أفادت صحيفة نيويورك تايمز الصادرة أمس بأن عمر داودزاي مدير مكتب الرئيس الأفغاني حميد كرزاي يتلقى أموالاً بانتظام من إيران التي تسعى الى ترسيخ نفوذها في كابول، وفي هذه الأثناء قتل جندي من حلف شمال الأطلسي بانفجار لغم يدوي الصنع في جنوب أفغانستان ما يرفع إلى 599 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في النزاع الأفغاني منذ مطلع السنة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أفغان وغربيين لم تذكر أسماءهم في كابول أن إيران تستخدم نفوذها لنشر الفرقة بين الأفغانيين وحلفائهم الأميركيين وفي حلف شمال الأطلسي. وأضافت وفقا لهؤلاء المسؤولين أن الأموال تصل إلى ملايين الدولارات وأنها تحول إلى صندوق سري يستخدمه داودزاي وكرزاي لدفع الأموال للنواب وزعماء القبائل وحتى لقادة في طالبان لشراء ولائهم.
وقال مسؤول غربي إنه “صندوق كبير أسود في حوزة الرئاسة.. مهمة داودزاي هي الحفاظ على مصالح إيران”. ورفض كرزاي وداودزاي الاجابة على اسئلة مكتوبة بشأن علاقتهما بإيران، كما قالت نيويورك تايمز، مضيفة أن أحد مساعدي دودزاي وصف هذه المزاعم بأنها “كلام فارغ”. ورفض السفير الإيراني في كابول فدا حسين مالكي الرد على اسئلة الصحيفة.
ووصف متحدث باسم السفير المزاعم بأنها “مجرد ثرثرة مغرضة تنشرها وسائل الإعلام الغربية والأجنبية”. ونقلت نيويورك عن مسؤولين لم تذكر أسماءهم ان المال الايراني هدفه ضمان ولاء داودزاي ، السفير الأفغاني السابق في إيران، والمدافع عن سياسة معارضة للغرب في الوسط المقرب من كرزاي الذي يقدم له تقريرا يوميا. وقالت نيويورك تايمز إن السفير الإيراني فدا حسين مالكي حمل في أغسطس الماضي، في ختام زيارة للرئيس الأفغاني إلى إيران، كيسا بلاستيكيا كبيرا مليئا برزم من اليورو سلمها إلى دودزاي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أفغاني قوله “إنها أموال إيرانية. لقد لاحظ العديد منا ذلك”.
من جهة أخرى، قتل جندي من حلف شمال الأطلسي أمس في انفجار لغم يدوي الصنع في جنوب أفغانستان ما يرفع إلى 599 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في النزاع الأفغاني منذ مطلع السنة، وقالت قيادة الحلف في بيان إن الجندي الذي لم تكشف جنسيته قتل بانفجار لغم يدوي الصنع. وبذلك يرتفع الى 599 عدد الجنود الأجانب الذين قتلوا في النزاع الافغاني منذ مطلع العام الحالي بينهم 401 أميركي، وهو العام الأكثر دموية بالنسبة إلى القوات الدولية خلال تسع سنوات من الحرب استنادا الى موقع الكتروني مستقل. وتنشر الولايات المتحدة والحلف الأطلسي أكثر من 150 الف رجل في أفغانستان لمحاربة تمرد طالبان الرامي إلى إطاحة الحكومة المدعومة من الغربيين.
إلى ذلك، قالت قوة المساعدة الأمنية في أفغانستان (إيساف) في بيان إن تقارير أفادت بمقتل عدد من المتمردين في غارة جوية استهدفت قائدا بطالبان في منطقة باجران بإقليم هلمند في جنوب أفغانستان. وأضافت أن القائد كان مسؤولا عن العديد من خلايا المتمردين وينظم شؤون الأسلحة والمتفجرات في منطقة نوزاد بهلمند.
كابول تصر على حظر شركات الأمن الخاصة وواشنطن تبحث عن حل
كابول، واشنطن (وكالات) - أكد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس لشركائه الغربيين أنه لن يعود عن قراره بحظر الشركات الأمنية الخاصة بعد دعوات واشنطن لإيجاد حل انتقالي. وقال كرزاي أثناء لقاء مع ممثل الأمم المتحدة في كابول ستيفان دو ميستورا وقائد القوات الدولية الجنرال ديفيد بترايوس والممثل المدني للحلف الأطلسي مارك سدويل وسفراء الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا “إن الحكومة الأفغانية مصممة على حل هذه الشركات، وتتمنى تعاوناً صادقاً وحقيقياً من المجتمع الدولي”.
وأوصت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس الأول بضرورة أن تضع واشنطن وكابول خطة مشتركة للاستغناء تدريجياً عن الأمن الخاص بدلاً من فرض تطبيق حظر يمكن أن يعرض أعمال الإغاثة التي تقدر بملايين الدولارات للخطر. وقال بي. جيه كرولي المتحدث باسم الخارجية الأميركية إن كلينتون اتصلت هاتفياً بكرزاي لتعرض عليه أفكاراً بشأن قراره بحظر كل المتعاقدين الأمنيين ابتداءً من ديسمبر في خطوة يمكن أن تجبر بعض مشروعات التنمية والإعمار على التوقف بسبب عدم توافر الحماية. وذكرت وسائل الإعلام الأميركية أن الحظر الأمني المفروض قد يعرض للخطر نحو 1.5 مليار دولار في عمليات إعادة البناء.
عدد اليوم
