الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أنا والأنا

21 يوليو 2012
يقول فرويد “نستطيع أن نقاوم الهجوم والنقد ولكننا عاجزون أمام الثناء! وفي إحدى نظرياته يشرح العالم فرويد أن الشخصية الإنسانية تتكون من ثلاثة أنظمة هي الأنا والأنا العليا والهو وأن الشخصية هي محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة، ولا أعلم مدى صحة نظرياته في علم التحليل النفسي فهناك المختصون والعلماء الذين درسوا ونقدوا أعماله ونظرياته لكنني وقفت طويلاً عندما قرأت عن محاولاته للانتحار في آخر حياته وإخفائه مرضه عن الجميع، ورغم قوته النفسية ظاهرياً كان ضعيفاً داخلياً وكم كان يعاني وهو يحاول تخفيف معاناة الاخرين. قد نتفق معه وقد نختلف، لكن فهم الشخصية الإنسانية وسبر أغوارها والغوص فيها من الصعوبة بمكان. كلما توقعت أنك تفهم من حولك زادت هوة عدم فهمهم. نحن وجوه وأقنعة نضعها كل صباح في المساء نضع أقنعة أخرى بعض البشر كالكتب لا يخدعك العنوان! لا بد من قراءة متأنية للمحتوى، تريد أن تعرف أسرار الكتاب يجب أن تعيش بين الكلمات وتسافر بين الأسطر وكذلك البشر أحياناً الشخصية التي تراها أمامك ليست هي الحقيقية بل هي انعكاس لأحداث وتجارب ومصالح والكثير من الشوائب، ثقل أحمال الحياة تجدها معلقة على أكتاف هذه الشخصية، قلما تجد أحدهم بشخصيته الحقيقية المجردة طوال الوقت هنالك الكثير من الرتوش ومساحيق التجميل وكحل التغيير تضاف إليها ليبقى الرونق ويستمر الجمال والكمال. لا تتكبر البعض يملك مثل ما عندك وأكثر بعض الشخصيات غير المستقرة اختارت الطريق الأصعب في المعاملة، مؤسف عندما تعتقد إنك نقطة التقاء وبك تبدأ وتنتهي الأشياء ومؤسف جداً عندما تظن أنك مركز مهم يدور حولك الجميع. المبالغة في تعظيم نفسك وتقزيم الآخرين يطفئ بريقك ويشتت في الهواء رمادك. هل سبق وأن شاهدت مرة مباراة وكنت بين الجمهور، الصوت الذي تسمعه ليس صوتك بل صوت الجميع وأنت لست سوى واحد من الجمهور وهكذا يراك الناس واحداً من المتفرجين. للعبور إلى ضفة التواضع تحتاج بعض الشخصيات للكثير من الصبر والهدوء والمراجعة ومواجهة الذات، وحقيقة ستشعر بالكثير من الصفاء والارتياح عندما تعلم أنك رقم، وأن هناك الكثير من الأرقام. البعد الإنساني والمنصب السياسي بعض الشخصيات تأسرك بنقائها وتواضعها ويبقى الانطباع الأول حاضراً رغم مشاغل الحياة. رغم منصبه الكبير ومشاغله الكثيرة كان معنا، يشد من أزرنا، وبطريقته غير المباشرة يدعمنا، رغم أنه كان اللقاء الأول، تجلس معه كأنك تجلس مع صديق قديم! أحيانا تتساءل فيما بينك وبين نفسك كيف يستطيع البعض رغم هموم ومشاغل حياته، أن يقدم لك ابتسامة تنير حياتك. jamal.alshehhi@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©