الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رسم لوحات فنية برمال الصحراء داخل قوارير زجاجية

رسم لوحات فنية برمال الصحراء داخل قوارير زجاجية
21 يوليو 2012
محمد الأمين (المنطقة الغربية)- الفنان الأردني ناجح ركاد ومن جناحه في الجانب الشرقي من مدخل القاعة الرئيسية لمهرجان ليوا للرطب 2012 يخلد ذكرى زيارة أحبة إلى المهرجان، أو يلون الاسم بحبات الرمال، أو يرسم إبلاً تعبر رمال الصحراء بألوان لافتة، ويكتب هدية إلى محبوب أو يرسم الأحرف الأولى من اسم زوج وزوجة، يوقعها بعلم الدولة التي رسمت فيها وبالأشكال والألوان التي يختارها المقتني. جمهور المهرجان يقفون بانتظار انتهاء الفنان من عمل ليحظوا فرصة مماثلة توثق أسماءهم على رمال يحبسها في قوارير زجاجية شفافة، وفيها يستعـرض مهـاراتـه في التشكيل والتلوين وإضفاء مزاج خاص على رمال ليوا الشهيرة. أصل الحكاية من الأردن ومن البتراء تحديدا وأساسها هو رمل البحر الفاتح الذي يتم نقعه وتصفيته وتنقيته من الشوائب العالقة به ومن ثم يتم تلوينه بخلطه مع البودرة الملونة لتعطي ألوانا بين الأحمر والأصفر والنيلي والأزرق الفاتح والبرتقالي والبني والأسود، إضافة إلى قوارير يرسم فيها بواسطة الرمل، ويتم رسم المنظر أو الصورة التي يراد تنفيذها من خلال الرمل على الآنية الزجاجية من الخارج بواسطة قلم حبر أسود ليتم تطبيق الرسم بواسطة الرمل الموجود بمختلف الألوان من خلال استعمال محقنة موصولة بقشة عصير وتسد القارورة من الأعلى بمادة لاصقة هي الغراء بعد الانتهاء من الرسم منعا لتسرب الرمل. ويقو ركاد إن تأثيرات نشأتي الأولى أخذتني إلى هذه المهنة التي لا يستطيع أي شخص ممارستها إن لم يتمتع بذوق عال ليتمكن من انتقاء الألوان واختيار التدرجات المناسبة من كل لون لرسم لوحة فنية متكاملة بالإضافة إلى الدقة العالية التي تتيح ترتيب الألوان دون اختلاطها مع بعضها ومعرفة النسب الصحيحة لكميات الرمل. وأضاف أنني أستمع إلى الزبون وأحدد طلبه ثم أبدأ برسمه فهناك من يطلبون رسم الحرف الأول من أسمائهم بواسطة الرمل ضمن لوحة يختارونها بالإضافة المفاتيح المعلقة بقوارير رملية صغيرة وطبعا الأواني والقوارير الزجاجية التي يشكل في داخلها الرمل لرسم مناظر طبيعية. وفن الرسم بالرمل في قوارير يعد من الفنون العربية التراثية القديمة في المنطقة منشأها البتراء منذ عصر الأنباط وكان لنشأته ارتباط باختراع الساعة الرملية التي تعد من أهم إبداعات الأنباط. وقال الفنان ركاد إن الفكرة بدأت بوضع طبقات من ألوان الرمل الطبيعي الموجود في المنطقة مثل اللون الأبيض والأسمر والرمادي النهري والبرتقالي الجبلي داخل زجاج مصنع وبقي هذا الفن ضمن منطقة البتراء التي اشتهرت به وتطور على شكل زخارف منتظمة تشكل عبر تكرارها نسقا جماليا واضحا باستخدام سيخ من المعدن يتم تحريكه داخل الزجاجة فيشكل وحدات زخرفية متعددة الألوان تتوزع على أطراف الزجاجة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©