الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

برلمان ليبيا يطلب التدخل الدولي ويحل المليشيات

برلمان ليبيا يطلب التدخل الدولي ويحل المليشيات
14 أغسطس 2014 00:25
أقر مجلس النواب الليبي (البرلمان) أعلى سلطة في البلاد بالأغلبية أمس قرارين يقضيان بحل كافة المليشيات المسلحة، ويطلب من المجتمع الدولي التدخل الفوري لحماية المدنيين والمؤسسات الليبية، حسب ما أعلن النائب أبو بكر بعيرة. وقال بعيرة إن «مجلس النواب صوت بأغلبية أعضائه الحاضرين لجلسة اليوم (أمس)في مدينة طبرق (1600 كلم شرق العاصمة طرابلس) على قرارين هامين من شأنهما إعادة استتباب الأمن في البلاد». وأوضح أن «المجلس أصدر قراره رقم 6 للعام الحالي والذي يقضي بالمطالبة بالتدخل العاجل لحماية المدنيين في ليبيا». وأشار إلى أنه صوت بالموافقة على القرار 111 نائبا من إجمالي 124 حضروا جلسة البرلمان التي اتخذ فيها القرار. وينص قرار المجلس على أن « مجلس النواب الليبي يطالب هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتدخل العاجل لحماية المدنين ومؤسسات الدولة في ليبيا». ووفقا للقرار ذاته فإن «مجلس النواب هيأته فوض الرئاسية باتخاذ كافة التدابير اللازمة لتنفيذ أحكام هذا القرار». لكن السفارة الأميركية لدى طرابلس بثت عقب القرار على موقع فيسبوك شريط فيديو لجزء من مؤتمر صحفي للمتحدثة باسم الخارجية الأميركية ماري هارف تدعو خلاله الليبيين إلى الحوار. وقالت هارف «كما قلنا في مرات عدة سابقة أن العنف لن يحل مشاكل ليبيا، ونحن نحض على الحوار والتفاهم لبناء ليبيا حرة مزدهرة وديمقراطية». وفي سياق متصل، اتخذ مجلس النواب في الجلسة ذاتها قرارا يقضي «بحل كافة التشكيلات المسلحة غير النظامية»، وذلك بحسب النائب ذاته. وقال بعيره إن «مجلس النواب قرر حل كافة التشكيلات المسلحة غير النظامية» والتي لا تخضع لسلطان الدولة وتسبب في إرباك المشهد الأمني في البلاد. وأوضح أن هذا القرار الذي أقر بأصوات 102 نائب من أصل 104 من النواب الذين حضروا عملية التصويت. وتشهد طرابلس منذ 13 يوليو الماضي معارك بين ميليشيات إسلامية متحالفة مع مجموعات من مدينة مصراتة من جهة، وكتائب من مدينة الزنتان تسيطر على مطار العاصمة الدولي وتتهم بأنها الذراع المسلحة للتيار المدني والليبرالي من جهة أخرى. وزادت حدة الاشتباكات أمس الأول في طرابلس، حيث اقتربت الاشتباكات بين المليشيات المتصارعة في محيط مطار العاصمة من وسط البلد خصوصا في منطقة غوط الشعال المزدحمة بالمدنيين. والثلاثاء أيضا اغتال مسلحون مجهولون مدير أمن طرابلس العقيد محمد سويسي الذي تم تشييعه بعد ظهر الأربعاء في جنازة رسمية. وقالت هارف في هذا الصدد «ندين بشدة عملية الاغتيال التي طالت مدير أمن طرابلس العقيد محمد سويسي، ونعرب عن قلقنا البالغ ازاء العنف في ليبيا». وأشارت إلى أنه « كان ينظر للعقيد سويسي على نطاق واسع كمسؤول ملتزم». ونزح من مناطق الاشتباكات في طرابلس نحو 80 ألف مواطن مناصفة إلى ضواحي العاصمة وإلى الأراضي التونسية، فيما غادرت كافة البعثات الدبلوماسية إضافة إلى الجاليات الأممية البلد منذ اندلاع الأزمة. وتسيطر ميليشيات متشددة أيضا على قسم كبير من مدينة بنغازي (100 كلم شرق طرابلس) بعد أن طردوا منها الأيام الماضية وحدات من قوات نظامية للجيش معارضة لهم. وفي خلال أسبوعين أسفرت أعمال العنف في طرابلس وبنغازي عن سقوط أكثر من 220 قتيلا ونحو ألف جريح، بحسب السلطات. ولم تفلح مشاورات يقودها منذ نهاية الأسبوع الماضي نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ونائب رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مع الأطراف الليبية في إنهاء العنف في البلاد المضطربة منذ سقوط نظام معمر القذافي في أكتوبر 2011. ومنذ سقوط القذافي، تبدو السلطات الانتقالية عاجزة عن استعادة النظام والأمن في بلد يعاني من الفوضى والعنف والقتل. وفشلت السلطات في السيطرة على عشرات الميليشيات المسلحة التي شكلها الثوار السابقون الذين قاتلوا نظام القذافي والتي لا تزال تفرض قانونها في البلاد. من جانب آخر، قالت كريستيان برتيوم، المتحدثة باسم المنظمة الدولية للهجرة، إن العاصمة الليبية طرابلس تشهد أسوأ المعارك منذ سقوط نظام معمر القذافي. وأوضحت برتيوم، في مؤتمر صحفي عقدته في جنيف، أنه منذ أكثر من أربعة أسابيع انزلقت مدينة طرابلس إلى معارك بين الميلشييات المتناحرة هزت المدينة بأصوات الصواريخ والقذائف الشرسة التي أطلقت بشكل عشوائي على المناطق المبنية. وأضافت أن «الوضع في طرابلس مأساوي، لا يوجد وقود ولا غاز، وهناك زيادة حادة في الأسعار، ويوجد نقص في إمدادات الغذاء الأساسية بما في ذلك الخبز وأغذية الأطفال بجميع مناطق طرابلس نتيجة لنهب مخازن والمستودعات الغذائية الرئيسية، وهناك نقص في الأدوية واللوازم الصحية والمستحضرات الصيدلانية خاصة للأمراض المزمنة مثل ضغط الدم والسكري، كما سرقت كل اللقاحات من المستودعات الخاصة والعامة». وقد أسفرت المعارك عن سقوط مئات القتلى، كما نزح أكثر من 50 ألف شخص بسببها. وأوضحت برتيوم أن المنظمة الدولية للهجرة تساعد المحتاجين بقدر الإمكان، كما تقدم الدعم النفسي والاجتماعي، مشيرة إلى تدفق مستمر للليبيين والتونسيين وغيرهم من رعايا دول العالم الثالث عبر الحدود التونسية. (طرابلس ، جنيف - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©