الخرطوم - وكالات الأنباء: التقى الرئيس السوداني عمر البشير أمس مع جنداي فريزر مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الافريقية ومبعوثة الرئيس الاميركي جورج بوش بعد ان اعتذر أمس الاول عن لقائها لتسلم رسالة من بوش نظراً لانشغاله·
وذكرت وكالة الانباء السودانية أن البشير وعد خلال لقائه مع المبعوثة الاميركية بدراسة الرسالة والرد عليها في أقرب وقت عبر وزارة الخارجية·
وأشاد البشير بالتطور الذي شهدته العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة الامريكية في عهد بوش بخلاف ما كانت تشهده في السابق من مواجهة ودعمه المتواصل الذي أدى الى التوقيع على اتفاقي السلام بنيفاشا وابوجا·
وحمل البشير الاعلام الغربي تضخيم مشكة دارفور واختلاق دعاوى التطهير العرقي والابادة الجماعية واستشهد بما أعلنه الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان خلال زيارته لدارفور بعدم صحة تلك الدعاوى ورجوعه عما أعلنه فور عودته لمقره نتيجة ضغط الرأي العام·
من جهتها أفادت جنداي بأن رسالة بوش أكدت حرص الادارة الاميركية على بناء علاقات متينة مع السودان واضافت انها قدمت الدعوة للبشير للقاء الرئيس الاميركي لمزيد من التشاور حول تعزيز العلاقات الثنائية وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك·
فى هذا السياق أكد وزير الخارجية السوداني لام اكول أن جنداي طلبت من السودان القبول من حيث المبدأ انتقال مهمة القوات الافريقية لقوات دولية· ولم يستبعد اكول ان يكون ان يلتقي البشير وبوش على هامش الاجتماعات القادمة للجمعية العامة للامم المتحدة بنيويورك ووصلت فريزر الخرطوم السبت الماضي لتسليم البشير رسالة من الرئيس الأميركي جورج بوش حول نشر القوة الدولية في دارفور، ومدت زيارتها حتى تلتقي بالبشير بعد اعلان الرئيس السوداني امس الاول ان برنامجه المثقل بالاعمال يحول دون لقائها· وشارك البشير قبيل لقائه مع فريزر في تجمع احتجاجي على مشروع القرار الأميركي - البريطاني لنشر قوات دولية في اقليم دارفور·
والقوة الدولية المقترحة التي يفترض ان تتألف من 17 ألف رجل ستحل محل قوة الاتحاد الافريقي التي تعاني من نقص في التمويل والعتاد وثبت عجزها عن منع عمليات القتل والاغتصاب والنزوح القسري للمدنيين في دارفور·
وتتهم الولايات المتحدة المنظام السوداني وميليشيات ''الجنجويد'' المتحالفة معه بارتكاب عمليات ابادة جماعية في دارفور، حيث أسفرت المعارك والأزمة الانسانية في الاقليم منذ بداية 2003 عن مقتل ما بين 180 إلى 300 الف شخص ونزوح 2,4 مليون اخرين·
وجددت الولايات المتحدة أمس الاول المطالبة بنشر سريع للقوات الدولية في دارفور خلال اجتماع مغلق لاعضاء مجلس الامن الدولي في نيويورك· واجتمع اعضاء مجلس الامن حول السودان الذي قاطع الاجتماع· وأعلن سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة جون بولتون ان رفض السودان المشاركة في هذا الاجتماع هو ''مخيب للامال''·
وأبدى المتحدث باسم البعثة الاميركية بالمنظمة الدولية تشككا في فرص التوصل الى توافق في مجلس الامن حول طريقة الرد على الموقف السوداني، وأوضح ان الصين ''هي البلد الذي يبدي أكبر اهتمام بعدم تحقيق اي تقدم'' في مجلس الامن بشأن دارفور· وناقش المجلس رفض البشير نشر قوة تابعة للامم المتحدة في دارفور ومشروعه البديل القاضي بنشر 10500 جندي سوداني قبل اول يناير المقبل لاحلال الامن في هذا الاقليم·
وشهد مجلس الامن انقساما خلال اجتماعه في نيويورك لبحث الوضع في دارفور حيث اتهمت الولايات المتحدة الصين بالعمل على منع نشر القوات الدولية في هذا الاقليم السوداني الذي يشهد حرباً اهلية·
عدد اليوم
