوبو'' للم شمل الأسر العائدة، بأمتعتهم التي شملت الحقائب والجوالات المعبأة وحتى الوسائد واللحافات· وقد علق البعض على تلك الأمتعة بالقول إنها ترمز إلى استجابة المتمردين للعمليات المشتركة التي شنت عليهم اعتباراً من الأسبوع الثالث في شهر يناير المنصرم· ''فقبل هذه الحرب كان مستحيلاً على أي منا حمل حقيبة ملابسه أو أي متاع يشير إلى نية المغادرة والسفر''· ذلك هو ما قاله ''إيمانويل هيتمانا''، الذي ظل يقيم في أدغال الكونجو منذ عام ·1994 ومضى إلى القول: فقد اعتدنا على أن يكون لنا خط أمامي نبدأ القتال منه، بينما نترك عائلاتنا خلفنا داخل الغابة التي تشكل القاعدة التي ننطلق منها· واليوم لم يعد وجود لهذه القاعدة· وبالنتيجة فنحن نواصل القتال أثناء تحركنا من مكان لآخر· وبينما نحمل نحن الرجال البنادق ونواصل القتال، تتكفل نساؤنا بحمل الأمتعة والأغراض المنزلية، إلى جانب العناية بالأطفال· ويفسر ''هيتمانا'' مرافقة العوائل لهم بالخوف من قوات الحكومة الكونجولية، التي ازداد أفرادها ضراوة وثقة بالنفس منذ بدء العملية المشتركة مع القوات الرواندية· والخوف أن تذهب أنت إلى الخطوط الأمامية للقتال، لتعود إلى عائلتك فتجد أن القوات الكونجولية قد اعتدت عليها· وبسبب جبن المقاتلين الكونجوليين -الذين طالما خشوا مقاتلي المليشيات المتمردة- فإن قتلهم للأطفال والنساء يعني لهم التعبير عن شعورهم بأن في مقدورهم أن يفعلوا شيئاً يلحقون به الأذى والضرر لأعدائهم· وقال ''هيتمانا'' إنه ظل يحاول الفرار إلى رواندا منذ ما يزيد على العامين، وإنه سبق له أن أرسل أحد أبنائه إلى رواندا للالتحاق بالمدرسة قبل ثلاثة أعوام· ولمجرد الاشتباه في عزمه على الفرار من صفوف المليشيات، كان قد اعتقل لمدة أسبوع، ثم أطلق سراحه في العام الماضي· غير أنه تمكن الآن من الهرب بجلده إلى هذا المعسكر التابع لبعثة ''مونوك'' الأممية، بسبب تضييق القوات الرواندية الخناق على المتمردين· وبينما يرى مسؤولون أمميون في تزايد حالات الفرار من صفوف المليشيات، ما يدل على نجاح العملية التي تشارك فيها القوات الرواندية، إلا إن من رأي مراقبين آخرين إن هذه الحالات تكاد لا تساوي شيئاً طالما أن هناك في الأحراش والأدغال، ما لا يقل عن 6 آلاف متمرد من متمردي الهوتو· وبذلك فربما يكون الهجوم المشترك قد أخفق في تحقيق أهم هدف له: طرد المتمردين من الغابات· جينا مور- رواندا ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©