الخرطوم (قنا) - وصف الرئيس السوداني عمر البشير لقاءه مع سيلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان على هامش أعمال القمة الأفريقية بأديس أبابا بأنه كان إيجابياً للغاية بنسبة مائة بالمائة، كاشفاً عن أن سيلفا كير عبر خلال هذا اللقاء عن رغبته الأكيدة لتجاوز كل أحداث الماضي.
وقال البشير، في تصريحات له أمس الأول، إنه أكد لرئيس جنوب السودان أن الخرطوم لا مصلحة لها في استمرار الخلافات والنزاعات، بل لديها رغبة قوية في السلام وإعادة العلاقات إلى طبيعتها بين الدولتين وتعزيز المصالح المشتركة.
ولفت كذلك إلى أن اللقاء أثر بصورة إيجابية على مناخ القمة الأفريقية بأديس أبابا، حيث استغرب الرؤساء الأفارقة التقارب السريع رغم الأزمة المتفاقمة، وقال: “مرد ذلك لعادات أهل السودان التي تغلب الحلول السلمية مهما تعاظمت الخلافات”.
وأوضح الرئيس السوداني أنه تم الاتفاق مع سيلفا كير على دفع محادثات مدينة “بحر دار” الإثيوبية لتصل لنتائج إيجابية لحلحلة المشاكل ومراعاة الزمن الذي حدده قرار مجلس الأمن الدولي، مبدياً تفاؤله بتقدم علاقات البلدين.
وكان البشير وسيلفا كير قد التقيا يوم السبت الماضي على هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا.
وناقش الزعيمان القضايا العالقة بين بلديهما وملفات التسوية، والعقبات التي تحول دون التوصل للتسوية الشاملة، والتحفظات لدى كل منهما في عدد من القضايا، وسبل تجاوز مرحلة التوتر إلى الاستقرار الحقيقي.
من جانب آخر، قال موفد قناة “الشروق” الفضائية السودانية إلى المفاوضات بين السودان وجنوب السودان الجارية بإثيوبيا، إن الاتحاد الأفريقي عمد إلى فرض سياج محكم من السرية على جولة التفاوض في بحر دار الإثيوبية والتي تجرى في منتجع يتبع للاتحاد الأفريقي.
وقال موفد “الشروق”، إن الاتحاد الأفريقي منع الصحفيين من دخول المنتجع، وتجرى محاولات مكثفة للسماح لمراسلي الصحف والقنوات بالوصول إلى المفاوضين. وأفاد بأنه، وفقاً لتسريبات، فإن الوفدين دخلا في ثلاثة لقاءات مباشرة ومطولة دون الوساطة الأفريقية التي تحاول وفقاً لمصادر ترتيب لقاء ثانٍ بين الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت بعد أن التقيا على هامش القمة الأفريقية بأديس أبابا. وأعطى لقاء الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت في أديس أبابا مؤشراً داعماً لجهود تهيئة مناخ المفاوضات الجارية بين السودان والجنوب، بينما تباينت آراء بعض الخبراء والمحللين السياسيين حول تجاوز البلدين لخلافتهما رغم الأوضاع المعيشية الصعبة التي تمر بهما.
يشار إلى أن هناك قضايا عالقة بين السودان وجنوب السودان تتعلق بالحدود وعائدات النفط وابيي الغنية بالنفط التي يجرى التفاوض بشأنها بوساطة اللجنة التنفيذية رفيعة المستوى المعنية بالسودان، التابعة للاتحاد الأفريقي بقيادة رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي . وكانت الدولتان قد خاضتا اشتباكات في هجليج الحدودية في ابريل الماضي مما أدى إلى تأجيج التوترات بينهما ، قبل أن يعودا إلى التفاوض بعد تهديد مجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على الدولتين إذا لم تتوصلا إلى تسوية القضايا العالقة بينهما بحلول 2 أغسطس المقبل.
الحكومة تقر فتوى تجيز القروض الربوية «الضرورية»
الخرطوم (الاتحاد ، وكالات) - أجاز مجلس الوزراء السوداني في اجتماعه أمس الأول برئاسة الرئيس عمر البشير فتوى وتوصيات ندوة تمويل مشروعات الدولة بالقروض والتي قدمها محافظ بنك السودان محمد خير الزبير بمشاركة رئيس مجمع الفقه الإسلامي عصام أحمد البشير. وحسبما أوردت وكالة السودان للانباء الرسمية (سونا)، قال عصام أحمد البشير للصحفيين عقب اجتماع المجلس إن الندوة شارك فيها علماء من داخل السودان وخارجه واستعرضوا خلالها 19 بحثاً حوت فقه الشرائع وفقه الوقائع. وأبان أن الفتوى أكدت أن الاقتراض بالربا من الكبائر والموبقات غير أن الدولة إذا وقعت في ضرورة أو حاجة عامة فإنه يجوز لها الاقتراض بالفائدة شريطة استنفاد كل الوسائل في الحصول على مصادر تمويل مقبولة شرعاً. وأكد أن الضرورة تقدر بقدرها زماناً ومكاناً دون تعد أو زيادة وألا يترتب على القرض ضرر مساوٍ للضرر الأصلي أو أكبر منه. وأجاز المجلس مقترحات الندوة بتكوين آلية لدراسة اتفاقيات القروض كل على حده.
عدد اليوم
