أعلنت أطياف من معارضة الداخل في سوريا رفضها المشاركة في الحكومة الجديدة التي يعتزم نظام دمشق تشكيلها، وذلك بعد أيام من تكليف الرئيس بشار الأسد رئيس حكومة تسيير الأعمال الحالي وائل الحلقي بتشكيل الوزارة الجديدة.
ونقلت صحيفة «الوطن» المقربة من السلطات، أمس، عن رئيس المكتب الإعلامي في «هيئة التنسيق الوطنية» المعارضة بالداخل، منذر خدام، قوله: «إنه حتى الآن لا موقف محدداً من تكليف الحلقي بتشكيل الحكومة الجديدة، ولكن بالنسبة لنا هذا التكليف لن يغير كثيراً من الأمر، فالمهم ليس تغيير شخصية، إنما تغيير البرنامج الذي يتم العمل عليه».
وعن المشاركة بالحكومة الجديدة، أوضح خدام «أكيد لن نشارك إلا في حكومة تستند إلى برنامج إنقاذي واضح، يؤدي إلى الانتقال إلى نظام ديمقراطي حقيقي، وعندئذ يمكن أن نشارك، أما إعادة إنتاج النظام فلا، وقد جرب آخرون.
.
ممكن أن نشارك في حكومة وحدة وطنية تؤدي إلى إنقاذ البلاد وإلى حل سياسي حقيقي».
وتم اعتبار الحكومة السورية القائمة، حكومة تسيير أعمال بعد أداء الأسد للقسم الدستوري رئيساً لولاية جديدة بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت في يونيو الماضي، والتي حصل بموجبها على تأييد نحو 89% من الناخبين.
بدوره، أشار القيادي في «جبهة التغيير والتحرير» فاتح جاموس إلى أن إعادة تكليف الحلقي بتشكيل حكومة جديدة «إجراء سلطوي حكومي صحيح من وجهة نظر السلطة الشرعية والقانونية والرسمية، لكنه إجراء أحادي الجانب ويتصرف تجاه الأزمة الوطنية بالمنطق السابق نفسه، أي احتكار إدارة الأزمة.
كما كان احتكار إدارة الوطن سابقاً، وهذا الأمر يجري بقرار من السلطة، وليس هناك أي عملية تشاور أو حوار وطني حول الأمر، وكذلك حول أي حكومة قادمة»، وفق ما نقلت عنه تلك الصحيفة نفسها.
وأضاف: «بالتالي هذا الأمر، السلطة هي فقط المعنية به من منظورنا نحن، ونعتبره تأكيداً على نهج السلطة باحتكار إدارة الأزمة»، موضحاً أن مشاركة الجبهة يجب أن تكون في «حكومة وحدة وطنية حقيقية، تتصدى للتحديات والمهمات المطروحة في إطار الأزمة الوطنية ومخاطرها».
وتابع بقوله إنه: «إذا طرح الأمر الآن فسنعتبره ليس نتاج توافق وحوار وطني شامل، وبالتالي من الصعب علينا جداً جداً أن نشترك في هذا الأمر».
وكان الأسد قد أصدر منذ أيام مرسوماً بإعادة تكليف الحلقي لتشكيل الحكومة الجديدة، وتولى الحلقي منصب رئيس مجلس الوزراء منذ أغسطس 2012، بعد انشقاق سلفه رياض حجاب، وهروبه إلى خارج البلاد، بعدما كان شغل منصب وزير الصحة في حكومة حجاب.
وأعلن الحلقي منذ يومين أنه بدأ بإجراء مشاورات ومقابلات تصب في تشكيل الحكومة الجديدة، موضحاً أن الفترة المتوقعة لإعلان التشكيلة الحكومية الجديدة قد تحتاج إلى نحو أسبوعين من الآن.
وسبق أن شغل الحلقي منصب أمين فرع حزب البعث الحاكم في درعا إبان اندلاع الانتفاضة، والتي تحولت إلى صراع مسلح، مما أسفر عن سقوط عشرات آلاف القتلى.
(دمشق - د ب ا)
عدد اليوم
