الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انتشار الجهل وكثرة الفساد في الأمة دلالة قرب قيام الساعة

25 يوليو 2013 21:03
القاهرة (الاتحاد) - أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن قلة العلم وفقده وانتشار الجهل في الأمة، حيث يكثر الفساد قبل قيام الساعة، روى أبو موسى وابن مسعود أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل ويرفع فيها العلم ويكثر فيها الهرج»، فمن دلائل النبوة ما أخبر النبي من أنه يكون بين يدي الساعة، ونراه أو نرى بعضه في حياتنا اليوم، وهذا الحاضر كان غيبا أطلع الله عليه نبيه، ليكون شاهدا على نبوته ورسالته. العلم الشرعي ويقول أصحاب السير وأهل التفسير إن ظهور الجهل وقلة العلم الشرعي بين الناس، يكون بقبض العلماء وظهور الرؤوس الجهال الذين يفتون بغير علم، فيضلون ويضلون، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا». قال ابن بطال معنى إن الله لا ينزع العلم من العباد أي أن الله لا يهب العلم لخلقه ثم ينتزعه بعد أن تفضل عليهم ولا يسترجع ما وهب لهم من العلم المؤدي إلى معرفته وبث شريعته وإنما يكون انتزاعه بتضييعهم العلم فلا يوجد من يخلف من مضى فأنذر صلى الله عليه وسلم بقبض الخير كله، وقد رأينا عياناً فقد نقص العلم وظهر الجهل. وقال ابن حجر، المراد من الحديث استحكام ذلك، حتى لا يبقى إلا الجهل الصرف، ولا يمنع من ذلك وجود طائفة من أهل العلم، لأنهم يكونون حينئذ مغمورين في أولئك. اتباع العلماء إن جل الأمة الآن لا يتبعون العلماء، بل يتبعون السفهاء والرويبضات، الذين أخبر عنهم النبي، كما في الصحيح من حديث أبي هريرة، قال عليه الصلاة والسلام: «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الروبيضة قيل: من الرويبضة يا رسول الله؟ قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة». قال ابن العربي، وأما ذهاب العلم، فيكون إما بمحوه من القلوب، وقد كان في الذين قبلنا، ثم عصم هذه الأمة، فذهاب العلم منها بموت العلماء، وقد قال جماعة من الناس إن ذهاب العلم يكون أيضا بذهاب العمل به، فيحفظون القرآن ولا يعملون به فيذهب العلم، والذي عندي أن الوجوه الثلاثة في هذه الأمة، فقد يذنب الرجل حتى يذهب ذنبه علمه، وقد يقرأه ولا يعمل به، وقد يقبض بعلمه فلا ينتفع أحد به، أو يمنع من بثه فيذهب لوقته. وقال القرطبي، وأما قلة العلم وكثرة الجهل فذلك شائع وفي جميع البلاد ذائع، أعني برفع العلم وقلته ترك العمل به، ويقول الحافظ النووي إن المراد بقبض العلم في الأحاديث ليس محوه من صدور حفاظه ولكن معناه أن يموت حملته ويتخذ الناس جهالاً يحكمون بجهالتهم فيضلون ويضلون. وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري، يتقارب الزمان أي نزع البركة من كل شيء حتى من الزمان، والمراد نقص علم كل عالم، بأن يطرأ عليه النسيان مثلاً وقيل نقص العلم بموت العلماء، فكلما مات عالم في بلد ولم يخلفه غيره، نقص العلم من تلك البلد، وقد يبخل العالم بعلمه فيترك التعليم والفتوى، ويبخل الصانع بصناعته حتى يترك تعليم غيره، ويبخل الغنى بماله حتى يهلك الفقير. الكتاب والسنة وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال ما لي أرى علماءكم يذهبون، وجهالكم لا يتعلمون، فتعلموا قبل أن يرفع العلم، فإن رفع العلم ذهاب العلماء، وقد وقع ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم في زمان من قبل، وظهر مصداق هذا كله في زماننا ولم يبق العلم إلا في أناس قليل. والمراد بالعلم علم الكتاب والسنة وهو العلم الموروث عن الأنبياء عليهم السلام، فإن العلماء هم ورثة الأنبياء وبذهابهم يذهب العلم وتموت السنن وتظهر البدع ويعم الجهل، وأما علم الدنيا فإنه في زيادة وليس هو المراد في الأحاديث، بدليل قوله صلى الله عليه وسلم: «فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا»، ولا يزال العلم ينقص والجهل يكثر حتى لا يعرف الناس فرائض الإسلام. والعلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وتابعيهم وأئمة العلم والهدى من بعدهم هجره الأكثر وقل الراغبون فيه والمعتنون به.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©