الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سكر وسط» يتناول انحسار الطبقة الوسطى في المجتمع السوري

«سكر وسط» يتناول انحسار الطبقة الوسطى في المجتمع السوري
25 يوليو 2013 21:05
«سكر وسط» دراما اجتماعية تجري أحداثها في مدينة دمشق في 2004، وهو العام الذي شهد بداية أزمة غلاء العقارات هناك. ويتحدث العمل عن قضية مهمة وحساسة وآنية تطرح للمرة الأولى على الشاشة السورية، وهي انحسار الطبقة الوسطى في المجتمع، وتكبّدها هزيمة ساحقة في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الأخيرة التي أسفرت عن زيادة الهوّة بين طبقتي المجتمع. رنا سرحان (بيروت) - يقول كاتب العمل مازن طه، إن «سكر وسط» يعرّي ممارسات مسؤولي الجمعيات السكنية، وتجار الأحلام عبر قصة عائلة دمشقية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة جرفتها أزمة غلاء العقارات، لتجد نفسها فجأة قد انتقلت من وسط المدينة للسكن في حارة عشوائية، كما يرصد العمل تأثير هذه الأزمة في الصعيد الاجتماعي، والإنساني، والاقتصادي». دلالة رمزية ويلفت طه إلى أن الشق العقاري في القضية، يتركز في البحث حول الفساد في أزمة العقارات وبخاصة منذ الهبة العقارية التي شهدتها دمشق في العام 2004 والتي أسهمت في توليد الغضب الذي انفجر في العام 2011. لكن في الشأن الاجتماعي هناك صور ملتقطة من المجتمع لا يمكن تجاوز واحدة منها في ظل سيادة المكاشفة التي تطغى على الصورة العامة لهذا المسلسل. وعن سبب اختيار الاسم ودلالته، يشرح طه، إن الاسم هو دلالة رمزية للطبقة الوسطى التي تواجه خطر الانحسار والإقصاء، وتم اقتباسه من خلال أحد حوارات أبطال المسلسل: «تسأل بيسان عماد: كيف قهوتك؟ ليجيبها أنها سكر وسط.. فتضحك ساخرة: هي الموضة بطلت من زمان.. ما عاد في سكر وسط... يا إما بتشرب القهوة حلوة.. وبتلذذ بطعم السكر يا إما بتشربها سادة وتدوق طعم المرار.. القهوة متل الدنية ما عاد فيها وسط.. يا فوق يا تحت». ويتابع: «لعلَّ الحوار الدائر بين بيسان وعماد يلخص ما سيطرحه المسلسل «سكر وسط» عن المضاربات الهائلة التي تحدث في هذا السوق والتي ساهمت إلى حد كبير في شروخ اقتصادية عميقة لا يمكن التغاضي أبداً عن نتائجها الاجتماعية والتي أدت إلى انحسار الطبقة الوسطى في المجتمع وتكبدها هزيمة ساحقة في ظل المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية الأخيرة والتي أسفرت عن زيادة الهوة التي تفصل بين طبقتي المجتمع واتساعها الحاد». قضية العقارات ويقول مخرج العمل المثنى صبح، أن المسلسل يتناول في ثنايا حلقاته الثلاثين قضية العقارات في سورية والسوق المروج لها وحالة الفساد التي انتشرت في أروقة البلاد، تارة من المؤسسات الحكومية، وتارة أخرى من إسهام المواطن في تعميقها وتحولها إلى حالة اعتيادية. كما يتضمن المسلسل جانبا اجتماعيا فيه تصوير للعلاقات الاجتماعية بين الناس، وحالات الحب والكره، والغدر والأمانة، والحق والظلم، الطلاق والزواج وسوى ذلك من مباحث لا يجوز خلو أي مسلسل منها بحكم طغيانها في أي مشهد عام. ويؤكد صبح أن الفكرة الأساسية للمسلسل هي طرح حكاية اجتماعية ضمن شرط إمتاع الجمهور، علماً أنّ أحداث هذه الحكاية تنطلق في دمشق منذ مطلع عام 2004، لكن في عمق القصة، هناك معالجة دقيقة وحساسة لتلاشي الطبقة الوسطى، وغيابها كلياً عن نسيج المجتمع السوري نتيجة للارتفاع الهائل في أسعار العقارات. ويرى صبح أنّ هذه الطبقة انسحبت من أحياء العاصمة نحو العشوائيات التي كانت سبباً مباشراً لانفجار الأوضاع في 2011، لافتاً إلى أنّه يمكن لأي مراقب أن يلاحظ أنّ شرارة الاحتجاجات كانت في المناطق العشوائية على سبيل المثال. وأوضح المخرج السوري أنّ جزءاً كبيراً من مشاهد المسلسل تم تصويره في أحياء دمشق. خط اجتماعي ويؤدي النجم عباس النوري دور البطولة في المسلسل حيث يلعب شخصية «رضوان»، وهو رجل ثري يرأس جمعية سكنية في دمشق وهو من أهم شخصيات العمل، يتصرف بالجمعية وكأنها ملكه الخاص لأنه مستحوذ على معظم البيوت بالبرج الذي تنفذه الجمعية في إحدى ضواحي دمشق. ويقوم رضوان بالمضاربة بأسعار العقارات مع أحد حيتان السوق العقاري، لذا يقع في مشكلات كثيرة لكنه يتغلب عليها نظرا لحنكته وصفته المعروف بها بأنه أحد الحيتان. ويصف عباس النوري دوره: «هناك خط اجتماعي مواز في شخصية رضوان، فهو طلق زوجته التي تعمل كسيدة أعمال، ليتحول ذلك إلى صراع خفي أو حرب باردة تدور بينه وبين طليقته في سوق العقارات». وتؤدي النجمة الصاعدة هبة نور، دوراً مهماً كثاني أبطال العمل، بشخصية هنادي المتمتعة بجمال لافت والمتزوجة من «رضوان «، وهو صاحب الثروة الكبيرة رغم فارق السن بينهما، فتكون هستيرية دوماً، وغالباً ما يتملكها شك يجبرها على ملاحقة زوجها صاحب العلاقات الواسعة مع النساء. وتلفت نور إلى أن هذه الشخصية مستمدة من الواقع وتمثل شريحة واسعة من الفتيات اللواتي يتخلين عن حياتهن ومستقبلهن ليرتبطن برجال يكبرونهن بسنوات وما يرافق ذلك من نتائج مجهولة، معتبرة أنها سعيدة من جديد مع المخرج المثنى صبح بعد نجاحها في تجربتها الأولى معه في العام 2007 عندما أدت دور صبية جميلة في مسلسل «ليس سراباً». جوانب الفساد من جهتها تقوم النجمة ندين تحسين بك بشخصية جمانة في هذا المسلسل وهي امرأة تعمل في مجال العقارات وتعتبر من السيدات الفاسدات في المجتمع. وعن شخصيتها تقول: «أؤدي شخصية امرأة فاسدة وهذه نقطة إيجابية في العمل لكونه يحيط بكل جوانب الفساد وشخوصه في المجتمع فلا يركز الفساد دائما على الذكور، وكذلك فهو يطرح الفساد بشقيه الحكومي والشعبي، وهي نقطة أخرى إيجابية تضاف إلى مصداقية الطرح الذي يأتي به المسلسل. أكون سلبية في كل شيء.. الهم الأكبر هو البحث عن الربح وبوسائل ملتوية، وتارة أستخدم الرشاوى وتارة أخرى العلاقات الشخصية الملتوية، ما يؤدي في النهاية إلى تحقيق مبتغيات شخصية على حساب مصالح الناس، لتكون النهاية على غير ما أشتهيه. واعتبرت ندين المسلسل فرصة لتثبيت الفساد من كتفيه في مرحلة من المهم جدا البوح بكل ما ولّد الأذية للمواطن. شاب في المجتمع تكثر حوله الأقاويل والشكوك فيثبت في النهاية أنه شخص لا يقترب من الصواب بشيء لكنه لا يبتعد عن الخطيئة كثيرا، يقوم بدوره الفنان ميلاد يوسف، حيث تتركز تحقيقات حوله يتم من خلالها كشف الكثير من ملابسات قضايا كانت غائبة، في حين تؤدي الممثلة ضحى الدبس شخصية امرأة لديها أولاد شباب يتورط اثنان منهم في قضايا فساد ويكون واحد منهما على الأقل بريئاً، لكن سطوة الفاسدين من الحيتان تحديداً تجعله مذنبا ويقع في مشكلات كثيرة تسعى جاهدة لحلها، لكن دون جدوى في ظل غياب القانون الذي يعاقب الكبار. امرأة معذبة باحثة عن براءة ولدها بشتى الوسائل، فتكون الحلول بوسائل ملتوية لا تملك العائلة أدنى قدرة على توفيرها. المسلسل، بطولة عباس النوري، ونادين تحسين بك، وصباح الجزائري، وميلاد يوسف، ورامز الأسود، وضحى الدبس، وسوسن ميخائيل، ومحمد خير الجراح، وميرنا شلفون، وعلي كريم، ونزار أبو جبر، وجهاد الزغبي، وعلاء الزغبي، وشادي مقرش، ويحيى بيازيد، ويزن خليل، ونور الحايق، وحلا رجب، ونخبة من نجوم الدراما السورية وإنتاج شركة «سما الفن» السورية. خطوط درامية غنية «المسلسل يتضمن حكايات درامية لخطوط ينتمي أبطالها إلى الطبقات الثلاث: المخملية، الوسطى، والهامشية، تتشابك علاقاتهم وتتنافر في تأثير وتأثر بين الطبقات الثلاث، فينقل البعض منها إلى الأسفل، ويرفع البعض إلى الأعلى، وبين هذا الانخفاض الاضطراري والارتفاع العشوائي، تحدث تغيرات جوهرية في بنية العائلات وعلاقاتها وثقافات أهلها، وعلى كل المستويات، هذا ما يعرضه العمل في حلقاته الثلاثين عبر خطوط درامية غنية وحوارات حياتية».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©