الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زيد بن حارثة تبناه النبي قبل النبوة وزوجه ابنة عمته زينب

26 يوليو 2013 02:48
أحمد مراد (القاهرة) ـ هو زيد بن حارثة بن شراحيل من بني قضاعة، وكان قد وقع في الرق في الجاهلية، فاشتراه حكيم بن حزام لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها من سوق حباشة، وهي سوق بناحية مكة كانت مجمعا للعرب يتسوقون بها في كل سنة، وبعد ذلك وهبته خديجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتبناه رسول الله قبل النبوة، وهو ابن ثماني سنين. ويروى أن أباه وعمه كعب قدما إلى مكة لفدائه، فسألا عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل: هو في المسجد فدخلا عليه فقال: يا ابن عبد المطلب يا ابن هاشم يا ابن سيد قومه أنتم أهل حرم الله وجيرانه تفكون العاني وتطعمون الأسير جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه. قال: «ومن هو؟» قالوا: زيد بن حارثة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فهلا غير ذلك»، قالوا: وما هو قال: «ادعوه فأخيره فإن اختاركم فهو لكم وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من اختارني أحدا». قال: قد زدتنا على النصف وأحسنت فدعاه فقال: «هل تعرف هؤلاء؟» قال: نعم. قال: من هذا؟ قال: هذا أبي. وهذا عمي. قال: «فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما». قال زيد: ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني مكان الأب والعم. فقال أبوه: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وعلى أهل بيتك! قال: نعم قد رأيت من هذا الرجل شيئاً. ما أنا بالذي أختار عليه أحداً أبداً. فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك أخرجه إلى الحجر فقال: «يا من حضر. اشهدوا أن زيداً ابني يرثني وأرثه». فلما رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفساهما فانصرفا، ودعي زيد بن محمد حتى جاء الإسلام فنزلت آية: «ادعوهم لآبائهم». فدعي يومئذ زيد بن حارثة. وبعد أن تبناه الرسول صلى الله عليه وسلم زوجه ابنة عمته زينب بنت جحش، ويروي قصة زواجه من زينب عمر بن عثمان الجحشي عن أبيه قائلاً: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكانت زينب بنت جحش ممن هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت امرأة جميلة فخطبها الرسول لزيد بن حارثة، فقالت: لا أرضاه وكانت أيم قريش. فقال النبي: فإني قد رضيته لك، فتزوجها زيد. وبعدها انتشرت في المدينة تساؤلات كثيرة: كيف يتزوج محمد مطلقة ابنه زيد؟ فأجابهم القرآن ملغياً عادة التبني ومفرقاً بين الأدعياء والأبناء حيث قال تعالى: (مَا كانَ مُحَمْد أبَا أحَدٍ مِنْ رِجَالِكُم، وَلكِن رَسُول اللّهِ، وخَاتِم النّبِيّين)، «الأحزاب: الآية 40». جعله رسول الله على رأس جيش الأمراء. فقال: عليكم زيد بن حارثة، فإن أصيب زيد فجعفر فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة. فوثب جعفر فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما كنت أرغب أن تستعمل علي زيدا. فقال: امض فإنك لا تدري في أي ذلك خير. فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وأمر أن ينادى الصلاة جامعة فقال: ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي انطلقوا فلقوا العدو فأصيب زيد شهيداً ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب حتى قتل شهيداً ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فثبتت قدماه حتى قتل شهيداً ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء هو أمر نفسه ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضبعيه ثم قال اللهم هو سيف من سيوفك انتصر به فمن يومئذ سُمي خالد بن الوليد سيف الله، وسميت هذه الغزوة بغزوة «مؤتة»، وكانت في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة، وقتل زيد يومئذ وهو ابن خمس وخمسين سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©