الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

بطاريات الكمبيوتر تهدد عرش سوني

29 أغسطس 2006 00:39
إعداد - عدنان عضيمة: ارتبط اسم ''سوني'' في أذهان الناس بالجودة العالية والدقة في الأداء حتى أصبح اسمها مضرب الأمثال في اليابان إلا أن المشاكل الأخيرة التي ظهرت في بطاريات الكمبيوتر المحمول التي تصنعها شركتا ''ديل'' و''آبل'' جاءت لتهزّ الأركان التي تستند إليها هذه السمعة الطيبة· وكانت شركة ''ديل'' أعلنت قبل بضعة أيام عن حملة ضخمة لاستعادة 4,1 مليون بطارية· وتعد هذه أضخم عملية لاستعادة الكمبيوترات المعابة في التاريخ وخاصة بعد أن تبعتها شركة ''آبل'' وأعلنت عن استعادة 1,8 مليون بطارية من التي تصنعها سوني وتشغّل حواسيبها الدفترية· وتأتي عملية الاستعادة هذه في وقت حساس لمجموعة ''سوني'' ولرئيسها هوارد سترينجير الذي يتعرض الآن لضغوط قاسية بسبب هذه الأزمة· وتقول أوساط مقربة من ''سوني'' إنها باتت تعاني من مشاكل أساسية تكمن في أنها تحولت بين عشية وضحاها إلى ''شركة بيروقراطية''؛ وتميزت تحركاتها مؤخراً بالبطء الشديد فيما يتعلق للتصدي للمشاكل التي تواجهها، وباتت تفتقد للمسة التواصل والتأقلم مع الأسواق· وكانت المهمة الأساسية التي حددها السير هوارد لإصلاح حال الشركة تكمن في تحطيم الحواجز التي تمنع موظفي الأقسام المتباعدة للمجموعة من التعاون مع بعضهم البعض، والانطلاق في تنفيذ مشاريع ابتكار أجهزة ومنتجات إلكترونية جديدة يمكنها أن تعيد لهذه الشركة العملاقة سمعتها· وظهرت بعض البوادر الضعيفة التي توحي بأن الشركة اليابانية بدأت تستعيد قدرتها على المبادرة؛ وخاصة بعد أن سجلت نمواً مهماً في حجم مبيعاتها من أجهزة التلفزيون عقب طرح سلسلة ''برافيا'' ذات شاشة الاستظهار التي تعمل بتقنية البلورات السائلة، كما سجلت أيضاً تحسناً ملحوظاً في مبيعات بقية الأجهزة التي تشتهر بصناعتها· إلا أن مشكلة البطاريات المعابة دفعت الخبراء والمستهلكين على حد سواء للتساؤل عما إذا كانت الشركة فقدت بالفعل القدرة على التحكم بنوعية هذه المنتجات· وليست عملية استعادة البطاريات التي أعلنت عنها الشركة قبل أيام هي الأولى من نوعها؛ ففي عام 1997 عمدت ''سوني'' إلى إطلاق حملة عالمية لاستعادة بطاريات معابة بعد بيعها إلى المخازن بسبب تسرب المحلول الكيميائي من داخلها؛ وفي عام 1999 عمدت إلى استعادة بطاريات شوارد الليثيوم التي تستخدم في تجهيزات البث الإذاعي والتلفزيوني لأسباب مشابهة· وفي عام 2000 أطلقت حملة أخرى لاستعادة بطاريات معابة مصممة لتغذية جهاز فيديو من نوع ''هانديكام''، كما استعادت أيضاً بطاريات تستخدم في تغذية حواسيب ''كومباك'' الشخصية بعد أن اتضح أنها تسخن أثناء الاستخدام حتى يتصاعد منها الدخان· ونقلت الفاينانشيال تايمز عن دائرة مراقبة جودة المنتوجات الصناعية اليابانية قولها إنها طلبت من شركة ''سوني'' إصدار تقرير يحدد الأسباب التي تقف وراء هذه العيوب التي تعاني منها البطاريات التي تصنعها، وأن تشرح في تقريرها الإجراءات التي اتخذتها بعد تسجيل حادثين اشتعلت فيهما بطاريات سوني التي تشغل حاسوبين دفتريين حتى تصاعد منهما اللهب· وتقول مصادر ''سوني'' إن المشكلة تعود للجزيئات المعدنية المجهرية المنتشرة ضمن خلايا البطاريات؛ ففي بعض الحالات النادرة تصبح هذه الجزيئات المشحونة بالكهرباء على تماس مع الأجزاء الأخرى لخلايا البطارية مما يؤدي إلى نشوء الدارة القصيرة أو (التماس الكهربائي)· وتقول سوني إنه في الأحوال العادية، يمكن أن يؤدي هذا الخطأ التقني ببساطة إلى تفريغ شحنة البطاريات، إلا أنه يمكن أن يؤدي في حالات نادرة إلى ارتفاع كبير في حرارة البطارية للدرجة الكافية لاشتعالها· وقالت مصادر الشركة إنها ابتدعت أنظمة جديدة إضافية لمراقبة عملية تصنيع البطاريات تضمن التغلب على هذه المشاكل· إلا أن هذا كله لم يمنع المحللين من الإشارة إلى أن من شأن هذه المشكلة أن تجعل شركة ''سوني'' في موقف حرج في الأسواق·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©