بيروت- ''الاتحاد''، وكالات الأنباء : اعتبرالامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ان الحصار البحري والجوي الذي تفرضه اسرائيل على لبنان يمثل ''إذلالا'' للبنانيين'' ويشكل ''انتهاكا لسيادتهم''·
وقال عنان للصحافيين في ختام زيارته للمقر العام ل''ليونيفل'' في الناقورة جنوب لبنان ''علينا العمل على رفع الحصار الجوي والبحري الذي يمثل إذلالا بالنسبة للبنانيين وانتهاكا لسيادتهم''·وأضاف ''أعتقد أن الوقت حان لرفع الحصار، اللبنانيون أبدوا جدية في رغبتهم في تطبيق القرار 1701 في كل الجهود التي قاموا بها''·
وقال ''بالتأكيد على الحكومة (اللبنانية) اتخاذ إجراءات للتأكد من ضمان أمن الحدود البحرية والبرية والجوية''·
وردا على سؤال حول جولته على الضاحية الجنوبية لبيروت، قال عنان ''لقد صدمني الدمار حقا·يمكنني ان أفهم غضب بعض سكان المنطقة''، معتبرا ان ردود الفعل التي رافقت زيارته لمعقل حزب الله هي ''مجرد تظاهرة صغيرة هدفها ترك أثر لدي''·من جهة ثانية أعلن عنان ان قائد قوة (يونيفيل) الجنرال الفرنسي آلان بيليجريني سيكون المرجع لحل اي مشكلة ميدانية بين لبنان واسرائيل·وقال ''الحكم بين لبنان واسرائيل سيكون الجنرال بيليجريني على الطرف الذي لديه احتجاج حول مسائل ميدانية ان يتوجه الى الجنرال بيليجريني، لا ان يحل الامور بنفسه''·وأضاف عنان انه يمكن للطرفين اللجوء ايضا اليه في مقر مجلس الامن الدولي، مؤكدا ''لا نريد العودة الى وضع متفجر في الاشهر الستة المقبلة او الاعوام الستة المقبلة''·وقال ''توصلنا تحت قيادة الجنرال بيليجريني الى آلية تنسيق وآلية لمراقبة وقف اطلاق النار'' ·
ووصل عنان بعد ظهر امس الى اسرائيل حيث يتوقع ان يلتقي رئيس الوزراء ايهود اولمرت للبحث في وقف القتال مع حزب الله· وكان عنان والوفد المرافق قد قام بجولة ميدانية على عدد من البلدات الجنوبية التي دمرها العدوان الاسرائيلي على لبنان، وحلقت طائرته المروحية فوق الخط الازرق الحدودي راقب من خلالها التحركات العسكرية على جانبي هذا الخط ونقاط تمركز القوات الاسرائيلية داخل الاراضي اللبنانية·وعقد عنان في مقر ''اليونيفل'' في الناقورة اجتماعاً موسعاً لقادة ''يونيفل'' خصص لبحث الاجراءات العملانية الجديدة للقوة المعززة في هذه المرحلة·ووضع عنان إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لضحايا قوات الطوارئ في باحة المقر العام حيث أضيفت صور أربعة مراقبين من قوة القبعات الزرق قتلوا خلال عمليات القصف الاسرائيلي على جنوب لبنان اضافة الى صورة موظف مع القوة الدولية قتل مع زوجته·
كما تفقد عنان 12 عنصرا أصيبوا بجروح خلال العمليات الحربية بين اسرائيل وحزب الله ·وقبل ان يغادر الناقورة أكد عنان للصحافيين ضرورة ''ايجاد حل سريع لقضية الجنديين الاسرائيليين المخطوفين'' واللذين اتخذت الدولة العبرية من اسرهما من قبل حزب الله ذريعة لشن عدوانها الواسع·كما لفت الى ضرورة ''التعامل مع موضوع الاسرى'' في اشارة الى اللبنانيين المعتقلين في سجون اسرائيل· ومن مركبا توجه مع عناصر من القوة الدولية وحرسه في موكب سيارات دفع رباعي بيضاء ترفع اعلام الامم المتحدة الى بلدة حولا لتفقد موقع الكتيبة الهندية في تلة العباد الحدودية الذي لا يفصله سوى شريط شائك عن موقع مواجه للجيش الاسرائيلي داخل الاراضي الاسرائيلية·
ومجددا انتقل عنان على متن المروحية الى موقع قوات الطوارئ في بلدة الخيام، أحد معاقل حزب الله في المنطقة الحدودية، حيث لقي أربعة من عناصر القوة الدولية مصرعهم خلال الهجوم الاسرائيلي الاخير على لبنان·
وأفاد ميلوس شتروجر المتحدث باسم القوة الدولية ان عنان غادر المقر الدولي في الخيام على متن مروحية متوجها الى اسرائيل·وبعد اسرائيل والاراضي الفلسطينية من المقرر ان يزور عنان دمشق الخميس كما يزور السبت طهران ·
ووصف وزير الداخلية اللبناني بالوكالة احمد فتفت المحصلة العامة لمحادثات عنان في بيروت بالايجابية لاسيما الشق المتعلق بفك الحصار البحري والجوي الاسرائيلي عن لبنان·
وأكد فتفت ان الحكومة اللبنانية تلتزم القرار 1701 الذي نص على ان لا سلاح سوى سلاح الشرعية اللبنانية والدولية في جنوب لبنان·واضاف: ان هذه الفقرة في القرار الدولي لا تشكل اية مشكلة على الاطلاق لان جميع الاطراف موافقة على هذا الموضوع بمن فيهم المقاومة·ونفى فتفت ان يكون عنان قد طلب اي التزام جديد في موضوع انتشار الجيش اللبناني في الجنوب وباقي النقاط الحدودية اللبنانية، مشيراً الى ان ''اليونيفل'' المعززة غير معنية بتمركز الجيش اللبناني على الحدود اللبنانية - السورية لمنع تهريب الاسلحة·
وكان الوضع الامني في جنوب لبنان قد حافظ امس ولليوم العاشر على التوالي منذ سريان قرار وقف العمليات الحربية بين اسرائيل و''حزب الله'' على هدوئه الهش في ظل مواصلة القوات الاسرائيلية انتهاكاتها البرية والجوية للسيادة اللبنانية·
وذكرت مصادر الشرطة اللبنانية أن قوات الاحتلال قلصت نقاط تواجدها داخل الاراضي اللبنانية واقتصر احتلالها على ثمانية مواقع مستحدثة قرب الخط الازرق الحدودي·واوضحت المصادر بأن قوات الاحتلال تقوم منذ يومين بعملية تدشيم وحفر خنادق في النقاط المحتلة المنتشرة على طول القطاع الغربي من جنوب لبنان لاسيما على محور بنت جبيل·
وأفادت مصادر أمنية بأن قوات الاحتلال الاسرائيلي تستغل التزام ''حزب الله'' بوقف النار وتعمد ليلاً الى التسلل الى عدد من القرى الحدودية وتقيم حواجز طيارة على الطرقات وتقوم بتفتيش منازل محاذية للخط الازرق ثم تعود وتنسحب فجراً الى مواقعها القديمة داخل فلسطين المحتلة·
عدد اليوم
