ليلة البطاقة الأخيرة

شهدت المجموعة الرابعة في كأس الأمم الآسيوية ليلة أمس صراعاً عربياً خالصاً في ختام مباريات الدور الأول، على البطاقة الأخيرة التي تسمح للمنتخبين الإماراتي أو العراقي التواجد ضمن منتخبات الدور الثاني للبطولة رغم أن المواجهة لم تكن مباشرة بينهما.?لقد حبست ليلة أمس الأنفاس، وأمتزجت أماني الجماهير بالتحليلات ولعبة الاحتمالات.. ما بين الفوز وخسارة الآخر، أو بين التعادل والفوز للآخر، فكان في الطرف الأول منتخبنا «الأبيض» في مواجهة هامة مع نظيره الإيراني، ولقاء آخر بين العراق وكوريا الشمالية، لكن المحصلة النهائية تعلن عن تأهل منتخب واحد فقط.?لغة الأرقام والإحتمالات تلاعبت بأعصاب الجماهير كثيراً، لكن ذلك لم يمنعها من الزحف إلى المدرجات للدعم والمساندة وهي تمني النفس في تحقيق لعبة التوقعات والاحتمالات، تلك المؤثرة على الأعصاب، فنسجت لوحة فنية بين التمني والتسليم بالأمر الواقع بأن كرة القدم غير خاضعة للتوقعات، فعبرت الجماهير عن دعمها ومساندتها رغم كل الظروف، ولسان حالها يقول ليس بالإمكان أفضل مما كان.?المجموعة الرابعة اختلفت عن المجاميع الأخرى، لأنها ضمت أربعة فرق متطورة وفي حسابات المشاركة في النهائيات تطمح إلى أبعد من الدور الأول، بل المنافسة على اللقب، خصوصا وأنه من بين المنتخبات الأربعة هنالك منتخبان قد توجا بلقب البطولة من قبل هما إيران والعراق، فضلاً عن «الأبيض» الإماراتي الذي وصل إلى نهائي البطولة مع «الأخضر» السعودي وحل وصيفا عام 1996، لذلك كانت الجماهير تعي تلك الحقيقة، وتعلم صعوبة المهمة للمنتخبين العربيين بعد أن أعلن المنتخب الإيراني عن تأهله مبكراً.?ورغم تلك الحسابات المعقدة للمجموعة الرابعة أيقنت الجماهير أن البطاقة الأخيرة، هي بطاقة عربية خالصة وبدون منافسة من الآخرين، لقد حسمتها نتيجة مباريات المرحلة الأولى والثانية من الدور الأول، وكان لابد أن يكون هنالك متأهل واحد فقط، فيما يكون هنالك آخر يودع البطولة.???????