الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن الظن بالله يستلزم الإخلاص في العمل والعبادات

25 يوليو 2013 21:04
أحمد شعبان (القاهرة) - حسن الظن بالله عمل قلبي عظيم المنزلة والأثر في الدين وله عاقبة حسنة والمؤمن مفتقر إليه في علاقته بربه ومكابدته لأمور معاشه وتعامله مع الناس قال الله تعالى: «وأحسنوا إن الله يحب المحسنين» أمر بأن نحسن بالله تعالى الظن وكان سعيد بن جبير يقول: أللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك». ويقول الدكتور صبري عبدالرؤوف أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر: من الأحاديث عن حسن الظن بالله ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى: «أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة» وفي رواية لمسلم: «وأنا معه حين يذكرني وإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم» هذا الحديث يدل على مضاعفة الله للعبد ثواب أعماله وسعة فضل الله تعالى على عباده وترجيح جانب الرجاء على جانب الخوف وحسن الظن بالله تعالى وأن الله عز وجل لا يرضى لعباده إلا الخير. الإصرار على المعصية ويقول الله عز وجل: «أنا عند ظن عبدي بي»، أي أن الله قادر على أن يعمل به ما يظن أنه عامله به فإن ظن المسلم أن الله سوف يعفو عنه ويغفر له فله ذلك وإن ظن أن الله سيعاقبه ويؤاخذه فله ذلك، ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في العبادات موقنا بأن الله يقبله ويغفر له لأنه وعد بذلك والله لا يخلف الميعاد فإن اعتقد أو ظن خلاف ذلك فهو آيس من رحمة الله تعالى وهذا من الكبائر، ومن مات على ذلك وكل إلى ظنه بأن يكون العبد قائماً بما طلب منه وأما ظن المغفرة مع الإصرار على المعصية فذلك محض الجهل والغرور. وحسن الظن المعتبر يستلزم حسن العمل وإلا فهو الطمع المذموم الذي يورد صاحبه التهلكة ومعنى: «وأنا معه إذا ذكرني» أي أن العبد حين يذكر الله تعالى فالله معه بالرحمة والتوفيق والهداية والرعاية والإعانة فهي معية خاصة غير المعية العامة الواردة في قوله تعالى: «ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم»، سورة المجادلة: الآية 7، فإنها المعية بالعلم والإحاطة. الثناء والوعد و(فإن ذكرني) بالتنزيه والتقديس والتعظيم «في نفسه» بالقلب أو باللسان سراً «ذكرته» أي أثبته ورحمته وآمنته إن كان خائفاً وآنسته إن كان مستوحشاً «في نفسي» دون أن أعلنه للملائكة أو غيرهم «وإن ذكرني في ملأ» أي أمام جمع وهم يستمعون عظمة الله تعالى وجلاله ونعمه وكل ما يليق به «ذكرته في ملأ خير منهم» وهم الملأ الأعلى أي أن الله تعالى يذكره بحسن الثناء والوعد بالجزاء مسمعا بذلك الملائكة وغيرهم وهذا فخر دونه كل فخر ولا يلزم من ذلك تفضيل الملائكة على بني آدم لاحتمال أن يكون المراد بالملأ الذين هم خير من ملأ الذاكر الأنبياء والشهداء فلم ينحصر ذلك في الملائكة، وأيضاً فإن الخيرية إنما حصلت بالذكر والملأ معاً فالجانب الذي فيه رب العزة خير من الملأ الذي ليس فيه بلا شك فالخيرية حصلت بالمجموع وقوله: (وإن تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة)، فمن تقرب إلى الله بطاعة قليلة جازاه الله بمثوبة كثيرة وكلما زاد في الطاعة زاد الله في ثوابه وإن كان إتيان العبد لله بالطاعة على التأني فإتيان الله عز وجل له بالثواب على السرعة. انتظار الفرج ومن أفضل العبادة انتظار الفرج وهو من حسن الظن بالله عز وجل وحسن الظن بالله حقيقته أن يظن العبد بالله خيراً ورحمة وإحسانا في معاملته ومجازاته أحسن الجزاء في الدنيا والآخرة واعتقاد ما يليق بالله تعالى من أسماء وصفات وأفعال وما تقتضيه من آثار جليلة كاعتقاد أن الله تعالى يرحم عباده المستحقين ويعفو عنهم إذا تابوا وأنابوا ويقبل منهم طاعاتهم وعبادتهم والاعتقاد بأن الله تعالى له الحكم الجليلة فيما قدره وقضاه وإحسان الظن بالله لابد معه من تجنب المعاصي حتى يأمن الإنسان مكر الله. يقين المسلم بقبول الدعاء حسن الظن بالله يكون إذا دعا المسلم ربه وهو على يقين بأن الله سيقبل دعاءه كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة»، وإذا تقرب الإنسان إلى الله بعمل صالح فهو مؤمن بأن الله يتقبل عمله ويرفعه قال تعالى: (إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)، والله يقبل توبة العبد إذا أذنب وتاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©