«أسود الرافدين» يقهرون كوريا الشمالية بهدف كرار جاسم

تأهل المنتخب العراقي إلى ربع نهائي كأس أمم آسيا بفوزه المستحق على نظيره الكوري الشمالي بهدف نظيف أمس باستاد الريان بالعاصمة القطرية الدوحة في ختام مباريات المجموعة الرابعة لينال بطاقتها الثانية، بعد أن جمع 6 نقاط جعلته في المركز الثاني خلف المنتخب الإيراني الذي تصدر بالعلامة الكامل 9 نقاط من ثلاث مباريات بعد فوزه على الأبيض أمس أيضا، وسيواجه العراق استراليا في ربع النهائي. وسجل هدف المباراة الوحيد كرار جاسم في الدقيقة 22 من عمر المباراة التي كان أسود الرافدين طرفها الأفضل على مدار شوطيها وقدموا كرة قدم راقية خاصة في الشوط الأول، بينما أخرج الحكم الماليزي صبح الدين محمد صالح انذاراين فقط لهونج يونج في الدقيقة 34 ويونس محمود في الدقيقة الأخيرة. بدأت المباراة حذرة من الطرفين لكن الحذر لم يستمر طويلاً من المنتخب العراقي الذي هدد مرمى المنتخب الكوري الشمالي في الدقيقة الثالثة عبر كرار جاسم لكن الحكم الماليزي صبح الدين محمد احتسب خطأ على كرار لدفعه المدافع الكوري، ثم جاءت محاولة أخرى بتمريره طويلة من نشأت أكرم لكن الكرة كانت أسرع من مهدي كريم، وكرر نشأت المحاولة مرة أخرى بكرة ساقطة لكرار جاسم لكن الحارس الكوري كان أسرع في السيطرة على الكرة، ثم مرة أخرى محاولة جديدة للعراق عن طريق مصطفى كريم لكن أيضاً النهاية لم تكن مثالية حيث انتهت الكرة عند الدفاع الكوري الذي كان أكثر حذراً ولم يشكل أي خطورة أو يصل إلى مرمى محمد كاصد في الدقائق العشر الأولى. وجاءت أخطر فرصة لأسود الرافدين منذ انطلاقة المباراة عندما قاد يونس محمود هجمة قبل أن يمرر الكرة إلى كرار جاسم لكن الأخير أطاح الكرة بعيداً عن المرمى في الدقيقة 14، وبعده سعى العراق إلى سحب المنتخب الكوري إلى خارج ملعبه لكن الأخير ظل محافظاً على توازنه. وطالب مصطفى كريم بضربة جزاء في الدقيقة 17 بعد التحام مع الحارس الكوري الذي حول الكرة إلى الركنية ونفذت على رأس سمال سعيد قبل أن يلمس مصطفى كريم الكرة التي اصطدت من باطن العارضة التي حرمت العراق من هدف محقق. وسدد يونس محمود كرة مرت بجوار القائم الأيمن للمرمى الكوري الشمالي، وبعدها ومن هجمة جديدة لأسود الرافدين سدد مصطفى كريم قذيفة قوية ارتدت من الحارس لتجد كرار جاسم الذي تابع الكرة إلى داخل الشباك الكورية محرزاً هدفاً لأسود الرافدين في الدقيقة 22 مترجماً بذلك سيطرة فريقه المطلقة على مجريات اللعب منذ دقائقها الأولى في ظل تراجع دفاعي لطرف المباراة الثانية الذي فشل في الصمود أمام المد الهجومي العراقي. وكان أول تهديد للهجوم كوريا على المنتخب العراقي من ضربة حرة مباشرة تسبب فيها سمال سعيد مع جون تاي ونفذها جونج تاي لكن كاصد كان في المكان والزمان المناسبين ونجح في السيطرة على الكرة، وأضاع تاي سي فرصة تعديل النتيجة لفريقه حيث نجح محمد كاصد في تضييق الزاوية عليه في الدقيقة 30. وتحرر المنتخب الكوري الشمالي بعد الهدف تدريجياً من التمركز الدفاعي وأصبح يهاجم بحثاً عن التعديل وان بقت الخطورة عراقية بالرغم من تراجع أسود الرافدين نسبياً حيث أتاح للمنافس فرصة الضغط عليه عند الاستحواذ على الكرة وصنع عددا من الفرص وسعى لمباغتة الحارس كاصد عن طريق لاعبه باك لكن الكرة القوية التي أرسلها أخطأت المرمى العراقي. ونال هونج يونج جو الإنذار الأول في المباراة بعد دخوله القوي على سمال سعيد في الدقيقة 34، وأضاع كرار جاسم فرصة أخرى محققة للمنتخب العراقي عندما قاد نشأت أكرم هجمة سريعة قبل أن يمرر إلى مصطفى كريم الذي أرسل كرة عكسية قابلها كرار جاسم بدون تركيز في الدقيقة 37. وسدد باك من جديد كرة قوية لكن أحمد إبراهيم أبعدها إلى الركنية وتواصل الضغط الكوري الشمالي في الدقائق العشر الأخيرة من الشوط في حين اعتمد العراق على الهجمة المرتدة مستغلاً مهارة لاعبيه العالية التي تفوقت على السرعة الكورية خاصة على الجهة اليمنى لملعب المنتخب العراقي التي كانت أنشط في النصف الأول من الشوط قبل أن يسعى لاعبو كوريا لسدها وساعدهم في ذلك تراجع لاعبو العراق لحظة فقدان الكرة. ولم تحضر الخطورة على المرميين في الوقت بدل الضائع حتى أعلن الحكم الماليزي صافرة نهاية الشوط الذي جاء عراقياً صرفاً، مستوى ونتيجة وكان بإمكانه أن ينهيه بأكثر من هدف. تبديل كوري وأجرى مدرب المنتخب الكوري تبديله الأول بعد مرور أربع دقائق على انطلاقة الشوط الثاني بخروج ري جون ودخول باك نام شول، وجاءت أول محاولة لمصلحة كوريا عن طريق لاعبه شا، وعلى عكس الشوط الأول استهل المنتخب الكوري ضاغطاً سعياً للوصول إلى المرمى العراقي، ومن هجمة مرتدة للعراق أرسل يونس محمود رأسية وصلت سهلة إلى الحارس الكوري، ثم سدد ريانج جونج جي ونجح كاصد في الاستحواذ على الكرة ولم يتأخر الرد العراقي حيث أرسل كرار جاسم كرة قوية سيطر عليها الحارس ري. وركز الكوري على نصب مصيدة التسلل ليونس محمود الذي ضاعت له فرصتان قبل أن يسدد باك نام كرة انتهت بسلام على العراق، ومنع البديل باك نام فرصة هدف ثان للعراق عن طريق مصطفى كريم بإبعاده الكرة لحظة التسديد في الدقيقة 58. وتراجع ايقاع اللعب إلى حد ما حيث طغت الرغبة العراقية في الحفاظ على الهدف على الأداء وكان الجانب التكتيكي هو الحاضر باستثناء الهجمات المرتدة التي شكلت خطورة على مرمى كوريا الشمالية التي بدورها نوعت في محاولاتها من الإطراف والعمق لكن دون خطورة كبيرة تذكر في الربع الأول من الشوط الثاني قبل أن يمثل تاي سي خطورة كبيرة على مرمى محمد كاصد برأسية قوية علت العارضة في الدقيقة 63. وأنقذ سمال سعيد كرة خطيرة من أمام المهاجم ريانج قبل أن يجري منتخب كوريا تبديله الثاني بدخول ميون ان بديلاً لكيم كوك وتبعه المنتخب العراقي تبديله الأول بدخول علاء عبد الزهرة مكان مصطفى كريم في الدقيقة 73، وبعد ثلاث دقائق أجرى سيدكا تبديله الثاني بخروج كرار جاسم صاحب الهدف ودخول هوار ملا محمد. وأضاع تاي سي فرصة أخرى لبلاده في الدقيقة 77، ومن تمريرة طويلة لعلي رحيمة غمزها يونس محمود برأسه لعلاء عبد الزهرة لكن المدافع الكوري كان الأسرع في الوصول إلى الكرة. ومن كرة عكسية لهوار ملا ارتدت من الدفاع سدد قصي منير كرة ضعيفة في يد الحارس الكوري الشمالي في الدقيقة 79، وكاد هونج يونج أن يعدل النتيجة لكن أحمد إبراهيم أبعد الكرة إلى الركنية ورد يونس محمود بتهديد على المرمى الكوري لم ينته بطريقة مثالية. وزاد الضغط الكوري الشمالي في الدقائق الأخيرة من المباراة، ومن كرة طويلة انفرد يونس محمود بالحارس لكن الأخير وصل للكرة قبل المهاجم العراقي لتضيع فرصة تعزيز الهدف الوحيد في المباراة، وحاول هونج يونج خداع الحكم والحصول على ضربة جزاء لكن الحكم كان قريباً وأمر باستمرار اللعب. وشهدت الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي خروج المدافع العراقي علي رحيمة متأثراً بإصابة قبل أن يعود لإكمال المباراة ثم خرج يونس محمود قبل نيله إنذاراً لإضاعة الوقت وحل بديلاً عنه اللاعب الشاب مثنى خالد في الوقت بدل الضائع وسبق التبديل فرصة ضائعة لهوار ملا الذي طالب بضربة جزاء. الملعب: ملعب نادي الريان. الجمهور: نحو ألفي متفرج. الحكم: السنغافوري صبحي الدين محمد صالح. الهدف: العراق: كرار جاسم (22). - مثل العراق: محمد كاصد- علي رحيمة وسامال سعيد وأحمد إبراهيم وباسم عباس- قصي منير ونشأت أكرم ومهدي كريم وكرار جاسم (هوار ملا محمد)- مصطفى كريم (علاء عبد الزهراء) ويونس محمود. - مثل كوريا الشمالية: ري ميونج جوك - تشا جونج هيوك وري جون ايل وباك نام تشول وري كوانج تشون وجون كوانج ايك - مون اين جوك وان يونج هاك وكيم كوك جين وجونج تاي سي - هونج يونج جو. هوار وعبد الزهرة على الدكة الدوحة (الاتحاد) - أبقى الألماني سيدكا مدرب منتخب العراق، على هوار ملا وعلاء عبد الزهرة على دكه البدلاء، حيث لم يدفع بهما كأساسيين كما جرت العادة في المباراتين السابقتين، وحل مكانهما كرار جاسم ومصطفى كريم اللذان قدما مردوداً جيداً وصنعا الفارق في الشوط الأول، حيث شكلا خطورة دائمة على مرمى المنتخب الكوري الشمالي وكانا العنوان الأبرز في الهدف الذي شهده الشوط صناعة وتنفيذ. جون تاي سي مصدر قلق الدوحة (الاتحاد) - الفرصتان اللتان وجدهما المنتخب الكوري الشمالي كانتا عن طريق مهاجمه جون تاي سي، الذي كاد أن يدرك التعادل من خطأ لباسم عباس، لكن الحظ عاند اللاعب الكوري وابتسم لـ»أسود الرافدين» وأنقذت الموقف، وباستثناء هذا الخطأ، فقد كان الدفاع العراقي عشرة على عشرة. ويبدو أن المنتخب الكوري الشمالي يعتمد بشكل كبير في تكتيك هجومي على اللاعب جون تاي.