21 يوليو 2012
أدى 100 ألف فلسطيني صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان في المسجد الأقصى المبارك، وسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة فيما حالت القيود التي فرضتها القوات الإسرائيلية دون تمكن الآلاف المصلين من الضفة الغربية ومن سكان قطاع غزة من أداء الصلاة في المسجد الأقصى.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها ستحد من الدخول إلى باحة المسجد الأقصى لمنع وقوع اضطرابات في أول يوم جمعة من شهر رمضان. وقالت متحدثة باسم الشرطة “سنمنع دخول المسلمين الذين تقل أعمارهم عن الأربعين عاماً إلى باحة” الأقصى. وأوضحت لوبا السمري أن “فلسطينيات الضفة الغربية في المقابل سيسمح لهن بدخول باحة المسجد بدون اي شرط يتعلق بالسن وكذلك كل الرجال الذين تجاوزوا الأربعين من العمر”. ونشر آلاف من رجال الشرطة صباح الجمعة في البلدة القديمة في محيط المسجد الأقصى وشرق القدس لمنع وقوع اي حادث مع بدء رمضان، كما أوضحت الناطقة نفسها.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان تخفيف الإجراءات بمناسبة رمضان وخصوصاً عند نقاط العبور في الضفة الغربية والسماح بدخول 500 فلسطيني يوميا يحملون جوازات سفر أجنبية عن طريق معبر اللنبي مع الأردن.
وقالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، إن “نحو 100 ألف مصل أدوا صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان المبارك، أغلبهم من مدينة القدس وضواحيها وأهل الداخل الفلسطيني، وعدد محدود من أهل الضفة الغربية، وقد أدى أكثر المصلين صلاتهم في المصليات المسقوفة والبوائك والمظلات الخاصة التي نصبتها دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، وذلك بسبب شدة الحرارة”.
وقد خطب جموع المصلين الشيخ إسماعيل نواهضة، خطيب المسجد الأقصى، مستعرضا فضائل شهر رمضان والصيام فيه وأداء العبادات فيما انتشر الآلاف من عناصر الشرطة الإسرائيلية في مختلف أنحاء مدينة القدس الشرقية، حيث تم وضع حواجز على مداخل القدس القديمة.
وقد توافد إلى الأقصى منذ ساعات الصباح جموع الفلسطينيين، بالرغم من التواجد الاحتلالي الكثيف وعرقلة وصول المصلين عند المعابر والحواجز، لكن بالعموم فقد كانت حركة المصلين نشطة جدا، وفي هذه الأثناء ما زالت ساحات المسجد الأقصى ممتلئة، وتشهد بواباته ازدحاماً بسبب عودة أعداد كبيرة من المصلين إلى بيوتهم.
وقالت مؤسسة الأقصى، إن جموع الفلسطينيين من أهل القدس والداخل الفلسطيني ومن يستطيع الوصول إلى القدس من أهل الضفة الغربية توجهوا بكثافة إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة من رمضان.
وأضافت “وشهدت شوارع وأزقة وأبواب البلدة القديمة بالقدس وجودا ملحوظا من قبل قوات الاحتلال، حيث نصبت الحواجز الحديدية عند المداخل الرئيسية، لكن حركة المصلين والوافدين إلى الأقصى تسير بشكل سلس وسريع .
إلى ذلك، تبدأ كل من “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” و”مؤسسة البيارق لإحياء المسجد الأقصى المبارك” و”مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات”، انطلاقا من اليوم بتنفيذ جملة من النشاطات لإحياء المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان المبارك، تشمل تقديم عشرات آلاف وجبات الإفطار والسحور للصائمين في الأقصى، وتوفير مئات حافلات “مسيرة البيارق” لنقل المصلين من كافة قرى ومدن الداخل الفلسطيني للصلاة في المسجد، بالإضافة إلى تنشيط مساطب وحلق العلم في الأقصى، وذلك تحت إشراف وإدارة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، والتي بدورها أنهت كل التحضيرات والترتيبات لاستقبال مئات آلاف المصلين خلال الشهر المبارك.
وقال المهندس زكي اغبارية، رئيس “مؤسسة الأقصى”، “إننا إذ نهنئ امتنا عامة وشعبنا الفلسطيني خاصة بحلول شهر رمضان المبارك، فإننا ندعو أهلنا الفلسطينيين أن يخصوا المسجد الأقصى بالاهتمام، فيشدوا الرحال إليه صلاة واعتكافا ورباطا، على مدار الشهر كله، فالمسجد الأقصى بانتظار عشرات آلاف المصلين الصائمين بل مئات الآلاف، الذين سيؤكدون خلال تواجدهم في الأقصى، حبهم العميق وتواصلهم الأكيد وحقهم الخالص بأولى القبلتين وثاني المسجدين”.
على صعيد آخر، نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر في الشرطة الاسرائيلية قولها، ان صاروخا اطلق من غزة سقط على النقب الغربي دون أن يتسبب في أضرار أو اصابات لسقوطه في منطقة مفتوحة في المنطقة الاقليمية “اشكول”.
وأفادت الاذاعة في وقت سابق بسقوط صاروخين فجر امس على المنطقة نفسها دون أن يتسببا في اضرار أو اصابات، مؤكدة ان هذه الصواريخ أطلقت من قطاع غزة.
وقمعت قوات الاحتلال الاسرائيلي مسيرات الضفة الغربية السلمية التي تنطلق كل يوم جمعة تجاه الاراضي المصادرة من قبل قوات الاحتلال لصالح جدار العزل والاستيطان. ففي قرية النبي صالح قرب رام الله قمعت قوات الاحتلال المتواجدة بكثافة وبأعداد كبيرة المتظاهرين الفلسطينيين والمتضامنين الاجانب باستهدافهم بقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والمياه العادمة ما ادى الى اصابة العشرات بحالات الاختناق متأثرين بهذه الاسلحة المستخدمة وبحرارة الطقس المرتفعة وبالصيام، واندلعت على اثر ذلك مواجهات بين الجانبين رشق خلالها شبان القرية جنود الاحتلال بالحجارة ردا على قمعهم التعسفي كما ولاحقت قوات الاحتلال المتضامنين الاجانب المتواجدين في النبي صالح واعتقلت عددا منهم.
وفي قرية بلعين قرب رام الله، أصيب عشرات الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب بالاختناق جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة القرية الأسبوعية السلمية المناوئة للاستيطان والجدار العنصري.
وأفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز باتجاه المشاركين، كما قاموا برشهم بالمياه العادمة ما أدى إلى إصابة العشرات بالاختناق بالغاز. كما قمعت قوات الاحتلال مسيرة كفر قدوم قرب قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة ما أدى إلى إصابة عدد من المشاركين بالمسيرة بحالات اختناق.
وأصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع أمس إثر قمع قوات الاحتلال لمسيرة المعصرة قرب بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة.
لجنة “المبادرة العربية” تبحث غداً جمود عملية السلام
القاهرة (وكالات) - أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي، أن اجتماع لجنة مبادرة السلام سيشارك فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس لمناقشة التحرك الفلسطيني والعربي في المرحلة المقبلة، خاصة مع الجمود الحالي في عملية السلام وإصرار إسرائيل على العبث بالأراضي المحتلة من خلال التهويد ومخططات الاستيطان وعدم الاستجابة لإطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين.
وقال بن حلي إن اجتماع لجنة مبادرة السلام في الدوحة غداً الأحد يأتي تلبية لطلب السلطة الفلسطينية لمناقشة تطورات القضية الفلسطينية من جوانبها كافة في ضوء جمود عملية السلام.
وأكد بن حلي أن الامور تحتاج وقفة عربية وموقفاً عربياً جماعياً قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المقرر في سبتمبر المقبل.
وأضاف أن الموضوع الثاني الذي ستناقشه اللجنة الوزارية، هو الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها السلطة الفلسطينية، مؤكداً أن هناك التزامات مالية على الدول العربية تجاه السلطة الفلسطينية يتعين الإيفاء بها حتى تتمكن السلطة من القيام بمهامها.
وأوضح أن الرئيس الفلسطيني سيتشاور مع وزراء الخارجية العرب أعضاء اللجنة حول المسعى الفلسطيني في الأمم المتحدة للحصول على عضوية غير كاملة لفلسطين في المنظمة الدولية بعد فشل الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة العام الماضي، لتكون فلسطين دولة تحت الاحتلال وليست أراضي متنازع عليها.
ولفت إلى أن الرئيس الفلسطيني سيقدم تقريراً مفصلاً إلى وزراء الخارجية العرب حول نتائج اتصالاته ومشاوراته مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية إثر عدم تجاوب إسرائيل لما ورد في رسالته التي وجهها إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن مطالب الفلسطينيين باستئناف المفاوضات المتوقفة.
المصدر: غزة، رام الله
عدد اليوم
