الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«بن جونسون» يفسد «سباق القرن» أمام كارل لويس بـ «المنشطات»

«بن جونسون» يفسد «سباق القرن» أمام كارل لويس بـ «المنشطات»
21 يوليو 2012
نيقوسيا (أ ف ب) - فصلت أقل من ثلاثة أيام بين تتويج الكندي بن جونسون بطلاً لسباق 100 م في دورة سيؤول الأولمبية، وتجريده من ذهبيته ورقمه القياسي، بعدما اكتشف تنشطه إذ وجدت في بوله آثار مواد ممنوعة هي ستانوزولول (هورمون ذكوري يعتمد على تنمية الأنسجة العضلية، لكنه يؤدي في الوقت عينه إلى ضعف الاوتار العضلية)، وكانت ساعات دراماتيكية مثيرة شغلت العالم وأحدثت ذهولاً وفتحت عيوناً وصوبت سهاماً وأضحكت شامتين، علماً أن نتائج بن جونسون السابقة و”هيمنته” غير العادية أثارت شكوكاً وتساؤلات. حضر بن جونسون إلى سيؤول بطلاً عالمياً بعدما حصد المركز الأول في بطولة العالم الثانية قبل عام في روما، وانتظر الجميع “سباق القرن” الذي سيجمعه مع حامل اللقب الأولمبي الأميركي كارل لويس. واكتست المواجهة مع بن جونسون أهمية كبيرة بالنسبة إلى لويس الذي اعتبرها فرصة أمامه لتأكيد تفوقه على أسرع عداء في العالم، أو الخسارة وترك الساحة للنجم الجديد، ولم يكتف بن جونسون بالفوز على لويس، بل حطم الرقم القياسي العالمي للمسافة مسجلاً 79 :9 ثوان في مقابل 92 :9 ث للويس (رقم قياسي أميركي)، قبل أن تتفجر أكبر فضيحة في تاريخ ألعاب القوى، فيجرد الكندي من “الإنجاز المزدوج” ويمنح اللقب للويس الذي اعتبر “الرجل النظيف” لسباقات السرعة العالمية. صحيفة كورية الحدث الكبير وقع يوم 24 يوليو 1988، الساعة الثانية والربع بعد الظهر بالتوقيت المحلي، بن جونسون يفوز أمام لويس بفارق جلي، ويرفع يده عالياً “فارضاً سطوته”، ويحل البريطاني لينفورد كريستي ثالثاً (97 :9 ث) والأميركي كالفن سميث رابعاً (99 :9 ث). وللمرة الأولى كسر أربعة من العدائين حاجز العشر ثوان، هذا الفاصل السحري. لم تكد تمر 24 ساعة على تقلد بن جونسون ميداليته حتى ساد همس عن فحص العينة الثانية لبطل كبير، وذلك بعد اكتشاف آثار مواد منشطة في العينة الأولى، وليل 27 - 28 يوليو، صدرت صحيفة كورية وعلى صدر صفحتها الأولى عنوان: “بن جونسون البطل الأولمبي في 100 م... فحص إيجابي”. ووسط الذهول، اكتفى رئيس اللجنة الأولمبية الكندية روجر جاكسون بالقول: “أبلغت فقط ان أحد أعضاء البعثة الكندية متنشط”، بالتزامن مع اختفاء بن جونسون، وقيل إنه غادر قبل أن يواجه بالحقيقة (عاد جواً إلى تورنتو عن طريق نيويورك). كشف الهوية وصادف ان يوم الثلاثاء كان يوم راحة لمنافسات ألعاب القوى، وكان أبرز بنود الاجتماع اليومي للجنة التنسيق برئاسة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية خوان انطونيو سامارانش، الملف الذي أعده الامير الكسندر دي ميرود رئيس اللجنة الطبية في اللجنة الدولية والمتضمن تقارير تحاليل عينتي بول بن جونسون، واستمر الاجتماع حتى الحادية عشرة ليلاً، ثم عرضت الخلاصة على اللجنة التنفيذية الأولمبية وعلى الاتحاد الدولي لألعاب القوى، الذي رفض أمينه العام جون هولت كشف هوية المتنشط، لأن الأمر “من صلاحية اللجنة الأولمبية الدولية”. وأضاف: “ابلغنا بمسألة كبيرة، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات”، ولعل حجم الضغط على المجتمعين واللجنة الطبية افضى إلى قرار حاسم، وقالت الناطقة باسم اللجنة الأولمبية الدولية ميشيل فيردييه إن قرار العقوبة بحق جونسون اتخذ بإجماع الأعضاء. وكان بن جونسون خضع لعلاج بعد إصابة في فخذه تعرض لها في فبراير 1988، لكن المفاجأة ان الجهاز الطبي المحيط بالعداء الكندي وصف له عقاراً يمكن اكتشاف آثاره الممنوعة. آثار مخيفة وأوضح البروفسور ارنولد بيكيت، الذي يعد من أشهر علماء الصيدلة، أن اللجنة الطبية في اللجنة الأولمبية الدولية امتلكت في حينه تقنيات تكشف آثاراً مخفية تترسب في الجسم لمدة سبعة شهور، وذلك في ضوء تحاليل نوعية. سقط رقم بن جونسون الذي عد خرافيا حينها (79 ك9 ث)، لكنه ظل حاملاً للرقم القياسي العالمي (83 :9 ث) الذي حققه قبل عام في روما، ويومها لم يكتشف تناوله منشطات، كما أن لا مفعول رجعياً للعقوبات المتخذة، علما أن الاتحاد الدوي لألعاب القوى بحث في إيقاف مدى الحياة، وسريعاً. توالت ردود الفعل وكانت “أغزر” من التحليلات التي سبقت “سباق القرن” بين جونسون ولويس، وفي كندا وجامايكا (حيث ولد جونسون) أصيب المواطنون بحال من الذهول، وأصدرت السلطات الكندية قراراً بمنع جونسون من المشاركة في المنافسات الرياضية مدى الحياة. مطالبة بالتحقيق وقال وزير الشباب والرياضة الكندي جان شارست ان جونسون (26 عاماً) عداء استثنائي، لكنه ارتكب خطأ فظيعاً، مؤكداً انه سيتم استجوابه “لأن القضية ليست قضية رجل واحد”. وإثر شيوع الخبر-الفضيحة، أصدر الرياضيون الأولمبيون بياناً طالبوا فيه بإجراء تحقيق ومعاقبة كل من ساعد أو شجع بن جونسون على تناول المنشطات، وقد ذيل البيان بتوقيع السوفييتي (وقتذاك) سيرجي بوبكا، والبرتغالية روزا موتا والأميركي ادوين موزس، والكوبي البرتو خوانتورينا الذي كان موجوداً في سيؤول بصفة مراقب للاتحاد الدولي. وأعلن مدير المركز الكندي لمراقبة المخدرات بالوكالة روبير ماس في مونتريال، ان مستوى مادة تستوستيرون (هرمون الذكورة) الطبيعية كانت أدنى من المستوى العادي بـ 15 مرة في جسم بن جونسون، ما يشير إلى استهلاكه كمية كبيرة من الستيروييد الذي يسهم في تنمية انسجة العضلات. مادة عجيبة وكشف الأمير دو ميرود في حديث صحفي أن ثمة مادة عجيبة كانوا يقولون إنها سرية وغير مكتشفة بعد، ولها تأثير عجيب على الإنجازات والأرقام وهي ستانوزولول، والتي اتضح تناول أكثر من رياضي منها في سيؤول، وبينهم بن جونسون، “فساعة سلموني نتيجة فحص أحد الرياضيين، وكانت إيجابية، لم اصدق عيني عندما قرأت اسم بن جونسون، واعدت القراءة مراراً وأنا مذهول، ماذا فعل بنفسه هذا الشاب؟”. الدواء السحري وكانت هذه الحادثة بداية سقوط بطل انتهى من أجل ميدالية شاء أن يهديها إلى والدته جلوريا، فسقط واسدل الستارة على حكاية بطولة كاد أن يتوجها بانتصار مزيف، وميدالية مزيفة، علماً انه نفى تناوله اي مواد محظورة لزيادة سرعته. وقال إنه يشتبه ان احداً دس شيئاً ما في زجاجة مشروبه المفضل المصنوع من الاعشاب يوم السباق المشؤوم. تنظيف الاسم وفي أول مؤتمر صحفي عقده بعد عودته إلى بلاده مجرداً من الميدالية، اكد بن جونسون أنه بريء، ووعد بـ “تنظيف اسمه”، ومما قاله: «لن أسبب الحرج لعائلتي وأصدقائي وبلادي وللأطفال الذين يحبونني، لم اتناول من قبل عقاقير منشطة عمداً، لقد علمتني والدتي أن هناك طريقة وحيدة للفوز، وأنا أخطط للعودة بطلاً وفائزاً في الدورة الأولمبية المقبلة»، ولاحقا، أفاد بن جونسون صحيفة “تورنتو صن” الكندية ان طبيبه جورج ماريو خايمي استافان اعطاه حقنة كورتيزون مضادة للالتهابات قبل أيام من السباق، وقال أيضاً إن الدواء الآخر والوحيد الذي تناوله كان سائلاً أعده استافان ويحتوي سارسابايلا وجنسينج، لكنه لم يشك في طبيبه الذي يعتبره كوالده ويثق به. وأضاف أنه عندما ذهب إلى حجرة الاختبار صعد شخص وناوله زجاجة، ثم جاء غيره في الوقت الذي اتجه به صوب البراد لتناول الجعة التي احتاج إلى كمية كبيرة منها، قبل أن يقدم عينة من بوله. وكان بن جونسون تفوه بعبارات وفي مناسبات عدة قبل سيؤول، جعلت الذين سمعوها يربطونها بقضية اكتشاف المنشطات في بوله، فبعد خسارته أمام كارل لويس في زوريخ ذهب إلى طوكيو، حيث أقام وكثف استعداداته للمشاركة الأولمبية، ويقال إنه تمكن من تسجيل 20 ثانية في سباق 200 م (توقيت يدوي)، ولما سئل عن السر، أجاب: “أتناول فيتامينات كمال الأجسام لتقوية العضلات”. توقع الرقم الجديد قبل السباق نيقوسيا (أ ف ب) قال بن جونسون بعد وصوله إلى سيؤول: “لم أت لأنافس لويس، بل لأفوز بالميدالية الذهبية، لقد وضعته (اي لويس) في جيبي منذ زمن”، ومن الطريف أيضاً، ان جونسون قال في حديث تلفزيوني في كوريا الجنوبية، خلال زيارة قصيرة قام بها لسيؤول في مارس 1988، إنه سيفوز بالميدالية الذهبية بزمن مقداره 79 :9 ث، وهو الرقم ذاته الذي سجله بالفعل في نهائي السباق الأولمبي. كما تباهى الدكتور استافان بعد فوز جونسون في بطولة العالم 1987، وتحقيقه الرقم العالمي، أمام مقربيه، وهو يريهم تسجيل السباق، بقوله: “انظروا كيف ركض، لقد فعل الدواء السحري فعله”، وأعلنت شركة للأدوية في تورنتو أنها باعت الدكتور استافان عقاراً يدخل في بناء العضلات من النوع الذي أدى تناوله له إلى توقيف بن جونسون.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©