الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رمضان في غزة.. عيون بصيرة وأياد قصيرة

رمضان في غزة.. عيون بصيرة وأياد قصيرة
21 يوليو 2012
غزة (الاتحاد) - لم يبد المارة على أرصفة المدن الغزية، أي اهتمام بشتى أصناف المأكولات الرمضانية التي تتكدس على هذه الأرصفة وأعاقت مرور المارة. فهذا فقير عاطل عن العمل لا يملك دخلاً، وذك موظف أثرت عليه تجزئة الراتب، وثالث يبحث عن بضاعة رخيصة لأن عينه تشتهي كل شي، لكن يده خالية الوفاض قصيرة ليس فيها سوى يضع من الشواكل. وتعج الأرصفة والأسواق والمحال التجارية، بما لذ وطاب من المشهيات الرمضانية التي تنادي على مشتريها بلذتها ولكن دون جدوى. فهنا توجد الأجبان والتمور وهناك قمر الدين، وتلك الحلاوة والمقبلات، وذاك العصير، خاصة الخروب والعرق سوس في الجالونات. رب العائلة رأفت عبد الهادي الأب لسبعة أفراد، لم يتمكن حتى اليوم من التزود بزوادة رمضان، من الأجبان والعصائر والمربى وغيرها، فدخله محدود جداً، وهو محتار في تحديد أولوياته، المطالب كثيرة، وعينه ترتئي ما لذ وطاب وتشتهيه العين، لكن المانع من التقدم لشراء هذه المعروضات، هو قلة ما في اليد، لكنه قال “الله لا يضيع عباده، فهذا شهر الرحمة والتواصل والعطف والإحسان”. كذلك كان حال رب العائلة أسعد محمد، الذي صادفناه في أحد أسواق خانيونس جنوب قطاع غزة، قادماً من ضواحي المدينة لشراء حاجيات رمضان. أسعد ليس كغيره في الشراء، فقد قرر شراء السلع الأرخص، مثل الأجبان المصرية المهربة والمربى وغيرها، فهو لا يستطيع ولا يملك المال لشراء التمور والأجبان المستوردة، وحتى المصنوعة محليا، والتي ترتفع أسعارها لجودتها العالية، فأسعد عاطل عن العمل واقترضت زوجته من شقيقها الموظف للتزود بحاجيات رمضان، فالأطفال لا يعرفون قلة ما في اليد، ما يعنيهم وجود حاجاتهم فقط. وفي جهة مقابلة، قال صلاح الخزندار صاحب محل بقالة وبسطة لبيع لوازم رمضان: الوضع صعب جداً، فارتفاع نسبة البطالة وتجزئة الراتب فاقما من معانات الفلسطينيين، ما أدى إلى إحجام العديد عن التزود بحاجيات رمضان. وأضاف: هناك كم كبير من الناس قام بشراء حاجيات محددة جداً لرمضان، ويكتفون بالضروريات جداً، فلا مجال لديهم لشراء الكماليات. أما محمد حمدان، فقد اشتكى من الارتفاع الكبير في الأسعار، مبيناً أنه يصعب عليهم شراء هذه الأشياء بهذه الأسعار، متسائلاً: أين الجهات الرقابية لتراقب الأسعار؟، فهذه بضاعة مهربة، المفروض تباع بأسعار بسيطة، فكيف تباع بهذه الأسعار الخيالية العالية؟ وكانت غرفة التجارة والصناعة في غزة، دعت قبل يومين، كافة التجار إلى ضرورة الالتزام والتقيد بأسعار السلع وعدم رفع الأسعار ومراعاة الظروف الاقتصادية وظروف الفلسطينيين الصعبة في قطاع غزة، نتيجة الحصار المفروض منذ أكثر منذ ستة أعوام. وقال محمود اليازجي، رئيس الغرفة التجارية في بيان صحفي: إنه للعام السادس على التوالي يستقبل الفلسطينيون في قطاع غزة شهر رمضان الكريم في ظل الحصار والمعاناة من الفقر والبطالة ومن تداعيات الحرب الأخيرة على غزة، مطالباً التجار بضرورة مراعاة الأعباء المالية الملقاة على عاتق الفلسطينيين خلال الفترة الحالية، حيث يتصادف حلول شهر رمضان المبارك وعيد الفطر والعام الدراسي الجديد في نفس التوقيت. الى ذلك، عزا الخبير والمحلل الاقتصادي ماهر الطبّاع، هذه الأوضاع وإحجام الناس عن التسوق في رمضان، لأن معظمهم فقراء ومحتاجون وعاطلون عن العمل، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية. وأكد أن كل ذلك يعود لتفاقم أزمة البطالة والفقر نتيجة الحصار، حيث ارتفعت معدلات البطالة إلى 30%، والفقر إلى 80%، نتيجة توقف الحياة الاقتصادية بالكامل. وبحسب التقديرات الأولية للجهاز المركزي للإحصاء فقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي في الأرض الفلسطينية بالربع الأول من عام 2012 بنسبة 5.6% بالمقارنة مع الربع الأول من العام 2011. وأشارت الجهة ذاتها، إلى ارتفاع نسب البطالة في الربع الأول من هذا العام، ووصلت إلى 23.9%، في حين سجلت في الربع المناظر من العام 2011 نسبة 21.7%. ووصلت نسب النمو في الناتج المحلي الفلسطيني إلى 9.3% عام 2010 لتتراجع في العام 2011 إلى 6.3%، ويصف الخبراء هذا النمو بالخادع كونه يعتمد على أموال الدول المانحة وما تضخه السلطة في السوق من أموال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©